الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مَولدُه سنةَ خمس مئة، وتوفِّي بمُرْسِيَةَ سنةَ ستٍّ وستينَ، واحتُملَ إلى دانِيَةَ فدُفنَ بها، قال أبو عبد الله ابنُ الأبّار: هذا الصَّحيحُ في وفاتِه، وغَلِطَ ابنُ عَيّاد فجَعَلَها سنةَ أربع وتسعينَ وخمس مئة.
1234 - محمدُ بن أحمدَ بن طاهِر بن محمد بن أحمدَ بن عِمْران، أبو عبد الله
.
رَوى عن عبد الرّحمن بن محمد بن عيسى.
1235 -
محمدُ (1) بن أحمدَ بن طاهِر الأنصاريُّ، إشبِيليٌّ سكَنَ مدينةَ فاسَ طويلًا في بعضِ خاناتِها، أبو بكرٍ الخِدَبُّ، بكسرِ الخاءِ المعجَم وفتح الدّال الغُفْل وتشديدِ الباءِ بواحدة.
رَوى عن أبي القاسم ابن الرَّمّاك، وعنه أخَذَ "كتابَ سيبوَيْه" ولم يأخُذْه عن غيرِه فيما قال تلميذُه الأخصُّ به أبو الحَسَن بنُ خَرُوف؛ وكان قد قرَأَ قبلُ بعضَ كُتُبِ النَّحوِ الصِّغار على أبي الحَسَن بن مُسَلَّم، وقد تقَدَّم من قولِه في ذلك ما إن شئتَ أن تُراجعَه راجَعْتَه في رَسْم أبي القاسم ابن الرَّمّاك. وأخَذَ أيضًا عن أبي الحَسَن بن الأخضَر.
رَوى عنه أبو بكر بنُ هُود، وأبَوا الحَسَن: ابن خَرُوف وابن هِشَام الشَّرِيشيّ، وأبو حَفْص بن عُمرَ، وأبو ذَرّ بن أبي رُكَب، وأبو عبد الله بن إسماعيلَ الأنصاريّ، وأبو القاسم عبد الرّحيم ابن المَلْجُوم، وأبَوا محمد: عبدُ الحقِّ بن خَليل وقاسمُ بن محمد بن عبد الله القُضَاعيُّ الخَطيبُ ابنُ الطّويل.
وكان رئيسَ النَّحوِيِّينَ بالمغرِب في زمانِه بلا مُدافَعة، وأفهَمَهم أغراضَ سِيبوَيْه، وأحسَنَهم قيامًا على كتابِه، وأنبَلَهم إشارةً إلى ما تضمَّنَه من الفوائد،
(1) ترجمه القفطي في إنباه الرواة 4/ 194، وابن الأبار في التكملة (1473)، واليمني في إشارة التعيين (295)، والذهبي في المستملح (166)، وتاريخ الإسلام 12/ 643، والصفدي في الوافي 2/ 113، والفيروزآبادي في البلغة (295)، والسيوطي في البغية 1/ 28، وابن القاضي في جذوة الاقتباس (271).
وله عليه تنبيهاتٌ مُفيدة (1)، وهي التي بَسَطَ تلميذُه أبو الحَسَن بن خَرُوف في "شَرْحِه الكتابَ" وإيّاها اعتمَدَ وعليها عَوَّل، إذْ كان قد لازَمَ صُحبتَه كثيرًا واختَصَّ به اختصاصًا طويلًا وفهِمَ طريقتَه. وله تعاليقُ نبيلةٌ على "معاني القرآن" للإمام أبي زكريّا يحيى بن زيادٍ الفَرّاء وعلى "إيضاح" الفارِسيِّ، وعلى هذه الكُتُبِ الثلاثة وأصُولِ أبي بكرٍ ابن السَّرَّاج كان مُعَوَّلُه وبها كان اعتناؤه، ويَرى أنّ ما عَداها في الطريقة مطَّرَحٌ لا ينبغي التعريجُ عليه.
وكان شَرِسَ الخُلُق عَسِرَ اللِّقاء، مُشتَطًّا على طَلَبة العلم فيما يَشترِطُه عليهم جُعْلًا على إقرائه إيّاهم، ضاغطًا في اقتضائه إيّاه منهم، شديدَ المُشاحَّة فيه، له في ذلك أخبارٌ مشهورةٌ، سَمَحَ اللهُ له، وكان معَ ذلك متحرِّفًا بالتّجارة والخِياطة؛ ويقال: إنه لم يتَأهَّلْ قَطٌّ.
ورَحَلَ إلى بلادِ المشرِق، ولمّا وَرَدَ مِصرَ هَمَّ بمُناظرةِ أبي محمد عبد الله بن بَرِّي بن عبد الجَبّار بن بَرِّي [....](2) كبيرِ النُّحاةِ بالبلاد المِصريّة، والمرجوع إليه بها في علم العربيّة، وقَوِيَ عَزْمُه على ذلك، فاستَنْكفَ أبو محمد من الإجابةِ إلى هذا الغَرض، ونَسَبَ هذا المقصِدَ إلى ضَرْب من الشَّرارة، وتقَدَّم إلى أبي بكرٍ عَتِيقٍ الفَصيح، المذكورِ في موضعِه من هذا الكتاب، بالاجتماع به وصَرْفِ خاطرِه عمّا عزَمَ عليه من المناظرة، إلى لقائهما لغيرِ مُذاكرةٍ قائلًا: إنّي أخشَى أن تتعصَّبَ له المَغارِبةُ وتتعصَّبَ لي المِصْرِيّةُ فيكونَ ذلك سببَ الفتنة بينَ الفريقَيْنِ، وذلك مما لا يَليقُ بأهل العلم (3). قال الفَصيح: فتوجَّهتُ إليه ولم أَزَلْ أُلاطفُه وأُبدي له في قَصْدِه ذلك من قبيح الجَفاءِ المنسوبِ إلى أهل المغرِب، معَ ما فيه من رُكوب الخَطَر والتعرُّض إلى ظهورِ أحَدِكُما على الآخَر، فيؤدِّي إلى سقوطِ رُتبتِه، وذَلك ما لا جَدْوى له. قال الفَصيحُ: فبان له وَجْهُ
(1) في التكملة: "وله تعليق على كتاب سيبويه سماه بالطرر، لم يسبق إلى مثله".
(2)
بياض في النسخ.
(3)
وذلك
…
العلم: سقطت من م ط.