الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إِلَّا مَجْرُوح وكل يَوْم ترد بشرى بِمَوْت مقدم من جِرَاحَة أَصَابَته
ووردت بطاقة الطير فِي ذَلِك الْيَوْم إِلَى دمشق فَخرج السُّلْطَان فَمَا وصل إِلَى الْكسْوَة إِلَّا ورؤوسهم وأسراؤهم قد جِيءَ بهَا فَرجع مظفرا منصورا وذلت الفرنج بعْدهَا وانكسرت لمَوْت الهنفري
ثمَّ سَار السُّلْطَان إِلَى الْحصن الَّذِي بنوه فأزعجهم وذعرهم وَعَاد على عزم الْعود إِلَيْهِ
قَالَ ثمَّ وَجه السُّلْطَان أَخَاهُ الْأَمِير تورانشاه من الشَّام إِلَى مصر بِمن ضعف من الأجناد لأجل مَحل الْبِلَاد
فرتب فِي بعلبك نوابه وودعه السُّلْطَان من مرج الصفر وَذَلِكَ فِي أَوَاخِر ذِي الْقعدَة وَمر على بصرى وَمِنْهَا إِلَى الْأَزْرَق وَمِنْه إِلَى الجفر إِلَى أَيْلَة إِلَى صدر وَوصل مَعَه خلق كثير من التُّجَّار وَالرِّجَال وَالنِّسَاء والأطفال
فصل
قَالَ الْعِمَاد وسافر الْفَاضِل إِلَى الْحَج فِي هَذِه السّنة وَركب الْبَحْر فَكتبت إِلَيْهِ كتابا فِيهِ طُوبَى للحجر والحجون من ذِي الْحجر والحجا
منيل الجدا ومنير الدجى ولندي الْكَعْبَة من كَعْب الندى وللهدايا المشعرات من مشْعر الْهدى وللمقام الْكَرِيم من مقَام الْكَرِيم وَمن حاطم فقار الْفقر للحطيم وَمَتى رئي هرم فِي الْحرم وحاتم ماتح زَمْزَم وَمَتى ركب الْبَحْر الْبَحْر وسلك الْبر الْبر لقد عَاد قس إِلَى عكاظه وَعَاد قيس لحفاظه وَيَا عجبا لكعبة تقصدها كعبة الْفضل والإفضال ولقبلة تستقبلها قبْلَة الْقبُول والإقبال
قلت ومدحه أَبُو الْحسن بن الذروي عِنْد عوده من الْحَج بقصيدة حَسَنَة مِنْهَا
(علم الْبَحْر أَنَّك الْخلق وافاه
…
فأمسى حشاه يخْفق رعْبًا)
(وَغدا دره لَدَيْهِ حَقِيرًا
…
إِذْ رأى الدّرّ مِنْك ينشئ سحبا)
(وَلَو اخْتَار قَطْرَة مِنْك يَا بَحر
…
لأضحى أجاجه الْملح عذبا)
(هائج لم يزل دعاؤك حَتَّى
…
هون الله مِنْهُ مَا كَانَ صعبا)
(وَلَقَد نَام إِذْ ركبت وللريح
…
هبوب وَحَيْثُ أرسيت هبا)
(حبذا مَا صَنعته من أياد
…
عَاد جَدب الْحجاز مِنْهُنَّ خصبا)
(رمت كتمانها فذاعت وَهل يقدر
…
غيث يخفي عَن الأَرْض سكبا)
(قد رَأَتْ مِنْك كعبة الله لما
…
جِئْتهَا حاتما وَإِن شِئْت كَعْبًا)