الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1255 - محمدُ بن أحمدَ بن عبد الله المرِّيّ
.
وأخشَى أن يكونَ مصحَّفًا من المريِّي نِسبةً إلى المَرِيّة على غيرِ قياس. رَوى عنه أبو إسحاقَ البَلَّفِيقيُّ الأكبر.
1256 - محمدُ بن أحمدَ بن عبد الله الغَسّانيّ
.
رَوى عن أبي عليّ الرُّنديّ سنةَ خمسَ عشْرةَ وست مئة.
1257 - محمدُ بن أحمدَ بن عبد الله الكَلاعيُّ، قُرطُبيٌّ، أبو عبد الله
.
رَوى عن أبي بكرٍ محمد بن عبد الرّحمن الأَزْديّ الفَخّار، وأبوَي الحَسَن: ابن حَمْدونَ (و) ابن القَصّار الهَوّاريّ، وأبي الحُسَين يحيى بن عليّ القُرَشيّ رَشِيد الدِّين العَطّار، وأبي زكريّا يحيى بن عبد المَجِيد، وأبي محمد بن عبد الرّحمن ابن بُرطُلّه وغيرِهم.
رَوى عنه [....](1)، وكان شيخًا صالحًا زاهدًا فاضلًا مُقرِئًا مجوِّدًا، مَولدُه سنةَ ستٍّ وعشرينَ وست مئة.
1258 - محمدُ بن أحمدَ بن عبد الله اللَّخْميُّ، أبو عبد الله
.
رَوى عن أبي القاسم بن محمد بن بَقِيّ.
1259 - محمدُ بن أحمدَ بن عبد الله، بَلَنْسِيٌّ، أبو عبد الله، ابنُ الفَخّار
.
رَوى عن أبي جعفر أحمدَ بن محمد بن وَهْب، وأبي الحَسَن أحمدَ بن محمد بن واجِب، وأبي عبد الله بن يوسُفَ ابن الدَّبّاغ، وأبي عامرٍ نَذير بن نَذير، وأبي محمد عبد الكريم بن عَمّار، والحَسَن بن محمد بن الحَسَن؛ وكان مُقرِئًا مجوِّدًا شديدَ العناية بالقرآنِ العظيم وإتقانِ أدائه.
1260 - محمدُ بن أحمدَ بن عُبَيد الله بن بَشْتَغير الألْهانيُّ، أبو بكر
.
رَوى عن شُرَيْح.
(1) بياض في النسخ.
1261 -
محمدُ (1) بن أحمدَ بن عُبَيد الله بن عبد الرّحمن بن موسى الأنصاريُّ، إشبِيليُّ، أبو عبد الله، ابنُ المُجاهِد.
شُهرةٌ عرِف بها أبوه إذْ كان لا يَسمَعُ بغُزاةٍ ولا سَرِيّة إلّا تجهَّز لها وسارَعَ إليها وبادَرَ نحوَها.
قرَأَ أوّلَا على أبي العبّاس القَرَمُوني، ورَوى الحديثَ عن أبي مَرْوانَ الباجِي، وتفَقَّه به على أبي عُمر أحمدَ بن مُبَشّر، وأبي القاسم محمد بن إسماعيلَ الرَّنْجانيّ، وأبي يوسُفَ الزّنَاتيّ؛ ولازَمَ مجلسَ أبي بكرٍ ابن العَرَبي نحو ثلاثةِ أشهر، ثُم ترَكَ التردُّدَ إليه فقيل له في ذلك، فقال: كان يُدرِّسُ وبَغْلتُه عند البابِ ينتظرُ الركوبَ إلى السُّلطان، وتأدَّبَ بأبي الحَسَن ابن الأخضَر.
رَوى عنه أبَوا بكر: ابنُ خَيْر (2) وعَتِيقُ ابن قَنْتَرال، وأبَوا الحَسَن: البَلَويُّ وابن خَرُوف النَّحوي، وأبو الخَطّاب عُمرُ ابن الجُمَيِّل وأبو الصَّبر السَّبْتي، وآباءُ عبد الله: ابن قَسُّوم الزاهِد وابن هارُونَ وابن يوسُفَ بن عبد الله بن محمد بن عامُور، وأبو العَبّاس بن مُنذِر، وأبو عُمرَ محمدُ بن أحمدَ بن عبد الملِك الباجِيّ، وأبو عَمْرِو عبدُ الرّحمن بن مغْنِين، وأبو عِمرانَ المارْتُليُّ، وآباءُ محمد: ابن أحمدَ بن جُمْهُور والشَّنْتَرِينيُّ وابن عُبَيد الله الباجِيُّ، وأبو مَرْوانَ بنُ أحمدَ أبي عُمرَ الباجِيُّ المذكور.
وكان واحدَ وقتِه زُهدًا في الدّنيا واجتهادًا في العبادة وتمكُّنِ الورَعُ الصَّحيح وتوَقِّي الشُّهرةِ والرّغبة في الخُمول والإيثار بما عندَه، معدودًا في الأولياءِ ذَوي الكراماتِ الشَّهيرة والبَراهينِ الصّالحة والمُكاشَفاتِ وإجابة الدَّعَوات ممّن بَعُدَ العهدُ بمِثلِه، ولم يكنْ يسمَحُ لأحدٍ في التعرُّض إليه بهديّة أو تُحفة قلَّتْ أو
(1) ترجمه ابن الأبار في التكملة (1449)، والرعيني في برنامجه (93)، والذهبي في المستملح (153)، وتاريخ الإسلام 12/ 544، والعبر 3/ 66، واليافعي في مرآة الجنان 3/ 400، والنباهي في المرقبة العليا (106)، والمقري في نفح الطيب 2/ 29، وابن العماد في الشذرات 4/ 248.
(2)
ينظر فهرسته: 48، 308، 342، 430.
كثُرت، لا منَ الملوكِ ولا من غيرِهم، على اختلافِ طبقاتِ الناس، إلّا من آحادٍ من بعضِ خُلْصانِه ممّن قد تحقَّق طِيبَ مكسَبِهم، وذلك في النَّزْرِ اليسيرِ والنادرِ من الأوقات. وكتَبَ الكثيرَ من العلم بخطِّه، وكان مُثابِرًا على طَلَبِه مُرغِّبًا فيه كلَّ من يَغْشاهُ من أصحابِه، وافرَ الحَظِّ من علم القراءاتِ والفقه، وعُرِضَتْ عليه أوانَ طَلَبِه ولايةُ القضاء بشَرِيش فنَفَرَ من ذلك وامتَنعَ حتى أُعفِيَ؛ وكان مُقتصِدًا في أحوالِه: اقتَصرَ في إجراءِ معيشتِه على نَسْخ المصاحف بعدَ طُول تردُّدِه في التماسِ حِرفةٍ ليَسلَمَ من تَبِعاتِها فلم يَجِدْها.
واستدعاهُ أبو يعقوبَ بنُ عبد المُؤمن فأجابَه وقرَّرَ لديه من أعذارِه في إعفائه من العَوْدِ إليس ما اقتَضَى عندَه قَبولَه، فأسعَفَه في ذلك عملًا على مساعدتِه،
وعَرَضَ عليه مالًا فأبَى من قَبولِه، فتَرَكَه لرأيِه مُوافقةً عليه ووقوفًا عند مَرْضاتِه.
وكان تلميذُه الأخصُّ به أبو عِمرانَ المارْتُليُّ، إذا جَرى ذكْرُه بينَ أصحابِه يقول: لو رأيتُموهُ رأيتُم فردًا من أفرادِ الزّمان وبَدَلًا من الإبدالِ لا يُقدَّرُ ولا يُمثَّلُ إلّا بالصدر الأوّل والسَّلَفِ الصالح.
ومما يؤْثَرُ عنه من كراماتِه وحمايةِ الله إيّاه: أنّ أبا العبّاس الشهيرَ بالبُرَيْرَق ويُعرَفُ أيضًا بأبي رَقِيقةَ -وكان أحدَ أصحابِه- كان يُهدي إليه أوّلَ طِيبِ العنبِ كلَّ سنةٍ شيئًا من عِنَبِه الَّذي يَجنيه من موضعِه الصائرِ إليه بالإرثِ عن آبائه عن أجدادِه منذُ زمن الفَتْح، فكان دَأْبُ أبي عبد الله قَبولَ هديّتِه؛ لتحقُّقِه طِيبَ أصلِها، ولمّا كان في بعض الأعوام رَدَّها عليه وأبَى قَبولَها، فرابَ ذلك أبا العبّاس وشَقَّ عليه وغاب عنه السببُ فيه، فعَمَدَ إلى أبي عبد الله وسألَه عن مُوجِب رَدِّ هديّتِه ومخالفةِ ما عوَّدَه من قَبولِها، فقال له: إنّما صرَفْتُها عليك؛ لأنّها ليست من مالِك، فابحَثْ عنها. فرَجَعَ أبو العبّاس إلى منزلِه وسألَ أهلَه فأُخبِرَ أنّ ذلك العنبَ من جَنّة أحدِ جِيرانِهم، وقيل له: إنّا رأينا عنبًا أكحَلَ طيِّبًا ليس لنا مثلُه، فرأينا أنْ نُهديَه إلى الشّيخ أبي عبد الله ونؤْثرَه به، فسُرِّيَ عن أبي العبّاس ما كان قد وَجَدَ في نَفْسِه من ذلك وعَلِمَ أن اللهَ سبحانَه قد وَقَى
وَليَّه من تناوُلِ شُبهة. وكراماتُه ومَآثرُه كثيرةٌ أثيرة، وقد دَوَّنَ منها الزاهدُ الفاضلُ أبو بكر بنُ قَسّوم جُملةً صالحه في كتابِه:"محاسنِ الأبرار في معاملةِ الجَبّار".
حدَّثني الشَّيخُ السَّنِيّ أبو الحَسَن الرُّعَيْنيّ رحمه الله قراءةً منِّي عليه قال (1): "أخبَرَني الشّيخُ الصّالح أبو محمد الشَّنْتَرِينيُّ الفقيهُ، قال: كان عندَنا بإشبيلِيَةَ شاعرٌ يُعرَفُ بأبي عبد الله البَراذِعيّ، وكان يعمَلُ أبدًا على زيارةِ أبي عبد الله ابن المُجاهِد رحمه الله، فكان يُعطيه في اليوم الَّذي يأتيه فيه نصفَ القُرصة التي كانت قُوتَهُ في يومَيْنِ اثنَيْن، فإنهُ كان يَدفَعُ لي درهمًا فيَستنفِقُ منه ستةَ عشَرَ يوفا قُرصة في يومَيْن، والقُرصةُ حينَئذ (2) من أربع وعشرينَ أُوقيّة، وأنه زارَه في أحدِ الأيام فأعطاه قَلَنْسُوةً وخُبزًا وعُنقودَ عنبٍ ودِرهمَيْنِ اثنَيْن، فقال أبو عبد الله البَراذِعيُّ المذكور: ما رأيتُ أكرمَ من ابن المُجاهدِ وزُرتُه (3) فأعطاني كُسوتَه وقُوتَه ودْراهمَه، ثم قال فيه هذه الأبيات (4) [الطويل]:
لكلِّ بني الدُّنيا نصيبٌ (5) منَ امِّهِ
…
يُلاحظُهُ ذو اللُّبِّ لحظَ المُشاهدِ
فأمّا بنو الأُخرى فإنّ نصيبَهمْ .... منَ امِّهمُ مُسْتَدرَكٌ بالشواهدِ
وفُرْقانُ بينَ الحالِ والحالِ مُدْرَك .... لذي نُهْيَةٍ في هذه الدارِ زاهدِ
فتًى طلَّقَ الدّنيا ثلاثًا فبَتَّها .... ليَظفَرَ في الأُخرى بحَوْراءَ ناهدِ
له خَلَدٌ في جنّةِ الخُلْدِ راتعٌ .... وظاهرُ شخصٍ منه بين المَشاهدِ
فإنْ يَكُ منهمْ بينَ أظهُرِنا فتًى .... فإنّي لأرجو أنهُ ابنُ المُجاهدِ
(1) انظر الخبر في برنامج الرعيني (93)، والضمير في "قال" يرجع إلى ابن قسوم.
(2)
في البرنامج: "إذ ذاك".
(3)
في البرنامج: "زرته".
(4)
هي في برنامج الرعيني (94).
(5)
في ح: "نصيبًا"، وهو خطأ.