الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكان مُقرِئًا مجوِّدًا، متحقّقًا بالعربيّة والأدب، متصدِّرًا لإقراءِ القرآنِ وتدريسِ العربيّة والأدبِ بمسجدِ الصَّبّاغِين، وإمامًا به في الفريضة، ذا سَمْتِ صالح ودينِ مَتِين، اشتُهرَ بالفَضْل وإجابة الدّعوة. وتوفِّي قبْلَ العَشْرِ وست مئة (1).
409 -
عليُّ (2) بن خَلَف بن رِضا الأنصاريُّ، بَلَنْسيٌّ نَزَلَ مكّة شرَّفَها اللهُ، أبو الحَسَن.
تَلا على أبي داودَ الهِشَاميّ؛ تَلا عليه أبو الحَسَن بنُ أحمدَ بن كَوْثَر، لقِيَه بمكّةَ كرَّمَها اللهُ سنةَ ثلاث وأربع (3) وأربعينَ وخمس مئة؛ وكان مُقرِئًا مجوِّدًا ضريرَ البصَر صالحاً فاضلًا، أقرَأَ بمكةَ شرَّفَها الله.
410 - عليُّ بن خَلَف بن سَلمانَ، يابُرِيٌّ، أبو الحَسَن
.
رَوى عنه أبو العبّاس بن غَزْوانَ.
411 - عليُّ بن خَلَف بن سُليمانَ الكَلْبيُّ، ابن الأبّار
.
رَوى عن القاضي أبي بكر ابن العَرَبي.
412 - عليُّ بن خَلَف بن عبد الرّحمن القَيْسيُّ، أبو الحَسَن
.
رَوى عن شُرَيْح ومحمد بن خَلَف بن سُليمانَ.
413 -
عليُّ (4) بن خَلَف بن عليّ بن خَلَف بن فرين الفارِسيُّ، بَلَنْسيٌّ، أبو الحَسَن.
رَوى عن أبي بكر بن نُمارةَ.
(1) في هامش ح الترجمة الآتية: "عليّ بن حمص الأنصاري سرقسطي، أبو الحسن الرحلي: تلا بالسبع على أبي داود الهشامي وأبي إسحاق الوشقي وتصدر ببلده للإقراء وتوفي به سنة اثنتي عشرة وخمس مئة عن سبعين سنة أو نحوها".
(2)
ترجمه ابن الأبار في التكملة (2727)، وابن الزبير في صلة الصلة 4/الترجمة 191، والذهبي في المستملح (654)، وتاريخ الإسلام 11/ 858.
(3)
في هامش ح: "ابن الأبار: في سنتي ثلاث وأربع".
(4)
ترجمه ابن الأبار في التكملة (2733).
414 -
عليّ (1) بن خَلَف بن عُمرَ بن هلال، غَرْناطيّ، أبو الحَسَن.
رَوى عن أبي بكرٍ ابن الخَلُوف، وأبوَي الحَسَن: ابن الباذِش وابن كُرْز، وأبي عبد الله ابنِ أُخت غانم، وأبي عليّ منصُور ابن الخَيْر، وأبي القاسم ابن النَّخّاس، وأخَذَ عن بعضِهم القراءات (2).
رَوى عنه أبو عُمرَ بنُ عَيّاش، وحَدَّث عنه بالإجازة أبو بكرِ عَتِيقُ بن عليّ، وأبو الخَطّاب بنُ واجِب.
وكان ذا معرفةٍ بالقراءات وطُرُقها مجوِّدًا ضابطًا، سَمْحًا سَخِيًّا، خَرَجَ من بلدِه في الفتنة فاستَوطَنَ دانِيَةَ وخَطَبَ بجامعِها حينًا، ثم تحوَّل إلى مَيُورْقةَ وأقرَأَ بها القرآنَ وأسمَعَ الحديثَ، وكان من أهل العناية به متّسع الرّواية عَدْلًا، وكُفَّ بصَرُه بأَخَرةٍ من عُمُرِه نَفَعَه الله، وتوفِّي بمَيُورْقةَ في نحوِ السبعينَ وخمس مئة.
415 -
عليُّ (3) بن خَلَف بن غالبِ بن مَسْعود الأنصاريُّ، وقال فيه ابنُ الزَّيّات: القُرَشيُّ، شِلْبيٌّ استَوطَنَ قُرطُبةَ ثم قَصْرَ كُتَامة، أبو الحَسَن، ابنُ غالب، والعارفُ.
تَلا على أبوَيْ داودَ: ابنِ أَيُّوبَ وابن يَحْيَى. وسمِعَ الحديثَ على أبي القاسم بن رِضا، وأبوَيْ جعفر: ابن عبد العزيز والبِطْرَوْجيّ، وأبي الحَسَن وَليد بن موفَّق، وأبي عبد الله بن مَعْمَر، وتلا عليه بحَرْف نافعٌ، وأبي محمد النَّفْزِيّ المُرْسِي، وأبي مَرْوانَ بن مسَرَّة. وأخَذَ فرائضَ المواريث والحِساب عن أبي العبّاس بن عثمانَ الشِّلْبي. وكتَبَ إليه مجُيزًا: أبو بكرِ ابنُ الخَلُوف، وآباءُ
(1) ترجمه ابن الأبار في التكملة (2764)، وابن الزبير في صلة الصلة 4/الترجمة 209، والذهبي في المستملح (670)، وتاريخ الإسلام 12/ 443.
(2)
في م: "القراءة"، وما هنا يعضده ما في التكملة.
(3)
ترجمه ابن الأبار في التكملة (2773)، وابن الزبير في صلة الصلة 4/الترجمة 213، والذهبي في المستملح (674)، وتاريخ الإسلام 12/ 656، وابن القاضي في جذوة الاقتباس (297).
الحَسَن: شُرَيْح وابنُ مَوْهَب وابنُ الإمام، وأبَوا عبد الله: الجَيّانيُّ البغدادي وابنُ أبي أحَدَ عَشَر. وصَحِبَ أبا الحُسَين عبدَ الملِك ابنَ الطَّلاء، وأبا الحَكَم بنَ بَرَّجَان، وأبا القاسم ابنَ بَشْكُوال، وأبا الوليد بنَ مُفرِّج، وسَمِعَ منهم كثيرًا وأجازوا له لفظًا؛ وصَحِبَ من رجال التصوُّف، سوى مَن ذَكَرَ، أبا العبّاس ابن العَرِيف.
رَوى عنه أبو الحَسَن بن مُؤْمن، وأبو الخليل: مُفرِّج بن سَلَمةَ، وأبو الصَّبر الفِهْريُّ، وأبَوا محمد: ابنُ محمد بن فَلِيج وعبدُ الجليل بن موسى القَصْري؛ وكان في فَتائه إذْ رَحَلَ إلى قُرطُبة قدِ استكتبَه الحاجُّ ابنُ بُلْكَاس اللَّمْتُونيّ فحَظِيَ عندَه كثيرًا واستَولَى عليه، وبَقِيَ معَه كذلك مُدّةً ثم رَفَضَ ذلك وتخَلى عنه زُهدًا فيه، وتصَدَّق بما ملكَتْه يمينُه أجمَع.
قال أبو العبّاس أحمدُ بن إبراهيمَ الأَزْديّ (1): سمِعتُ أبا الصَّبر أو عبدَ الجليل يقول: وَرِثَ أبو الحَسَن بنُ غالب من أبيه نحوَ اثنَيْ عَشَرَ ألفَ دينار، فخَرَجَ عنها كلِّها تورُّعًا، فقال له أبو العبّاس ابنُ العَرِيف: يا أبا الحَسَن، هلّا طهَّرَه الثُّلث؟ ثُمَّ إنّ أبا الحَسَن آثَرَ الخُمولَ والسياحة، وطافَ البلادَ في لقاءِ العلماءِ والزُّهّاد، وانقَطعَ معَهم وألزَمَ نفْسَه من أنواع المُجاهَداتِ كثيرًا. ثُمَّ لمّا كانت فتنةُ الأندَلُس دارت عليه دوائرُ كادت تَنالُ منه، فخَلَّصَه اللهُ منها بجميلْ صُنعِه وما عَوَّدَ أولياءهُ من ألطافِه، وفارَقَ الأندَلُسَ بعدَ تردُّدِه في كثيرٍ من بلادها حتّى استَوطَنَ قَصْرَ كُتَامةَ، وصار إمامَ الصُّوفيّة وقُدوتَهم، يقصِدونَ إليه ويَهتَدونَ بآثارِه ويَقتَبِسُون من أنوارِه.
قال أبو العبّاس بن إبراهيمَ الأَزْدي (2): سمِعتُ عبدَ الجليل أو أبا الصَّبرِ يقول: كنتُ أحضُرُ مجلسَ أبي الحَسَن فيَحضُرُه جماعةٌ من المُشَاةِ في الهواء، وكان فيهم رجلٌ يَظهَرُ في وجهِه كأثَرِ حَرْقِ النَّار منَ احتراقِ الهوى.
(1) ورد الخبر في التشوف: 211.
(2)
انظر التشوف: 211.
وكان مُمكَّنًا في علوم القرآن. ولهُ في طريقة التصَوُّف مصنَّفاتٌ لا نَظيرَ لها، منها:"كتابُ اليقين".
وكان له حَظٌّ وافر من الأدب وقَرْض الشِّعر، خاطَبه القاضي أبو حَفْص بن عُمرَ في أمرِ واستدعَى منه الجوابَ فكتَبَ إليه [السريع]:
وما عسى يَصْدُرُ مِنْ باقلٍ
…
مِنْ كَلِمٍ سَحْبانُ يَعْيَا بهِ؟
لو جاز أنْ يَسكُتَ ألْفًا ولا
…
يَنطِق خُلْفًا كان أولَى بهِ
فَرْضُ الجوابِ اضْطَرَّهُ صاغرًا
…
أنْ يدَّعي ما ليس مِنْ بابِهِ
أردتُمُ من فضلِكُمْ أن تَرَوْا
…
مُعَيْدِيًا في فَضلِ أثوابِهِ
فهاكُمُ عُنوانُهُ مُعرِبٌ
…
عن فَهَهٍ بانَّ بإعرابِهِ
لو سكتَ المِسكينُ يا وَيْحَهُ
…
أغْرَى بمنْ كان منَ احبابِهِ
قال أبو الحَسَن بنُ مؤمن: سألتُه يومًا وأنا حديثُ السِّن -أرى ذلك في سنة أربعينَ وخمس مئة- فقلتُ له: يا سيّدي، ما طِبُّ الهوى؟ فقال بديهةً: اليأسُ؛ قال أبو الحَسَن: فاعتَبرْتُ قولَه من حينئذٍ، فلم أرَ كلمةً أجمَعَ ولا أخصَرَ ولا أحجَّ في جوابِ ما سألتُه عنه منها. وقال أبو الصَّبر: كان من الذين (1) إذا رُئيوا ذُكِرَ الله.
وكان عالماً أديبًا شاعرًا، ديِّنًا فاضلًا، زاهدًا متواضعًا؛ إذا رأيتَه وعَظَك بحالِه وهُو صامتٌ مما غَلَب عليه من الحضورِ والمراقبة لله تعالى، قد جمَعَ اللهُ له محاسنَ جمّةً من العلوم والمعارفِ والآداب، وخصوصًا علمَ الحقائق والرِّياضات وعلومَ المعاملاتِ والمقامات والأحوال السَّنية والآدابَ السُّنِّية.
وكان من المحدِّثين، قيَّد في الحديث رواياتٍ كثيرة، ولقِيَ من المشايخ الجِلّة جملةً، غيرَ أنه كان يغلِبُ عليه المراقبةُ لله والتأهُّبُ للقائه وحُسنُ الرِّعاية والإقبال
(1) في م ط: "من القوم الذين".