الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أستغفرُ اللهَ له إنْ لم يكنْ
…
أطعَمَنا الصَّيدَ فقد أضحَكَنا
لو أنّ رَضْوى مَثُلَتْ من كَثبٍ
…
لسهمِه لَصافَ عنها وانثَنَى
ولو رمَى الواديَ حين مدِّهِ
…
لهابَه السَّهمُ وأمَّ السُّفُنا
ولو لأفكاري رمَى أسهُمَه
…
ولم يُرِعْها اللحظُ باتَتْ أُمَّنا
يا طَرْفَ مَن أهوى على بُعدِ المدى
…
أصمَيْتَني فبات قلبي مُثخَنا
لم يَنْجُ من تلك الجفونِ بشَرٌ
…
كأنّها صَرْفُ المنايا والمُنَى
وابِأَبي والله أحوى أحوَرٌ
…
يُقطِّعُ القلبَ ويُضني البَدَنا
كنت حسِبتُ أن تفسيراتِهِ (1)
…
عن رحمةٍ في طَرْفِه إذا رَنا
حتى امتُحِنتُ فحَصَلتُ دانيًا
…
منها على طولِ العذابِ والعَنا
والمرءُ مغرورٌ ببادي رأيِهِ
…
ويظهَرُ الحقُّ إذا ما امتُحِنا
ظَبْيٌ تركْتُ وَطَني أطلبُهُ
…
فصحَّ لي أنّي تركتُ الوَطَنا
فلستُ أدري والأمانيْ ضَلَّةٌ
…
أوَطنًا أندُبُه أم سَكَنا؟
توفِّي في ربيعٍ الأول عامَ سبعةٍ وعشرينَ وست مئةٍ ابنَ أربع وستينَ سنة.
652 - عليُّ بن محمد بن فُضَيْل اللَّخْميُّ، إشبِيليٌّ نَزَلَ تونُس، أبو الحَسَن
.
كان أديبًا تأريخيًّا نبيلًا، مَن أبرَع الناس خَطًّا. توفِّي ليلةَ الجُمعة السابعة والعشرينَ من ذي قَعْدةِ ستٍّ وسبعينَ وست مئة.
653 -
عليُّ (2) بن محمد بن لب بن سعيد القَيْسيُّ، طُلَيْطُليٌّ، قالهُ ابنُ خَيْر (3)، وغلَّطَه ابنُ الأبّارِ في ذلك، سكَنَ إشبيلِيَةَ، أبو الحَسَن الباغِيُّ باغُه دانية.
(1) كذا في النسخ، ولعلها:"تفتيراته" أو "تفتيرًا به".
(2)
ترجمه ابن الأبار في التكملة (2717)، وابن الزبير في صلة الصلة 4/الترجمة 181، والذهبي في المستملح (650)، وتاريخ الإسلام 11/ 637.
(3)
ينظر فهرسته 56، 58، 71، 526، 534، 547 (ط. د. بشار).
رَوى عن أبي داودَ الِهشَاميِّ وأبي عبد الله المَغَامِّي. رَوى عنه أبَوا بكر: ابنُ خَيْر وابن رِزْق، وأبو الحَسَن نَجَبةُ، وأبو عبد الله النُّمَيْريّ، وأبو [141 ظ] القاسم عبدُ الرّحمن بن عليّ السَّبْتيّ القَرَّاق. وحدَّث عنه بالإجازة أبو جعفر بنُ حَكَم وغَلِطَ فيه.
وكان مُقرِئًا حَسَنَ القيام على تجويدِ القرآن، ضابطًا لاختلافِ القُرّاء، زاهدًا وَرِعًا فاضلًا، وأمَّ بمسجدِ ابن بَشْكُوان (1)، واستُشهِدَ نفَعَه الله.
654 -
عليُّ (2) بن محمد بن محمد (3) بن أحمدَ بن أبي العافِية اللَّخْميُّ، مُرْسِيٌّ قَسْطَليُّ الأصل، أبو الحَسَن القَسْطَليُّ.
رَوى عن صِهرِه زَوْج عمّتِه وأبي امرأتِه أسماءَ أبي القاسم بن حُبَيْش، وأبي بكر بن أبي ليلى، وآباءِ عبد الله: ابن حَمِيد وابن الفَرَس وابن يوسُفَ بن سَعادةَ، وأبي عليّ بن عليّ. وأجاز له أبو الحَسَن بن هُذَيْل.
رَوى عنه ابنُ أُختِه أبو عبد الله بنُ الحَسَن بن حازِم، وأبو القاسم بن نَبيل، وحدَّثني عنه شيخُنا أبو الحَسَن الرُّعَيْني.
وكان ذا حظٍّ من العلم ليسَ بالوافر، واستُقضيَ بمُرْسِيَةَ مرَّتَيْن وببَلَنْسِيَةَ وشاطِبة، وكان جَزْلًا مَهِيبًا أشبَهَ بالرؤساءِ منه بالفقهاءِ والقُضاة، وكُفَّ بصَرُه بأخَرة، وعلى ذلك كان يتَولَّى الأعمالَ ويعتسِفُ الطُّرُق.
مولدُه في ربيعٍ الأوّل سنةَ أربع وخمسينَ وخمس مئة، وأثارَ فتنةً جَرَّتْ هلاكَه فقُتلَ بمُرْسِيَةَ ليلةَ الأربعاء، وقال ابن الأبار: ليلةَ الثلاثاء، سابعة جُمادى الأولى عامَ ستةٍ وعشرينَ وست مئة.
(1) هكذا في النسخ، وتنبه إلى ذلك المعلق على نسخة ح فقال:"ابن الأبار: ابن بشير".
(2)
ترجمه ابن الأبار في التكملة (2830)، وابن الزبير في صلة الصلة 4/الترجمة 283، والذهبي في المستملح (703)، وتاريخ الإسلام 13/ 816.
(3)
هكذا بتكرار "محمد" في نسبه، وفي جميع مصادر ترجمته:"علي بن محمد بن أحمد بن أبي العافية".
655 -
عليُّ (1) بن محمد بن محمد بن شُعَيْب، أشُونيٌّ نَزَل جزائرَ بني زَغَنّا، أبو الحَسَن الأَشُونيّ.
رَوى عنه أبو محمد عبدُ الواحد بن محمد بن حَبِيب اللَّخْميُّ الجزائري. وكان نَحْويًّا لُغَويًّا أديبًا حافظًا تأريخيُّا، واستَملَى منه أبو محمد بنُ حَبِيب المذكور "أماليَه الأدبيّة" المنسُوبةَ إليه فأملاها من ذِكْرِه، وهي أمالٍ نبيلةٌ مُفيدة شاهدةٌ بفَضْل حِفظٍ وجَوْدة اختيارٍ وحُسن تصرُّف، وقد أودَعَها جُملةً وافرة من مُنشَآتِه نثرًا ونطمًا، ومنها قولُه يحُضُّ على طلبِ العلم والاجتهادِ فيه [البسيط]:
إنّ العلومَ لأشخاصٌ مُعَيَّنةٌ
…
فلا يَراهُنَّ إلّا لُبُّ مَنْ دَرَسَا
مَنْ شَرَّدَ النّومَ والظلماءُ عاكفةٌ
…
فكيف حتى يُضاهيْه الذي نَعِسا
فادرُسْ تَسُدْ وتكنْ في الناسِ معتليًا
…
ورُحْ -هُدِيْتَ- لنُورِ العلم مقتبِسا
[142 و] وفي نحوِه [المتقارب]:
تعلَّمْ خليليَ حينَ الشبابِ
…
تَفُقْ بالعلوم الرجالَ الكبارا
فمَنْ واظبَ العلمَ صاحِ صغيرًا
…
نفَى عنه عندَ السؤالِ الصَّغارا
وفي التنبيهِ على طلبِ الأدب واقتناء الكُتُب [الوافر]:
عليك بصحبةِ الأُدباءِ يا مَنْ
…
يُحاولُ أنْ يَسُودَ على الصِّحابِ
فما في الناسِ أرفعُ من أديبٍ
…
ولا في الأرضِ أرفعُ من كتابِ
وفي نَظْم المثَل الجاري على ألسِنة الناس: "الرأيُ للرأي مَصْقَلة"[الطويل]:
إذا صدئتْ مِرآةُ فهمِك فاجْلُها
…
بِرأي أخي نُصح مُصيبٍ يُقَرْطِسُ (2)
ولا تُمضِ رأيًا منكَ دونَ مَشُورةٍ
…
فإنّ اقترانَ الرأي بالرأي مِدْوَسُ (3)
(1) ترجمه ابن الأبار في التكملة (2716).
(2)
يقرطس: يصيب.
(3)
المدوس: أداة الصقل.
وفي الزُّهد [المتقارب]:
يقيني يقيني بحَوْلِ الإلهِ
…
ولو كنتُ دهري عن الرُّشدِ لاهِ
وإحياءُ قلبي بذِكْرِ المليكِ
…
وكوْنيَ عن ذكْرِهِ غيرَ ساهِ
فما الفوزُ إلّا بصَفْوِ الضّميرِ
…
ودينٍ مَتينٍ وتَرْكِ المناهي
وتقوى القلوبِ ورَفْضِ الذنوبِ
…
ودفع العيوبِ حِذارَ النّواهي
وفي القناعة [المنسرح]:
لاتسألِ الناسَ حَبَّ خَرْدلةٍ
…
ولسَلْ إلهًا براكَ من طينِ
فرِزقُهُ للعبادِ ذو سَعَةٍ
…
ليس بفانٍ ولا بمنونِ
وفي الاعترافِ بالذنب، وقوّة الرّجاءِ في عَفْو الرّبّ [البسيط]:
لاقُوةً ليَ ياربِّ فأنتصرُ
…
ولا بَراءةَ من ذنبي فأعتذرُ
فإنْ تُعاقِبْ فإنّي مُذنبٌ نَطِفٌ (1)
…
وإن صَفَحْتَ فمنكَ الصَّفحُ يُنْتَظَرُ
أنت العظيمُ فإنْ لم تَعْفُ مقتدِرًا
…
عن العظيم فَمَنْ يعفو ويَقتدرُ؟!
وفي وَصْفِ حالِه حين دَخَل الجزائر [الكامل]:
يا وَيْحَ ناءٍ شَطَّ عن أحبابِه
…
وسَقاهُ طولُ البُعدِ مُرَّ شرابِهِ
قذَفَتْ به أيدي النَّوى في معشَرٍ
…
لم يَحفَلوا طُرًّا بعُظْم مُصابِهِ
يُمسي وُيصبحُ هائمًا متحيِّزًا
…
قد عَضَّهُ صَرْفُ الزمانِ بنابِهِ
[142 ظ] مازال يجعَلُه دَريئةَ سهمِهِ
…
حتى غزاهُ بِشرْيهِ وبصابِهِ
أَمَّ الجزائرَ كي يُصادفَ مُلْطفًا
…
يكسو الذي يشكوهُ منْ أوصابِهِ
فإذا الأنامُ غُذُوا بثَدْيٍ واحدٍ
…
في كلِّ قُطرٍ آهلٍ بسحابِهِ
(1) نطف: مريب متلطخ بالعيب.