الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فنِسبتي منها لفَرْطِ الضَّنى
…
نِسْبَتُها منه بلا كَتِّ (1)
كلّا ولو حاولتُ مِنْ رِقَّةٍ
…
لَحُلْتُ بين الثوبِ والطخْتِ (2)
أرَقُّ من هذا وأضنَى ضنًى
…
رِقَّةُ ذهني وضَنى بَخْتي
لكنّ نفْسي وَعُلا همّتي
…
نَجْمٌ لبِيذختٍ كَبيذخْتِ
391 -
عليّ (3) بن إسماعيلَ، إشبِيليٌّ أبو الحَسَن.
تَلا بالسَّبع على أبي بكر بن صَافٍ، ورَوى عن أبوَيْ عبد الله: ابن أحمدَ ابن الباجِيّ أو العاجِيِّ (4) وابن زَرْقُون، وأبي الوليد بن حَجّاج.
رَوى عنه أبوالعبّاس بنُ عبَّاس الشَّرِيشي. وكان مُقرئًا مجوِّدًا، تجوَّل في بلاد الأندَلُس يُقرئُ القرآنَ ويُجوِّدُ عليه، وكان دَحْداحًا (5).
وتوفِّي في حدود العشرينَ وست مئة.
392 -
عليّ (6) بن إسماعيلَ الأندَلُسي، أبو الحَسَن.
أخذ عنه أبو بكر بنُ بَرُنْجال الدانيُّ بعضَ شعرِه.
393 - عليّ بن أيّوبَ
.
رَوى عن أبي الحَكَم عَمْرِو بن أحمدَ بن حَجّاج.
(1) الكت: الإحصاء.
(2)
كذا في الأصول، وفي الجذوة:"لجلتُ بين الثوب والتخت".
(3)
ترجمه ابن الأبار في التكملة (2818).
(4)
هامش ح: "ضبب عليه ابن الأبار وهو عنده في ظنه العاجي". قلنا: الذي في نسخة ابن الجلاب من التكملة: "وأبي عبد الله محمد بن أحمد بن الحاج".
(5)
الدحداح: القصير السمين.
(6)
ترجمه ابن الأبار في التكملة (2696).
394 -
عليُّ (1) بن جابر بن عليّ بن عليّ بن يَحْيَى اللَّخْميّ، إشبيليّ، أبو الحَسَن الدَّبّاج (2).
تَلا بالسَّبع على صِهرِه أبي الحَسَن نَجَبةَ، وأبوَيْ بكر: عَتِيق اليَابُريِّ وابن صافي، وأخَذ النَّحوَ عن أبي بكر بن طلحةَ وأبي الحَسَن بن خَرُوف وأبي حَفْص بن عُمرَ وأبي ذَرّ بن أبي رُكَب وأبي الوليد جابِر بن أبي أيّوب. وأجازَ له أبو العبّاس بن مِقْدام، وأبو محمد بن عُبَيد الله، وأبو الوليد بنُ نام.
رَوى عنه أبو بكر بن سيِّد الناس، وأبو زكريّا بن محمد بن إبراهيمَ وأبو العبّاس بن عليّ المارِديُّ، وأبو عَمْرو بن عَمْريل، وأبو القاسم الحَسَنُ بن عبد الله ابن الحَسَن الحَجْريّ، وآباءُ محمد: أحمدُ بن عَبّاد وطلحةُ وابنُ محمد بن أحمدَ بن كَبِير وعبدُ الحقِّ بن حَكَم.
وحدَّثنا عنه شيوخُنا: أبو جعفر الطّبّاعُ، وأبو الحَسَن الرُّعَيْنيّ، وأبو الحُسَين عُبَيدُ الله بن عبد العزيز ابنُ القارئ، وأبو عبد الله بن أُبَيّ، وأبو عليّ ابن الناظِر رحمهم الله.
وكان حَسَنَ السَّمتِ والهَدْي، ديِّنًا صالحاً سُنِّيًّا فاضلاً، ظريفَ الدُّعابةِ (3)
(1) ترجمه ابن الأبار في التكملة (2842)، والرعيني في برنامجه (32)، وابن سعيد في المغرب 1/ 255، واختصار القدح المعلى (155)، وعز الدين الحسيني في صلة التكملة 1/الترجمة 289، وابن الزبير في صلة الصلة 4/الترجمة 294، والذهبي في المستملح (714)، وتاريخ الإسلام 14/ 552، وسير أعلام النبلاء 23/ 209، والعبر 5/ 190، ومعرفة القراء الكبار 2/ 647، وابن الجزري في غاية النهاية 1/ 528، والقادري في نهاية الغاية، الورقة 152، وابن تغري بردي في النجوم 6/ 371، والسيوطي في بغية الوعاة 2/ 153، وابن العماد في الشذرات 5/ 235.
(2)
هامش ح: "حدثنا عنه العلامة أبو الحسن بن أبي الربيع وآخرون كثيرون، وشهر بالدباج لأنها كانت صنعة أبيه عمره جله وصنعته هو في أوليته ثم نبذها لما شدا وبرع رحمه الله".
(3)
جاء في هامش ح: "كانت لأبي الحسن الدباج رحمه الله أثناء إقرائه نوادر
…
وثوبه
…
طاهر: كان يقرأ عنده صبي من أعيان الجند كانت له شارة وقحة، فصاح ذات يوم: يا أستاذ، فلان قال لي: أعطني قبلة! فقال الأستاذ غير مكترث: وأعطيته ما طلب؟ قال: لا؛ قال: خير (كذا) عملت، لا تعطه شيئًا؛ وأخذ فيما كان بسبيله من الإقراء. ولما خلا المجلس جاء الطالب للطالب =
حَسَنَ اللَّوْذَعيّة، مُقرِئًا مجوِّدًا، متعلِّقًا برواية يسيرة من الحديث، متقدِّمًا في العربيّة والأدب، يَقرِضُ قِطعًا من الشّعرِ يُجيدُ فيها؛ عَكَفَ على إقراءِ القرآن وتدريس العربيّة والأدب نحوَ خمسينَ سنةً لم يتعرَّضْ لسواهُ ولا عَرَّجَ على غيرِه نزاهةً عن الأطماع وأَنفةً من التعلُّق بالدُّنيا وأهلِها، وكان مُبارَكَ التعليم فنَفَعَ اللهُ بصُحبتِه والأخذِ عنه خَلْقًا كثيرًا. وكتَبَ بخطِّه الرائق الكثيرَ، وأتقَنَ ضبطَه وتقييدَه، ونُقِلَ بأَخَرءة من مسجدِه الذي أقرَأَ به أكثرَ حياتِه إلى جامع العَدَبَّس، وكان يُعلِّمُ به ويَؤُمُّ في صَلَواتِه الجَهْريّة، وَيؤُمُّ القاضي أبو جعفر بنُ منظور في صلاتَي السِّرّ؛ أُنشِدت على شيخِنا أبي الحَسَن الرُّعَيْني رحمه الله عنه لنفسِه (1) [المجتث]:
ما جاءَ عفوًا فَخُذْهُ
…
وما أبى فتجَنَّبْ
ولا تَرُدْ كلَّ مرعًى
…
ولا تَرِدْ كلَّ مَشْرَبْ
فربّما لذَّ طعمٌ
…
وفيه سَمٌّ مُقَشَّبْ
وبه (2)[البسيط]:
لمّا أطَلَّتْ وشمسُ الأُفْقِ مشرقةٌ
…
أبصَرتُ شمسَيْنِ من قُرْبٍ ومنْ بُعُدِ
من عادةِ الشّمسِ تُعْشِي عينَ ناظرِها
…
وهذه نورُها يَشْفي منَ الرَّمَدِ
= وقال للأستاذ: والله يا سيدي لقد كذب هذا الوقح علي، فقال: يكفي ما كان، وإياك تطلب منه شيئًا آخر وتقول أيضاً: يا سيدي كذب علي، فضحك وانصرف خجلًا.
وكان يلزم مجلسه بعضُ الطلبة الأعيان، لهوى كان له في بعض الفتيان، فدخل على غفلة، فرفع الأستاذ رأسه وقال: ارجع إنه ما جاء اليوم؛ فخجل وعاد على حافرته، ومنعه ذلك من مخالطة الفتى ومجالسته. ثم لم تمر إلا أيام حتى قرئ بمجلس الأستاذ قول الشاعر:
وقد طَرقْت فتاةَ الحي مرتديًا
…
بصاحب غير عزْهاةٍ ولا غزلِ
فقال ذلك الخجل: سيدي ما العزهاة؟ فقال الأستاذ: من ينفر عن محبوبه ولا يعود إليه. فقال: يا أستاذ، ما أدري ما أعمل، إن أقمت عتبت وإن تغيرت عيرت، فضحك الأستاذ وقال ما معناه: لولا هتك السرائر ما حفظت النوادر. (قلنا: القصتان في اختصار القدح، 155).
(1)
برنامج الرعيني (89).
(2)
انظر المغرب 1/ 256، والرعيني (89)، واختصار القدح (156).
وبه [مجزوء الرجز]:
ما لي أرى أَيَّامَنا
…
تمرُّ مرًّا مُسْرِعا
إذا حَسَبْتُ أشهُرًا
…
حَسِبْتُهُنَّ جُمَعا
ولم نكنْ نُعْنَى بأنْ
…
تُبطئَ أو أَنْ تُسرعا
لو لم تكنْ أعمارُنا
…
وهنَّ يَذهَبْنَ معاً
وُلدَ سنةَ ستٍّ وستينَ وخمس مئة (1)؛ وكان من دُعائه في حِصارِ إشبيلِيَةَ رَجَعَها اللهُ ألا يُخرِجَه اللهُ منها ولا يمتَحنَه بما امتَحَنَ به أهلَها، فتوفِّي يومَ الأربعاء لتسع بِقينَ من شعبانِ ستٍّ وأربعين ولست مئة قبلَ تغلُّب النَّصارى -دَمَّرَهم اللهُ عليها، استَنْقَذَها اللهُ- بتسعةِ أيامِ، وتوَلَّى غَسْلَه الشيخُ الصَّالح أبو الوليد الخَرّاز، ولم يحضُر الصّلاةَ عليه إلا ثلاثةُ نَفر؛ لِما حَلَّ بالنَّاس حينئذٍ من الموتِ وَبَاءً وجوعًا، نفَعَهم الله. وقال أبو الحُسَين ابنُ السِّرَاج: توفِّي عندَ دخولِهم لم يُمهَلْ؛ قال: ودُفن بدارِه وحُفِرَ قبْرُه بالسكاكينِ استعجالًا لمُواراتِه واشتغالًا عن التماسِ آلاتِ الحَفْر بهَوْل اليوم؛ وقال ابنُ الآبّار: توفِّي بعدَ دخولِ الروم بنَحْو ثمانيةِ أيام لم يزَلْ أثناءها مُرتَمِضًا مُضْطَرِبًا إلى أن قضَى نَحْبَه. والصّحيحُ ما بدَأْنا به، واللهُ أعلم (2).
(1) هامش ح: "سئل أبو الحسن الدباج عن مولده فقال: ابتدأت القراءة على ابن صاف عام ثمانين وخمس مئة وسني إذ ذاك نحو من ثلاثة عشر عامًا".
(2)
من هامش ح: "وممن حدّثنا عن الدباج المذكور: شيخنا أبو الحكم بن أحمد بن منظور القيسي، قال أبو الحكم: أنشدني الدباج لنفسه بإشبيلية [مجزوء الرجز]:
لربنا مأدبةٌ
…
دعا إليها الجَفَلى
فمن أتاها مُسلِمًا
…
يرتعْ بروضات الفلا
في الثمر الحلو الذي
…
قد فاق كل ما حَلا
لذّاتُه لا تنقضي
…
لمن صغى ومن تلا
سبحان من يسَّره
…
لذكره وسَهّلا
لولاه لم نُطِقْ له
…
ذكرًا ولا تحمُّلا
والحمد لله كما
…
علّمَنا وأفضلا".
395 -
عليُّ (1) بنُ جابِر بن فَتْح الأنصاريُّ، غَرْناطيٌّ، أبو الحَسَن اللَّوّازُ (2).
وقال ابنُ الأبّار: يُعرَفُ بابن اللَّوَاتيّ (3)، وأراهُ تصحيفًا من اللَّوّاز. رَوى عن أبي بكر ابن الجَدّ، وأبوَي الحَسَن: صَالح بن عبد الملِك وابن الضّحّاك، وأبوَيْ عبد الله: ابن عَرُوس وابن الفَخّار، وأبي القاسم السُّهَيْليِّ. وأجازَ له أبو إسحاقَ بنُ قُرْقُول.
رَوى عنه أبو عبد الله بنُ عبد الكريم الجُرَشيّ؛ وكان محدِّثًا فاضلًا، توفِّي سنةَ تسع وست مئة.
396 -
عليُّ (4) بن جامِع الأَوْسيُّ، مالَقيٌّ، أبو بَحْرٍ وأبو الحَسَن.
رَوى عن أبي الحَسَن شُرَيْح، وأبي الحُسَين ابن الطَّراوة واختَصَّ به، وأبوَيْ عبد الله: جعفرٍ حَفيدِ مكِّي وابن أُختِ غانم.
رَوى عنه أبوا بكر: عَتِيق بن قَنْترال ويحيى بن أحمدَ الهَوّاري، وأبَوا جعفر: ابنُ عليّ الأَوْسيّ وابنُ محمد اللَّوْشيّ ابنُ الأصلَع، وأبو الحَسَن بن عليّ النَّفْزيُّ الأسْطَبيّ، وأبو الحُسَين عُبَيدُ الله بن محمد المَذْحِجيّ وأبو عبدِ الله بن يَرْبُوع، وأبَوا العبّاس: اليافِعيُّ وأصبَغُ بن عليّ بن أبي العبّاس.
وكان نَحْويًّا ماهرًا، أديبًا شاعرًا مُحسِنًا، كاتبًا بَليغًا متفنِّنًا، عاليَ الرّواية، مكفوفَ البَصَر. أقرَأَ القرآنَ ودَرَّس العربيّةَ بمسجدِ القاضيٍ ابن حَسُّونَ من مالَقةَ مُدةً، ثم انتقَلَ عنها إلى باغوثَ (5) فأقام بها نحوَ ثلاثينَ سنةً مُكرَّمًا مبرورًا مُعامَلًا
(1) ترجمه ابن الأبار في التكملة (2804)، وابن الزبير في صلة الصلة 4/الترجمة 261، والذهبي في المستملح (687).
(2)
هامش ح: "بالسين ذكره أبو عبد الله الطراز وغيره محل الزاي".
(3)
في صلة الصلة: "اللواس".
(4)
ترجمه ابن خميس في أعلام مالقة (136)، وابن الأبار في التكملة (2758)، وابن الزبير في صلة الصلة 4/الترجمة 219.
(5)
كتب فوقها "كذا" في ح، وهي "باغُه" كما في أعلام مالقة.