الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَصَفاه بالأُستاذيّةِ وما يُناسبُها من أوصافِ نُبلاءِ أهل العلم وطُلّابِه، وهو ابنُ اثنينِ وعشرينَ عامًا أو دونَها، وحَسْبُك بهذا شهادةً له بالإدراكِ ولا سيّما من الحافظ.
وكان مُنقطِعًا إلى بني زُهْر، وقَدِمَ مَرّاكُشَ أيامَ المنصُور من بني عبد المُؤمن؛ وكانت فيه غَفْلةٌ شديدةٌ صَدَرت عنه بسببِها نوادرُ غريبة تَناقَلَها الناسُ وتحدَّثوا بها استطرافًا لها (1).
وُلدَ بإشبيلِيَةَ فيما ذكَرَ أنه وَجَدَه بخطِّ أبيه سنةَ ثنتينِ وستينَ وخمس مئة، وتوفِّي بها في حِصارِ الرُّوم إيّاها عَشِيَّ يوم الأربعاءِ لثمانٍ أو تسع بقِينَ من صَفَرِ خمس وأربعينَ وست مئة، وصَلّى عليه بظاهِر جامع العَدَبَّس القاضي أبو جعفر ابنُ منظور، ودُفنَ عصرَ يوم الخميس بمقبُرة مُشْكَة، وقال ابنُ الأبّار: إنّ وفاتَه كانت في منتصَفِ صَفَرٍ من السنة.
808 - عُمرُ بن محمد بن عُمرَ بن محمد بن أبي حامدٍ الخُشَنيّ، لَبْليّ
.
كان حيًّا سنةَ ستٍّ وخمسينَ وخمس مئة.
809 - عُمرُ بن محمد بن عُمرَ بن يحيى القَيْسيُّ، أبو حَفْص
.
رَوى عن شرَيْح.
810 - عُمرُ بن محمد بن عُمرَ الأنصاريُّ، مَرَوِيٌّ فيما أحسِب، أبو عليّ، ابنُ الأندَلُسيّ
.
رَوى عن أبي بكر بن مُفَضَّل بن مَهِيب، وشَرَّق. رَوى عنه شيخُنا أبو عبد الله بنُ هشام، لقِيَه بباعُوثا من نَظَر عَجْلونَ بالشام وهو خطيبُها، ووَصَفَه بالتقدُّم في العلم والزُّهد والفَضْل والصّلاح ومَتَانةِ الدِّين، وكان حيًّا في حدودِ الخمسينَ وست مئة.
811 -
عُمرُ (2) بن محمد بن عُمرَ بن محمد اليَحْصُبيُّ، أندَلُسيٌّ، أبو حَفْص.
(1) أورد عددًا من هذه النوادر في هامش ح وقد وردت في اختصار القدح المعلى، فلتراجع.
(2)
ترجمه ابن الأبار في التكملة (2627).
أخَذ عن أبي الحَسَن بن أضحَى بعضَ شعرِه، وعُمِّر طويلًا.
812 -
عُمرُ (1) بن محمد بن فَرَج الأنصاريُّ، مارْتُلِيٌّ، أبو حاتم.
رَوى عن أبي عبد الله بن أبي العافية. رَوى عنه أبو عِمرانَ الزاهدُ المارْتُلِيُّ (2) مُقيمُ إشبيلِيَةَ؛ وكان مُقرِئًا مجوِّدًا، فاضلًا ديِّنًا، فقيهًا حافظًا، أديبًا صالحًا، وخَطَبَ بجامع بلدِه مارْتُلةَ ووَلِيَ الصّلاةَ به.
قرأتُ على شيخِنا أبي الحَسَن الرُّعَيْنيِّ رحمه الله: وأخبَرَني -يعني شيخَه أبا بكر بنَ عبد [140 و] النُّور- قال (3): أنشدَني الخطيبُ بمارْتُلةَ أبو حاتم عُمرُ بن محمد بن فَرَج رحمه الله لنفسِه في مَدْح كتاب "الشِّهاب"(4) للقُضاعيِّ رحمه الله [الكامل]:
شُهُبُ السماءِ ضياؤُها مستورُ
…
عنّا إذا أفَلَتْ تَوارى النُّورُ
فافزعْ هُدِيتَ إلى شِهابٍ نورُهُ
…
متألِّقٌ أبدًا له تبصيرُ
تَشفي جواهرُهُ القلوبَ من العمَى
…
ولطالما انشَرحَتْ بهنَّ صدورُ
فإذا أتى فيه حديثُ محمدٍ
…
خُذْ في الصلاةِ عليه يا نِحْريرُ (5)
وتَرَحَّمنَّ على القُضاعيِّ الذي
…
جَمَعَ (6)"الشِّهابَ" فسعيُهُ مشكورُ
(1) ترجمه ابن الأبار في التكملة (2631).
(2)
للزاهد أبي عمران موسى بن عمران المارتلي ترجمة في المغرب 1/ 406، والتكملة (1783)، والغصون اليانعة (135)، وتحفة القادم (92) والنفح 4/ 210، 275. وتوفي عام 604 هـ وأشعاره الزهدية مفرقة في صفحات كثيرة من شرح الشريشي على المقامات.
(3)
انظر برنامج الرعيني (18).
(4)
هو شهاب الأخبار في الحكم والأمثال والآداب من الأحاديث النبوية للقاضي أبي عبد الله محمد بن سلامة القضاعي الشافعي (ت 454 هـ).
(5)
هامش ح: لإبن الأبار: "يا مغرور".
(6)
لإبن الأبار: "وضع".
قال المصنِّف عَفَا اللهُ عنه: ولبعضِهم فيه [الطويل]:
"شهابٌ" كَسَا السَّبعَ الأقاليمَ نورُهُ
…
هُدى حِكَمٍ مأثورةٍ وبيانِ
تَطَّلعَ من أُفْقِ النبيِّ محمدٍ
…
بألفِ حديثٍ بعدَها مئتانِ
إذا التاحَ في جوِّ النُّبوّةِ نورُهُ
…
أشارَ بتصديقٍ له الثَّقلانِ
813 -
عُمرُ بن محمدِ بن محمد بن هابِيلَ الأنصاريّ (1)، أبو عليّ.
رَوى عن أبي القاسم ابن بَشْكُوال.
814 -
عُمرُ (2) بن محمد بن مَسْلَمةَ بن أبي محمدٍ عبد الله المنصُور بن محمد ابن مَسْلَمةَ التُّجيبيُّ، بَطَلْيَوْسيٌّ مِكْنَاسيُّ الأصل، مِكناسةَ الجَوْف، أبو محمد، المتوكِّل، ابنُ الأفطَس.
كان أديبًا بارعَ الخَطِّ حافظًا للُّغة، وقَفْتُ على بطاقةٍ بخطِّ أبي عليّ الغَسّانيِّ أدرَجَها في ذكْرِ المِعا أثناءَ ما جاء من المقصورِ على فِعَل من كتابِ أبي عليّ البغداديِّ في "المقصُورِ والممدود" بخطِّ أبي شُجاع، ونصُّها: ورَوى بعضُهم: "المُؤمنُ يَأكُلُ في مِعًا واحدةٍ والكافرُ يأكُلُ في سبعة أمعاء"، فقال: مِعًا واحدة فأنَّث، وقال: سبعة بالتاء فذَكَّر، جمَعَ بينَ اللُّغتَيْن، أفادنيه المتوكِّلُ على الله أيَّده الله. انتهت.
كان جَوادًا راعيًا حقوقَ بلدِه موجِبًا لهم، محُبَّبًا فيهم، مرَّتْ لهم معَه أيامُ هُدنةٍ وتفضُّل، حتّى داخَلَ أميرُ المسلمينَ يوسُفُ بن تاشَفين رؤساءَ الأندَلُس وعَزَمَ على خَلْعِهم عن مَمالِكهم أنِفَ من ذلك المتوكِّلُ وداخَلَ النَّصرانيَّ أذفونش، فاستُشْنِع ذلك من فعلِه، وقُبِضَ عليه وقُتل، [143 ظ] وذلك صَدْرَ سنة سبع
(1) في هامش ح: "فقيه أديب".
(2)
راجع ترجمته في المغرب 1/ 364، وأعمال الأعلام (214)، والقلائد (36)، والمعجب (127)، وراجع حاشية المغرب 1/ 364 ففيها ذكر لمصادر أخرى.