الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وهو أخو أبي القاسم بن وَرْد. رَوى عن أبوَيْ عليّ: الغَسّانيِّ والصَّدَفيِّ وغيرِهما.
رَوى عنه أبو عُمرَ بن مَسْعود، وكان فقيهًا حافظًا للمسائلٍ متحقِّقًا بالرأي مُشاوَرًا بَصيرًا بالفُتْيا، ويُذكَرُ أنه كان أُوقِفَ على المسائلِ خاصّةً من أخيه.
قال أبو عبد الله بنُ سَعادةَ المُعَمَّر: حدَّثني الحاجّ أبو حَفْص عُمرُ بن عبد الملِك بن الزَّيّات الصِّقِلِّي بمَرْسَى يابِسة، عن الفقيه الأديب أبي عُمرَ بن مَسْعود، عن أبي مَرْوانَ بن وَرْدٍ بالمَرِيّة عامَ أربعينَ وخمس مئة، أنه أتاه في النَّوم شيخٌ عظيمُ الهيئة فأخَذَ بعضُدَيْه من خَلْفِه وهزَّه هَزًّا عنيفًا حتى رَعَّبه وقال له: قُلْ [الطويل]:
ألا أيّها المغرورُ ويْحَكَ لا تَنَمْ .... فلله في ذا الخَلْقِ أمرٌ قدِ انبرَمْ
فلا بدَّ أن يُرْزَوْا بأمرٍ يَسوءُهمْ
…
فقد أحْدَثوا جُرْمًا على حاكمِ الأممْ
ودُخِلَتِ المَرِيّةُ يومَ الجُمعة [....]، (1) من عام اثنينِ وأربعينَ وخمس مئة.
88 - عبدُ الملِك بن محمد بن الفَتْح بن إبراهيمَ بن جَعْفرٍ الأنصاريُّ
.
89 -
عبدُ الملِك (2) بن محمد بن مَرْوانَ بن خَطّاب، مُرْسيٌّ، ابنُ أبي جَمْرةَ.
رَوى عن أبيه ورَحَلَ إلى المشرِق، ورَوى عن سَحْنُونَ بن سَعيد. رَوى [10 و] عنه ابنُه مَرْوان.
90 -
عبدُ الملِك (3) بن محمد بن مَرْوانَ بن زُهْر الإيَاديُّ إشبِيليٌّ ثُم دانِيّ، أبو مَرْوان.
(1) بياض في النسخ، ودخل الفرنجة المرية في هذا العام، ثم استردها المسلمون سنة 552 هـ.
(2)
ترجمه ابن الأبار في التكملة (2396)، وابن الزبير في صلة الصلة 3/الترجمة 389.
(3)
ترجمه صاعد في طبقات الأمم (84)، وابن الأبار في التكملة (2407)، وابن أبي أصيبعة في عيون الأنباء (517)، والذهبي في المستملح (573)، وتاريخ الإسلام 10/ 305.
وقد تقَدَّم رَفْعُ نَسَبِه في رَسْم ابنِه زُهْر. رَوى بالأندَلُس عن طائفةٍ من أهلِها، ورَحَلَ وحَجّ، ودَخَلَ القَيْروانَ ومِصر، وأقام في رحلتِه طويلًا، ثم قَفَلَ إلى الأندَلُس واستَوطَنَ دانِيَةَ.
رَوى عنه ابنُه أبو العلاء؛ وكان فقيهًا حافظًا يَقِظًا ذاكرًا، متفنِّنًا في معارفَ ماهرًا في الطبّ، تعَلَّمه في رحلتِه عندَ رؤساءِ أهلِه حتّى برَعَ فيه وشُهِرَ به وأورَثَه عقِبَه، متقدّمًا في التعاليم وجَلَبَ من المشرِق دواوينَ من فنونِ العلم على تفاريقِها، منها:["القانون" في الطب لإبن سينا](1) فهُو أوّلُ من أدخَلَه الأندَلُس. وتوفِّي بدانِيَةَ ودُفنَ بإزاءِ الجامع القديم مع قَبْرِ أبي الوليد الوَقَّشِيّ.
91 -
عبدُ الملِك (2) بن محمد بن مَسْعود بن فَرَج بن خَلَصَةَ أبي الخِصَال [....]، (3)، فَرْغَلِيطيُّ الأصل، أبو مَرْوان.
وهُو وَلَد ذي الوِزَارتَيْنِ أبي عبد الله بن أبي الخِصَال. رَوى عن أبيه، وعمِّه أبي مَرْوانَ، وأبي محمد عبد الحقِّ بن عَطِيّة. وكان فاضلًا دَيِّنًا من نُجَباءِ الأبناء، نشَأَ على صَوْنٍ وعَفَاف وانقطاع إلى طلَبِ العلم وفنونِ الخَيْر، ثم رَحَلَ وحَجَّ وعاد إلى الأندَلُس. وقُتل في حدودِ الثلاثينَ وخمس مئة، وثَكِلَه أبوه رحمَهما اللهُ، ورَثَاه بقصيدةٍ فريدة هي هذه [الطويل]:
جزِعتُ وقد كان التجَلُّدُ بي أحرَى
…
ولكنَّ زَنْدَ الوجدِ في كبِدي أورَى
وما فاضَ هذا الدَّمعُ إلّا لزَفْرةٍ
…
أُحِسُّ لها في كلِّ جارحةٍ مَسْرى
رُزِئتُ بمن لا أملِكُ العينَ بعدَه
…
ففي كلِّ ما حينٍ لها عَبْرةٌ تَتْرى
وإنّي لأنساهُ ذُهولًا وحَيْرةً
…
وما ذلك النِّسْيانُ إلّا من الذِّكرى
(1) بياض في النسخ، واستفدنا ما بين الحاصرتين من عيون الأنباء لإبن أبي أصيبعة.
(2)
ترجمه ابن الأبار في التكملة (2416). قال بشار: وقد ذهلت فأخطأت في تعليقي على ترجمته في التكملة حينما عددته هو وعمه واحدًا، فيحذف تعليقي ويصحح، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
(3)
بياض في النسخ، وفي حاشية ح:"الغافقي، قرطبي، وأصله من شقورة، وفر غليط من قراها".
عدِمتُ أبا مَرْوان حين وجدتُهُ
…
ولم تَبْقَ في يُسْرى خلائقِه عُسْرا
وحين أقَرَّ العينَ شرخُ شبابِهِ
…
وتَمَّتْ به النُّعمى وحَفَّتْ به البُشْرى
وكنتُ إذا أيقَظْتُه لِمَلَمّةٍ
…
أخَذْتُ الكَرى عن مُقلةٍ منه لا تَكْرَى
وطارتْ به الجُلَّى إلى كلِّ هَيْعَةٍ
…
وأَثباجُها تُطْوى وأوداجُها تُفْرى
ومِن قبلُ ما خاضَ البِحارَ مُصممًا .... إلى البيتِ حتّى استَلْأمَ الرُّكنَ والحَجْرا [10 و]
وقفَّى إلى قبرِ الرسُول بزَوْرةٍ
…
فقَضَّى ووَفَّى الحقَّ والفَرْضَ والنَّذْرا
وعَفَّرَ في تلك المعالِم وجهَهُ
…
سُجودًا لمَوْلًى يملِكُ الخَلْقَ والأمْرا
وقد كنتُ في تلك السّبيل احتَسَبْتُهُ
…
واضمَرْتُ يَأْسًا عن لقائي لهُ صَبْرا
فرُدَّ على رَغْم الخطوبِ مُسلَّمًا
…
وقد حازَمن آثارِه في التُّقى فَخْرا
وزِدتُ به وَجْدًا كما ازداد غِبْطةً
…
وحُزتُ إلى عُمْري برَيْعانِه عُمْرا
وطَوَّلْتُ آمالي رجاءَ بقائه
…
فأسفَرَ ذاك الطُّولُ عن مُدةٍ قَصْرا
وأسلَمَني في كُرْبةٍ مُدْلَهمّةٍ
…
نزَلْتُ، ولم أملِكْ، على حُكمِها قَسْرا
تُقسِّمُني ما بينَ حيٍّ وميِّتٍ
…
فمِنْ مَعْشَرٍ قَتْلَى ومن مَعْشَرٍ أَسْرى
وكان ظَهِيرًا لي عليهمْ وفيهمُ
…
اشُدُّ به أزْرًا وأَحمي به ظَهْرا
فهَوَّنَ عندي فَقْدُه فَقْدَ مَن مَضَى
…
وصارتْ به الكُبرى التي كانتِ الصُّغْرى
وما مات إلّا بعدَ ما مات قِرْنُهُ
…
ولاقاهُ من هبَّاتِهِ الضَّيْغمُ الأَضْرى
فَرَاهُ بِيُمناهُ بصارمِ نفسِهِ
…
وخَلَّى على كُرْهٍ لصاحبِهِ اليُسرى
وما زال أقرانُ الظهورِ مَقاتلًا
…
وكيف تَوَقِّي الموتِ من حيثُ لا يُدْرَى
وما ساقَ ذاك الحَتْفَ إلا شهادةٌ
…
ترَكْتَ بها في كلِّ منزلةٍ نَشْرا
تعوَّضْتَ من فانٍ بباقٍ مخلَّدٍ
…
وعوَّضتَني منكَ التأسِّيَ والأجرا
فمِن منزلِ البَلْوى إلى منزلِ الرِّضا
…
ومن عَرَض الدُّنيا إلى جَوْهرِ الأُخرى
سأصبِرُ إلّا عن سَوابقِ عَبْرةٍ
…
أرى أبدًا جَفْني بتصريفِها (1) يُغرَى
وما عَذَّبَ الرّحمنُ بالدَّمع باكيًا
…
يُداري بدمعِ العَيْن في قلبِه جَمْرا
وما مَفْزَعُ المحزونِ إلّا إلى البُكا
…
وكلُّ حَزازاتِ القلوبِ به تُقْرا
وفي وَجْدِ يعقوب بيوسُفَ أُسوةٌ
…
فلا تَعذِلوني اليومَ في عَبْرةٍ تُذْرَى
وكلُّ فتًى قد كان للعينِ قُرّةً
…
سيَملؤُها حَرًّا كما مُلئتْ قَرّا
سَقَتْ جَدَثًا واراكَ كلُّ غَمامةٍ
…
تُكَشّفُ عن أرضٍ حلَلْتَ بها الضُّرّا
وحيَّاكَ عنّي كلُّ رَوْح ورحمةٍ
…
وما شئتَ من نَوْرٍ ومن رَوْضةٍ خَضْرا
ويا كبِدي هلّا تفَطَّرتِ حَسْرةً
…
ويا أدمُعي هلّا جرَيْتِ له حُمْرا
ويا فَرَطي إنّي ذَخَرْتُكَ لي غنًى
…
ليومٍ يعودُ الأغنياءُ به فُقْرا [11 و]
ويا مُودِعيهِ في الثَّرى هل عَلِمتمُ
…
بأنَّ له في غيرِ أرضِكمُ قبرا
نعَمْ، كلُّ قبرٍ قبرُهُ فإذا بَدَا
…
قرَأْتُ عليه من تَذكُّرِه سَطْرا
وإن لم أَزُرْهُ في الحياةِ وربّما
…
فموعِدُنا المضروبُ نجعَلُه الحَشْرا
وقال ليَ الإخوانُ: هلّا نقَلتَهُ
…
وما نَقْلُ من بَوَّأْتُهُ القلبَ والصَّدْرا؟!
أأقْربُ من فِكري وذكْري وخاطري
…
فأمضيْ له ظَهْرًا وأَحْدو به سَفْرا
أَعُقُّ بها أوصاَلَهُ لو فعلتُهُ
…
وأرهقُهُ في غيرِ مَحْمَدَةٍ عُسْرا
وأُنْصِبُ مَنْ رَدَّ الألهُ حياتَهُ
…
وأوسَعَها لمّا طَوى عُمْرَهُ نَشْرا
أَلا إنني استودعتُهُ اللهَ وحدَهُ
…
وحَسْبي بنَصْرِ الله في ظُلمةٍ نَصْرا
(1) م ط: "بتطريفها"
92 -
عبدُ الملِك (1) بن محمد بن هِشَام بن سَعْد القَيْسيُّ، شِلْبيُّ، أبو الحُسَين، ابن الطَّلّاء (2).
رَوى ببلدِه عن أبي الحَسَن موسى بن قَنْتَلَة، وأبي القاسم محمد بن إسماعيلَ الزَّنْجانيِّ وتفَقَّه بهما، ولم يَذكُرْ أنهما أجازا له، ورَوى بغيرِها عن أبي بحرٍ الأسَديِّ، وأبوَي الحَسَن: ابن الأخضر -واختَلفَ إليه كثيرًا في علوم اللِّسان وعليه معوَّلُه فيها- ويونُسَ بن مُغِيث، وأبي الحُسَين سِرَاج بن عبد الملِك، وأبوَيْ عبد الله: ابن الحاجِّ، وتفَقَّه به، وابن شِبْرين وأخَذَ عنه عِلمَ الكلام (3) وأصُولَ الفقه، وأبي القاسم خَلَف بن صَوَاب، وأبوَيْ محمد: ابن عَتّاب وعبد المَجِيد بن عَبْدُون، وأبوَي الوليد: ابن رُشْد، وتفَقَّه به، وابن طَرِيف، وأجازوا له.
وكتَبَ إليه مجُيزَا (4) من أهل الأندَلُس: أبو الأصبَغ عبدُ العزيز بن الحَسَن الحَضْرَميُّ المَيُورْقيّ، وأبو بكرٍ الطَّرْطُوشيُّ نزيلُ الإسكندَريّة، وأبوا جعفر: ابنُ بَشْتَغِير وابن المُرْخِي، وآباءُ الحَسَن: شُرَيْح وعبدُ الرّحمن بن عبد الله بن عَفِيف وعَبّادُ بن سِرْحان، وآباءُ عبد الله: أحمد الخَوْلانيُّ وابنُ أبي الخَيْر وابنُ الطّلّاع وابنُ أُختِ غانم، وأبو عبد الملِك ابن الجعْديله، وأبوا عليّ: الصدَفي، وسَمِع منه، والغَسّاني، وأبو عِمرانَ بن أبي تَلِيد، وآباءُ القاسم: الأحمَدانِ: ابنُ منظور وابنُ أبي الوليد الباجِيُّ، والحَسَن الهَوْزَنيُّ وخَلَفُ بنُ الأبرَش، وأبو محمد بن السِّيْد؛ ومن أهل المشرِق: أبو الحَسَن عليُّ بن المُشَرَّف بن مُسَلَّم وأبو الطاهِر السِّلَفيّ
(1) ترجمه الضبي في بغية الملتمس (1055)، وابن الأبار في التكملة (2431)، وفي معجم أصحاب الصدفي (232)، وابن الزبير في صلة الصلة 3/الترجمة 403، والذهبي في المستملح (583)، وتاريخ الإسلام 12/ 30.
(2)
في هامش ح: كان أبوه يطلي اللجم وغيرها بالفضة فنسب إلى ذلك.
(3)
م ط: علم العربيّة، وما جاء في ح أقرب إلى ما قاله ابن الأبار إذ ذكر في التكملة أنه كان ذا مشاركة في علم الاعتقادات وأصول الديانات وأنه حذق ذلك على ابن شبرين.
(4)
"وكتب إليه مجيزًا": مكررة في م ط.