الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الكَبْرةُ عن التصرُّف فلزِمَ دارَه إلى أن توفِّي بمالَقةَ سنةَ ستٍّ وستينَ وست مئة، ومَولدُه سنةَ ستِّ وسبعينَ وخمس مئة.
1270 - محمدُ بن أحمدَ بن عبد الرّحمن بن عُبَيد الله بن محمدٍ النَّفْزِيّ، شاطِبيّ، أبو عبد الله وأبو الوليد، ابنُ قَبُوج، بفَتْح القافِ وضمِّ الباءِ وواوِ مدٍّ وجيمٍ مُشرَبةٍ صوتَ الشِّين
.
تَلا على أبي الحَسَن بن هُذَيْل، ورَوى عنه وأجازَ له، وتفَقَّه بأبوَيْ محمد: عاشِر وهارُونَ بن عاتٍ، ورَوى عنهما، رَوى عنه ابنُه أبو الحُسَين عُبَيدُ الله وأبو محمد بنُ خِيَرة. وكان وافرَ الحظّ من الفقه دَرَّسَه مُدّةً، وشُهِرَ بالحِفظِ للمسائل والرأي، وعُرف بالعدالةِ والثِّقة. توفِّي بعدَ ستَّ عشْرةَ وست مئة؛ نَسَكَ بأَخَرةٍ، وكان على طريقةٍ حسَنة وهَدْي صالح، وله في ذكْرِ ما انقَطعَ هو إليه من الزُّهد في الدُّنيا (1) [الطويل]:
غنِيتُ بما عندي وما ليَ لا أغْنَى؟!
…
وأعرَضْتُ في قَصْدي عن العَرَضِ الأدنى
إلى العالَمِ الأعلى عَلَوْتُ بهمَّتي
…
فوافَقْتُ ما يَبْقَى وفارقتُ ما يفنَى
ترَكْتُ للَذَّاتِ البهائم أهلَها
…
وهِمتُ بما يُعْنَى به عالمُ المعنى
توفِّي بعد ستَّ عشْرةَ وست مئة؛ مولدُه بشاطبةَ سنةَ إحدى وسبعينَ وخمس مئة، وتوفِّي (2) ببِجَايةَ يومَ الخميس لليلةٍ خَلَتْ من جُمادى الأُولى سنةَ ثِنتَيْنِ وأربعينَ وست مئة.
(1) في هامش ح: "نسبة هذه الأبيات لأبي عبد الله الشاطبي وهم (إنما هي) لأبي الحسين
…
وفي رسمه، وجاءت هنا على وجه (التمثل) والله أعلم".
(2)
فوقها في ح: "كذا"، وإزاءها في الهامش:"لعله ابنه أبو الحسين". قلنا: وهذا التعليق ضروري إذ ذكرت الوفاة مرتين بتاريخين مختلفين.
1271 -
محمدُ (1) بن أحمدَ بن عبد الرّحمن بن عيسى بن إدريسَ التُّجِيبيّ، مُرْسيّ، أبو القاسم.
رَوى عن أبيه، وأبوَيْ بكر: ابن خَيْر وابن أبي ليلى، وأبوَي الحَسَن: ابن النِّعمة وابن فَيْد، وآباءِ عبد الله: ابن حَمِيد وابن يوسُفَ بن سَعادةَ وابن عبد الرّحيم ابن الفَرَس، وهو كان يُمْسِكُ أصُولَه على السامعينَ عليه عندَ كسَلِه اعتمادًا على ثقتِه ورُكونًا إلى أمانتِه، وابن أبي حُبَيْش وأبي محمدٍ عاشرٍ وأبي الوليد بن رُشْد، لازَمَه بقُرطُبةَ وأخَذَ عنه علمَه؛ وأجاز له أبو القاسم ابن بَشْكُوال.
رَوى عنه ابنُ أختِه أبو بحرٍ صَفْوانُ بن إدريسَ، وأبو الرَّبيع بنُ سالم، وأبو محمد بن أبي بَكْرٍ الدانيّ، وحدَّث عنه بالإجازةِ أبو بكرٍ محمدُ بن غَلْبُون.
وكان فقيهًا حافظًا مُتقِنًا أديبًا ذا حظٍّ من قَرْض الشِّعر ومُشارَكة في الكتابة؛ قال فيه أبو الرَّبيع بنُ سالم: فاضلٌ على الإطلاق، متقدِّمٌ في نَزاهةِ النفْس وكرَم الأخلاق؛ واستَقضاهُ ابن رُشد في غير جِهةٍ من جِهات قُرطُبة، ولم يزَلْ يُرشِّحُه وينهَضُ به حتى استُقضيَ بالجزيرةِ الخَضراءِ ثم بشاطِبَةَ، فحُمِدَتْ سِيرتُه، ثم صُرِفَ عنها وقتَ مِحنةِ أبي الوليد بن رُشْد وتتبُّعِ أصحابِه، ثم استُقضيَ بدانِيَة.
ومن نَظْمِه: ما أنشَدَه أبو عبد الله ابنُ الأبّار، قال: أنشَدَني له صاحبُنا أبو محمد بنُ أبي بكرِ الدّانيُّ عنه (2)[مخلع البسيط]:
يا مُوقظَ النفسِ عَلّمَنْها
…
ولا تَكِلْها إلى الجَهالهْ
فالنَّفْس بدرٌ والعلمُ شمسٌ
…
والجهلُ فيها سوادُ هالَهْ
قال المصنِّفُ عَفَا اللهُ عنه: هذانِ البيتانِ لُزوميّان، ولا يصِحُّ في ثانيهِما أن يكونَ مُخلَّعًا؛ لوقوع "مفعولُن" في صَدْرِه موقعَ "فاعِلن" ومخرَجُه عندي من
(1) ترجمه ابن الأبار في التكملة (1553)، والذهبي في المستملح (207)، وتاريخ الإسلام 13/ 45.
(2)
البيتان في التكملة.