الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1084 - قاسمُ بن عليّ بن سليمان، بَطَلْيَوْسيٌّ، ابن الصَّفّار
.
1085 - قاسمُ بن عليٍّ الأنصاريُّ، شَرْقيٌّ، أبو محمد
.
رَحَلَ مُشَرّقًا ودُعيَ هنالك بنَجْم الدّين، رَوى بالقاهرة عن أبي محمدٍ صالح بن إبراهيمَ بن أحمدَ الفارِقيّ ومحمد بن أحمدَ بن عُمرَ بن أحمدَ الحَنَفي.
1086 -
قاسمُ (1) بن عِمران، مُرْسيٌّ.
سَمِع من أبي الغُصن صَبَاح بن عبد الرّحمن وابنِ لُبَابةَ.
1087 - قاسمُ ابن الفَضْل بن أبي العَيْش القَيْسيُّ
.
رَوى عن أبي القاسم أحمدَ بن عيسى بن عبد البَرّ.
1088 -
قاسمُ (2) بن فِيرُّه بن أبي القاسم بن أبي خَلَف بن أحمدَ الرُّعَيْنيُّ، شاطِبيٌّ استَوطَنَ القاهرةَ، أبو محمدٍ وأبو القاسم.
(1) ترجمه ابن الأبار في التكملة (3063).
(2)
ترجمه ياقوت في معجم الأدباء 5/ 2216، والقفطي في إنباه الرواة 4/ 160، والمنذري في التكملة 1/الترجمة 237، وأبو شامة في ذيل الروضتين (7)، وابن خلكان في وفيات الأعيان 4/ 71، وابن الأبار في التكملة (3078)، وابن الزبير في صلة الصلة 4/الترجمة 379، والذهبي في المستملح (776)، وتاريخ الإسلام 12/ 913، وسير أعلام النبلاء 21/ 261 ومعرفة القراء الكبار 2/ 573، وتذكرة الحفاظ 4/ 1356، والعبر 4/ 273، والصفدي في الوافي 24/ 141، ونكت الهميان 228، واليافعي في مرآة الجنان 3/ 467، والسبكي في طبقات الشافعية 7/ 270، والإسنوي في طبقات الشافعية 2/ 113، وابن كثير في البداية والنهاية 13/ 10، وابن فرحون في الديباج 2/ 149، وابن الجزري في غاية النهاية 2/ 20، والقادري في نهاية الغاية، الورقة 192، والسيوطي في بغية الوعاة (2612)، والمقري في نفح الطيب 2/ 22، وابن العماد في الشذرات 4/ 301. وينظر تعليق الدكتور بشار عواد على التكملة والسير ومعرفة القراء. وجاء في حاشية ح تعليق للتجيبي نصه:"سماه الحافظ أبو بكر بن مسدي في معجم مشيخته خلفًا، ذكر ذلك في رسم ابنه محمد منها، وفي حرف الخاء من أسماء الآباء، وكَنى فيره بأبي عيسى".
تَلا ببلدِه على أبي جعفر، وأبيه أبي عبد الله الضَّرير ابنَي اللّايُهْ، وببَلَنْسِيَةَ على أبي الحَسَن بن هُذَيْل، وآباءِ عبد الله: ابن أحمدَ بن حَمِيد وابن عليّ بن أبي العاص النَّفْزِي وابن سَعادةَ، وسَمِع منهم، ومن أبي الحَسَن ابن النِّعمة، وأبي جعفر بن مَسْعود بن إبراهيمَ بن أشْكَنْبَذ. وتفَقَّه بأبي الحَسَن عُلَيْم بن هاني وأبي محمدِ عاشر. ورَحَلَ حاجًّا، وسَمِع بالإسكندَريّة من أبي الطاهِر السِّلَفيّ.
رَوى عنه صِهرُه عيسى بنُ مكَي بن حُسَين، وآباءُ الحَسَن: ابنُ خِيَرةَ وكمالُ الدِّين عليُّ بن شُجَاغ بن أبي الفَضْل سالم القُرَشيُّ الهاشِميُّ العبّاسيُّ الضّريرُ المتصدِّرُ بالمِصْرَيْنِ: مِصرَ والقاهرة، وعليُّ بن محمد بن عبد الصَّمد بن عبد الأحَد بن عبد الغالِب الهَمْدانيُّ السَّخَاويّ، وآباءُ عبد الله: فَخْرُ الدِّين محمدُ بن أحمدَ بن الحَسَن السِّجْزِيّ ورُكنُ الدِّين ابنُ عبد الرّحمن السَّرَقُسْطي وابنُ وَضّاح الشَّغْرِي، وأبَوا القاسم: عبد الرّحمن بن إسماعيلَ التونُسيّ ابنُ الحَدّاد وابن سَعِيد بن عبد الله الشافعيُّ القَلْيُوبيّ، وأبو موسى عيسى بنُ يوسُفَ بن إسماعيلَ بن إبراهيمَ الشافعيُّ مُستوطِنُ بِلْبِيسَ، ومَكِينُ الدِّين يوسُفُ بن أبي جعفرٍ الأنصاريّ؛ وحدَّث عنه بالإجازة خَلْقٌ كثيرٌ، منهم: أبو العبّاس العَزَفيّ.
وكان من جِلّة أئمّةِ المُقرِئين، كثيرَ المحفوظاتِ جامعًا لفنونِ العلم بالتفسير، محدِّثًا راوِيةً ثقةً، فقيهًا مُستبحِرًا [165 ظ] متحقِّقًا بالعربيّة مُبرِّزًا فيها، بارعَ الأدب شاعرًا مجُيدًا، عارِفًا بالرؤيا وعبارتها، ديّنًا فاضلًا صَالحاً مُراقبًا لأحوالِه حَسَنَ المقاصِد مخُلِصًا في أفعالِه وأقواله؛ جَرَتْ مسألة فقهيّةٌ بمحضَرِه، فذَكَرَ فيها نصًّا واستَحضَرَ كتابًا فقال لهم: اطلُبوها منهُ في مقدارِ كذا وكذا، وما زال يعيِّنُ لهم موضعَها حتّى وجَدوها حيث ذَكَرَ، فقالوا له: أتحفَظُ الفقهَ؟ فقال لهم: إنّي أحفَظُ وِقْرَ جَمَلٍ من كُتُب، فقيل له: هلّا درَّستَها؟ فقال: ليس للعُمْيان إلّا القرآن. حدَّثنا بهذه الحكاية شيخُنا الإمام تقِيُّ الدِّين أبو الفَتْح محمدُ بن عليِّ بن وَهْب بن مُطِيع بن أبي الطاعة القُشَيْريّ ابنُ دقيقِ العيد، رضي الله عنه إجازةً. وحدَّثنا أيضًا إجازةً قال: وقال لي صِهرُه أبو الحَسَن عليُّ بن سالم بن شُجَاع، وكان أيضًا ضَريرًا وأخَذَ
القراءاتِ عنه: أردتُ مرّةً أن أقرَأَ شيئًا من الأصُول على ابن الوَرّاق فسَمِعَ بذلك فاستَدعاني فحَضَرْتُ بين يدَيْه، فأخَذَ بأُذُني ثم قال لي: أتقرَأُ الأصُولَ؟ فقلت: نعم، فمَدَّ بأُذُني ثم قال لي: منَ الفُضول، أعمى يقرَأُ الأصُول.
وظهَرَت عليه كثيرٌ من كراماتِ الأولياء وأُثِرَتْ عنهُ، كسَماع الأذانِ مِرَارًا لا تُحصَى بجامع مِصرَ وقتَ الزَّوال من غيرِ المؤذِّنين؛ وقال: جَرَتْ بينَه وبينَ الشّيطان مُخاطبةٌ، فقال لي: فعلت كذا وكذا فسأَهلِكُ، فقلتُ له: والله ما أُبالي بك.
وقال: كنتُ يومًا في طريق وتخَلَّف عنّي مَن كان معي وأنا على الدّابة، وأقبَلَ اثنانِ فسَبَّني أحَدُهما سبًّا قبيحًا وأقبَلْتُ على الاستعاذة، وبقِيَ كذلك ما شاء الله، ثم قال ليَ الآخرُ: دَعْه، وفي تلك الحال لَحِقَني مَن كان معي (1) فأخبَرتُه بذلك فطُلِب يمينًا وشمالًا فلم يَجِدْ أحدًا. وكان يعذِلُ أصحابَه في السِّرِّ على أشياءَ لا يعلَمُها إلا اللهُ عز وجل؛ وكان يعتَلُّ العِلّةَ الشديدةَ فلا يَشتكي ولا يتَأوَّهُ، وإذا سُئل عن حالِه قال: العافية، لا يزيدُ على ذلك؛ وكان ضَريرًا، فإذا جَلَسَ إليه من لا يَعرِفُه لا يَرتابُ في أنه يُبصِر؛ لأنه -لذكائه- لا يَظهَرُ عليه ما يَظهَرُ على الأعمى في حركاتِه. وكان مُجتنِبًا فُضولَ الكلام فلا يتكلَّمُ إلّا فيما تدعو إليه الضّرورة، ويمنَعُ جُلَساءه من الخَوْض في شيءٍ [166 و] إلا في العلم والقرآن، ولا يجلسُ للإقراءِ إلّا على طهارةٍ في هيئةٍ حَسَنة وخُضوع واستكانة.
وتصَدَّر للإقراءِ بالمدرسةِ الفاضِليّة (2) من القاهرة، ثم تَرَكَه وأقبَلَ على التدريسِ إلى حين وفاتِه، وانتفَعَ به خَلْقٌ كثيرٌ لا يُحْصَوْنَ كثرةً.
وله منظوماتٌ علميّةٌ ظهَرَ فيها عِلمُه واقتدارُه على ما يُحاولُ، منها: القصيدةُ الفريدة المسَمَّاة: "حِرْزَ الأماني ووَجْهَ التّهاني" أودَعَها القراءاتِ السَّبع، وكان يقولُ: لا يقرَأُ أحدٌ قصيدتي هذه إلّا نفَعَه اللهُ بها؛ لأنّي نظمتُها لله سبحانَه؛ وقصيدةٌ أخرى وَسَمَها بـ"عَقيلةِ القصائد في أسنَى المقاصِد" ضمَّنَها رَسْمَ المُصحَف. ومن
(1) زاد في م: وأنا على الدابة.
(2)
في الأصول: "الفاضيلية"، محرفة.
منظوماتِه قولُه مُجِيبًا أبا الحَسَن عليَّ بن عبد الغَنيّ الحُصريّ عن أبياتِه الداليّة (1)[الطويل]:
أُسائلُكمْ يا مُقرئي الغَرْبِ كلَّهِ
…
وما مِن سؤالِ الحَبْرِ عن عِلمِه بُدُّ
بحرفَيْنِ مَدُّوا ذا وما الأصلُ مَدُّهُ
…
وذالم يَمُدُّوهُ ومِنْ أصلهِ المَدُّ
وقد جُمِعا في كِلْمةٍ مُسْتَبينةٍ
…
على بعضِكمْ تَخْفَى ومن بعضِكم تبدو
فأجابه أبو محمدٍ هذا عنها بقولِه [الطويل]:
عجِبتُ لأهلِ القَيْروانِ وما حَدُّوا
…
لذي قَصْرِ سَوْءاتٍ وفي همزِها مَدُّوا
لوَرْشٍ ومدُّ اللِّينِ للهمزِ أصْلُهُ
…
سوى مَشْرعِ الثّنْيا إذا عَذُبَ الوِردُ
وما بعدَ همزٍ حرفُ مدًّ يمُدُّهُ
…
سوى ما سكونٌ قبلَه ما له بُدُّ
وفي همز سَوْءاتٍ يُمَدُّ وقبلَهُ
…
سُكونٌ بلا مدٍّ فمِن أين ذا المدُّ؟
يقولونَ: عينُ الجَمْع فَرْعُ سكونِها
…
فذو القَصْرِ بالتحريكِ الاصليِّ يَعتَدُّ
ويوجِبُ مدَّ الهمزِ هذا بعينِهِ
…
لأنَّ الذي بعدَ المحرَّك ممتَدُّ
ولولا لُزومُ الواوِ قلبًا لحُرِّكَتْ
…
بجمعٍ بفَعْلاتٍ في الاسما له عَقْدُ
وتحريكُها والْيَا هُذَيْلٌ وإنْ فَشَا
…
وليس لهُ فيما رَوى قارئٌ عَدُّ
وللحُصَريْ نَظْمُ السؤالِ بها وكمْ
…
عليه اعتراضٌ حينَ فارَقَه الجدُّ
ومن يَعْنِ وَجْهَ الله بالعلم فلْيُعَنْ
…
عليه وإن عَنَّى به خانَه الجدُّ
وممّن أجاب الحُصريَّ عن أبياته المسطورة قبلُ المُقرئ أبو إسحاق إبراهيمُ بنُ طَلحةَ الشاعرُ المعروفُ بابن الحَدّاد، فقال [166 ظ] [الطويل]:
ألا أيُّها الأُستاذُ واللهُ راحم
…
وغافرُ لهوٍ ظَلْتُمُ دَهْرَكُمْ تَشْدو
(1) انظر أخبار وتراجم أندلسية (121)، وإنباه الرواة 3/ 106.
أسائلُكمْ يا مُقرِئي الغَرْبِ كلّهِ
…
وما مِن سؤالِ الحَبْر عن علمِه بُدُّ
بحرفَيْنِ مَدُّوا ذا وما الأصلُ مَدُّهُ
…
وذا لم يَمُدُّوهُ ومِن أصلِهِ المَدُّ
وقدجُمِعا في كِلْمةٍ مُستبِيبةٍ
…
على بعضِكمْ تخفَى ومن بعضِكمْ تَبْدو
وها أنا ذا في ذا الزّمانِ أُجيبُكمْ
…
فأُسمعُ ما أسمَعْتُ قلبيَ مِنْ بَعْدُ
بلفظةِ سَوْءاتٍ لَغَزْتَ وواوِها
…
وبالألِفِ التالي لها الزائدُ الفَرْدُ
فقلتَ عن المَدّاتِ ما المدُّ أصلُها
…
وقلتَ لواوٍ أصلُها فَتْحُها المَدُّ
وهذا مقالٌ منكَ غيرُ مُحرَّرٍ
…
وحُكمٌ بجَوْرٍ حقُّه الفَسْخُ والرّدُّ
فليتَكَ إذْ لم تُعطِ ذا الحقِّ حقَّهُ
…
سكَتَّ ولم تُهْجِرْ وليتَكَ لم تَعْدُ
فقلتَ وبعضُ القول عِيٌّ وغِيبةٌ
…
على بعضِكمْ تخفَى ومن بعضِكمْ تَبْدو
فيا ليتَ شِعري! ما دهاكَ وما الذي
…
عَدابكَ عن نَهْج هُو الرُّشْدُ والقَصْدُ؟!
وهل مَدَّ إلّا في ثلاثةِ أحرُفٍ
…
هِيَ الأصلُ يَدرِيها وَيعرِفُها زيدُ؟
أحسَنُ منه:
* يَدْري حُكمَها الحُرُّ والعبدُ *
لها أُمّهاتٌ هُنّ ولَّدْنَ مَدَّها
…
وهُنَّ لها أصلٌ وهُنّ لها وُلْدُ
وهل مُدَّ حرفُ اللِّينِ إلّا لكَونِهِ
…
يُضارعُها في المدِّ إنْ مُدَّ تمتَدُّ؟
وإن لم يُمَدَّ استَغْنأَ الدهرَ كلَّهُ
…
عن المدِّ فيه واستوى الوَجْدُ والفَقْدُ
وما أصلُ حرفِ اللِّين في جَمع بَيْضةٍ
…
وسَوْءاتِكمْ إلّا التحرُّكُ لا الضِّدُّ
قال السَّخاوي: وهذا كما قال [الوافر]:
* فنَجهَلَ فوقَ جهلِ الجاهلينا *
وذلك راعَى مَنْ رَواهُ لوَرْشِنا
…
بقَصْرٍ ومَدُّوا سائرَ الحرفِ واعتَدُّوا
لكونهِ الاولَى والأحقَّ بمدِّهِ
…
لِما قد ذكَرْنا والإلهُ له الحمدُ
قال المصنِّف عَفَا اللهُ عنه: هَمزُ "استَغْنَأَ" في بيتٍ وإن لم يَمُدَّ خطأٌ لا عُذرَ عنه؛ ثُم إنّ هذه مآخذُ يُنزَّهُ عن الخوضِ فيها أهلُ العلم والوَرَع، ولا أدري ما حَمَلَ هؤلاءِ الأفاضلَ على تأويلِ ذلك على الحُصريِّ حتى جرَّأَهم على الإفحاش تعريضًا كتصريح، وتمريضًا في مَساقِ تصحيح، إلّا قوله:"ومن بعضِكم تَبْدو"، وليس فيه ما تأوَّلوهُ عليه إلّا [167 و] عند نَظَرِه بعينِ السُّخط.
وأعدَلُ من ذلك في الحُكم وأجرى على ما يُناسبُ أهلَ الدِّين ويَليقُ بأُولي العلم ابتداءً وجوابًا ما كتَبَ به بعضُهم إلى المُقرئِ أبي الحَسَن شُرَيْح: "أيا راكبًا": أبو جعفرٍ أحمدُ بن عُبَيد الله بن هُرَيْرةَ القَيْسيُّ التُّطِيليُّ الأعمى (1)، وأبو بكرٍ محمدُ بن حَزْم المَذْحِجيّ، فأجاباه نَظْمًا باقتراح الخطيبِ المقرئ أبي الحَسَن شُرَيْح رحمهم الله أجمعين. أمّا جوابُ أبي جعفرٍ: فقولُه [المتقارب]:
أتاني رسولُكَ يَقْفو الصوابَ
…
فإمّا يعُمُّ وإمّا يَخُصّ
بعَثْتَ إليَّ بهِ خاتَمًا
…
فركَّبْتُ فيه من العلم فُصّ
تُسائلُ عن مدِّ سَوْءاتِكمْ
…
وقد جاء في قَصْرِهِ أصْلُ نَصّ
ولكنَّ وَرْشًا رعَى أصلَها
…
فلم يتَحيَّفْ ولم ينتقِصْ
وصَحَّ له فتحُها عن هُذَيْلٍ
…
فلم يَستعِرْ بجناحٍ أحصّ
وأمّا جوابُ أبي بكر بن حَزْم فقولُه [المتقارب]:
أيا مُوجِبًا في طِلابِ العلا
…
ليُوضحَ من سُبْلها ما انغمَصْ
ويا سائلًا عن دقيقِ العلوم
…
إليكَ فقد أمكنَتْك الفُرَصْ
بسَوْء اتِكمْ لم يُرَ القصرُ فيها
…
على أصلِ وَرْشٍ لأمرٍ يُنَصّ
(1) التطيلي الأعمى الشاعر الوشاح المشهور في عصر المرابطين (ت 525 هـ) وقد نشر الدكتور إحسان عباس ديوانه (ط. دار الثقافة، بيروت 1963 م) وليست المقطوعة التي وردت هنا مذكورة في ديوانه.
لأنْ كان ساكنُها عارضًا
…
وبالفَتْح من حقِّهِ أن يُخَصّ
أتاك الجوابُ فقُمْ فاقتنِصْهُ
…
فقيمةُ كلِّ امرئ ما اقتَنَصْ
* * *
أيا راكبًا قاصدًا أرضَ حِمص
…
لسَرْدِ النظوم ودَرْسِ القَصَصْ (1)
فإمّا بَلَغْتَ فسائلْ شُرَيْحًا
…
فذاكَ الذي في العلاما نَكَصْ
بحرفٍ يُمَدُّ على غيرِ أصلٍ
…
وقد جاء في قَصْرِه أصلُ نصّ
وما حُرِّكتْ قبلَهُ أحرُفٌ
…
ولا جاء بَدْءًا وبالمدِّ خُصّ
ولا قبلَه حرفُ مدٍّ يُرى
…
فصَيْدُك للعِلم أعلى قَنَصْ
فأجابه شُرَيْحٌ وأبدى علةَ ذلك وحَضَرَ مجلسَه الأديبان.
ومن منظوماتِ أبي محمدٍ: قولُه في ترتيبِ حروفِ "الأفعال" لأبي بكرٍ ابن القُوطيّة [البسيط]:
لسَيْرِ هَجْرِ عميدٍ غُمْضُهُ خُلَسٌ
…
حَوى جَوًى قلبُهُ كتمانُهُ سَرَفُ [167 ظ]
شَج مُديرُ ضَرِيكٍ للنَّوى رَمِضٌ
…
نَشْوانُ طَبُّ ظباءٍ ذاهلٌ دَنِفُ
بِعادُهُ تَرَحٌ ثَواؤهُ زَلَهٌ
…
فؤادهُ مُستهامٌ وامقٌ يَجِفُ
إلى غيرِ ذلك مما برَّزَ فيه وأعرَبَ عن إجادتِه.
وُلدَ بشاطبةَ في ذي الحِجّة من سنة ثمانٍ وثلاثينَ وخمس مئة، وتوفِّي بالقاهرة بعدَ صلاةِ العصرِ من يوم الأحَد لليلتَيْنِ بقِيَتا من جُمادى الآخِرة سنة تسعينَ وخمس مئة، ودُفنَ من الغَدِ بمقبُرة البَيْساني، وتُعرَفُ تلك الناحيةُ بسارِيةَ، وهي بسَفْح المُقَطَّم -جبَلٍ متّصلٍ بمِصرَ له في حِفظِ أجسادِ الموتَى خاصّةٌ عجيبة- وصَلّى عليه أبو إسحاقَ المعروفُ بالعِراقيّ إمامُ جامع مِصرَ حينئذٍ، وكانت
(1) هذه هي الأبيات التي بعث بها صاحب السؤال إلى شريح.