الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فِي أُمُور رَعيته ثمَّ دَخلهَا وَسكن بالقلعة وَسكن الْأَفْضَل برج الداوية وَولى عكا عز الدّين جرديك ووقف دَار الاسبتار نِصْفَيْنِ نصفا على الْفُقَهَاء وَنصفا على الصُّوفِيَّة ووقف دَار الأسقف بيمارستان ووقف على كل من ذَلِك كِفَايَته واظهر بِهِ عنايته وَسلم جَمِيع ذَلِك إِلَى قاضيها جمال الدّين بن الشَّيْخ أبي النجيب وَهُوَ فِي ذَلِك مُصِيب
فصل فِي وُرُود رسل التهاني من الْآفَاق وقدوم الرَّسُول العاتب من الْعرَاق
قَالَ الْعِمَاد ووردت رسل الْآفَاق من الرّوم وخراسان وَالْعراق وَكلهمْ يهني السُّلْطَان بِمَا أفرده الله بِهِ من الْفَضِيلَة وأقدره عَلَيْهِ من نجح الْوَسِيلَة وَهُوَ فتح الْقُدس الَّذِي درج على حسرته الْقُرُون الأولى وتقاصرت عَنهُ أَيْديهم المتطاولة وتمكنت مِنْهُ يَده الطُّولى فَمَا مِنْهُم إِلَّا من يعْتَرف بيمنه ويغترف من يمه ويقر بِحكم التَّنْزِيل لَهُ وَينزل على حكمه ويخطب صداقته ويتقرب بِالْوَفَاءِ والوفاق ويتباعد عَن الشَّقَاء والشقاق فَمن جُمْلَتهمْ رَسُول صَاحب الرّيّ وَرَسُول المستولي على ممالك همذان وأذربيجان وأران فَمَا من يَوْم يمْضِي وَشهر يَنْقَضِي إِلَّا ويصل مِنْهُم رَسُول ويتصل بِهِ سَوَّلَ
وَذكر الْعِمَاد فِي الْبَرْق انه وصل إِلَى السُّلْطَان وَهُوَ بعكا رَسُول
أتابك مظفر الدّين قزل أرسلان وَهُوَ عُثْمَان بن أتابك إيلدكز المستولي على بِلَاد الْعَجم بعد أَخِيه البهلوان
ثمَّ ذكر من خرقه فِي كرمه شَيْئا كثيرا ثمَّ قَالَ وَهَذَا كُله لَا يكون فِي بَحر سلطاننا جدولا كَانَ السُّلْطَان مَذْهَب الْمَذْهَب ظَاهر المحفل والموكب قد خصّه الله بالصدر الأرحب والنصر الْأَغْلَب عزمه إِلَى الْجِهَاد مَصْرُوف وخلقه بِالْمَعْرُوفِ مَعْرُوف وهمه بالسماح مشغوف مَا يَفْتَحهُ بِالسَّيْفِ فِي الْبِلَاد يَهبهُ لمن يضْرب مَعَه بِالسَّيْفِ فِي الْجِهَاد وللخالق تقواه وللمخلوقين جدواه وَإِنَّمَا يُرِيد للآخرة دُنْيَاهُ فَلَا جرم ختم الله بِالْحُسْنَى عقباه
قَالَ وَلم يكن فِي الْمُلُوك السالفة أمضى مِنْهُ عزما وأجدى فضلا واعم جدوى واكمل جهدا فِي الْجِهَاد وأملك جلدا على الجلاد فَإِنَّهُ بَاشر بِنَفسِهِ الْحَرْب ومارس الصعب وَقذف بِالْحَقِّ حِين حَقَّقَهُ على الْبَاطِل فأزهقه وَلَا حد وَلَا عد لما فِي سَبِيل الله من نفائس النُّفُوس وَالْأَمْوَال أنفقهُ وَمن أول هَذَا الْعَام إِلَى منتهاه لم يجِف لورده لبد وَلم ينضب من ورده عد وَلم يقر لَهُ جنب بل لَقِي فِي فَصلي القيظ والقر مض الْحر وعض الْبرد بَحر وَجهه الْكَرِيم وَقضى حق الدّين موفيا بِصدق غرامه حق الْغَرِيم وكل مَا تمّ من النَّصْر يَوْم حطين وَفتح الْقُدس وتسلم بِلَاد السَّاحِل
إِنَّمَا تسنى بِشَهْر سَيْفه فِي فصل الصَّيف وشهوره واستظهاره بِظُهُور الْإِسْلَام وَشد طهوره
وَأنْشد الْعِمَاد للْقَاضِي الْفَاضِل فِي وصف أسيافه
(ماضيات على الدَّوَام دوامي
…
هِيَ فِي النَّصْر نجدة الْإِسْلَام)
(فِي يَمِين السُّلْطَان إِن جردتها
…
أشبهتها صواعق فِي غمام)
(تنثر الْهَام كالحروف فَمَا
…
أشبه هذي السيوف بالأقلام)
(فِي محاريب حربه الْبيض صلت
…
وركوع الظبى سُجُود الْهَام)
وَذكر من كَلَامه فِي التَّوَسُّط بَين الأصدقاء مَا أَدخل بَيْنكُم إِلَّا كدخول المرود فِي الأجفان يرد إِلَيْهَا مَا ذهب مِنْهَا من النُّور والغمض أَو كالنسيم بَين الأغصان يعْطف بَعْضهَا على بعض
قَالَ الْعِمَاد وَوصل أخي تَاج الدّين أَبُو بكر حَامِد من دَار الْخلَافَة برسالة فِي العتب على أَحْدَاث ثقلت وَأَحَادِيث نقلت ووشايات أثرت وسعايات فِي السُّلْطَان شعثت وَذَلِكَ فِي شَوَّال وَنحن على حِصَار صور وَسبب ذَلِك أَنه لما تمّ الْفَتْح الْأَكْبَر وَخص وَعم النجح الْأَظْهر وَقطع دابر الْمُشْركين وَحط إقبال الْمُسلمين أوزار أدبار الْكَافرين بحطين أَمرنِي السُّلْطَان بإنشاء كتب البشائر إِلَى الْآفَاق وَتَقْدِيم الْبُشْرَى بِهِ إِلَى الْعرَاق فَقلت هَذَا فتح كريم ومنح من الله عَظِيم فَلَا يَنْبَغِي ان يكون مُبشر دَار الْخلَافَة بِمَا أنزلهُ الله علينا من الرَّحْمَة والرأفة إِلَّا من هُوَ عندنَا أجل وَأجلى وَأعلم وَأَعْلَى وَأجْمع لفنون الْفَضَائِل وَأعرف بأَدَاء الرسائل فَلَا يرفع
الْعَظِيم إِلَّا بالعظيم الرفيع فَإِن الشريف يتضع شرفه بمقارنة الوضيع
فَقَالَ هَذِه نصْرَة مبتكرة وموهبة مبشرة بدرت وندرت فَنحْن نعجل بهَا بشيرا ونؤخر للإجلال كَمَا ذكرت سفيرا
وَكَانَ فِي الْخدمَة شَاب بغدادي من الأجناد قد هَاجر للاسترفاد وَتوجه بعد وُصُوله وَنبهَ بعد خموله فَسَأَلَ فِي الْبشَارَة إِلَى بَغْدَاد وَزعم أَنه يداوم إِلَيْهَا الإغذاذ وشفع لَهُ جمَاعَة من الأكابر حَتَّى خص بأشرف البشائر فَقلت هَذَا لَا يحصل لَهُ وَقع وَلَا يصل إِلَيْهِ نفع وَالْوَاجِب أَن يسير فِي مثل هَذَا الخطير خطير وَفِي هَذِه النُّصْرَة الْكُبْرَى كَبِير
ثمَّ سَار الْمَنْدُوب وشغلت عَن إرْسَال سواهُ الْفتُوح والحروب وَلما فتح الْبَيْت الْمُقَدّس أرسل ببشارته نجاب وَنفذ بهَا كتاب وَوصل البشير الجندي فحقروه وَمَا وقروه فَإِنَّهُ كَانَ عِنْدهم بِعَين فنظروه بِتِلْكَ الْعين وحبوه بِمَا يَلِيق من الرقة وَالْعين ونقم على السُّلْطَان إرْسَال مثله وتسمح الْمَنْدُوب بِكَلَام أَخذ عَلَيْهِ وبدرت مِنْهُ أَحَادِيث نسبت إِلَيْهِ
وَقَالَ فِي سكره وَحَالَة نكره مَا نعرض عَن ذكره فخيل وموه وتنكر وَتكره وَظن أَن لكَلَامه أصلا ولقطعه منا وصلا وأنهيت إِلَى الْعرض الْأَشْرَف مقالاته وَعلمت جهالاته وتجني على السُّلْطَان بإرساله وطرق إِلَى هداه مَا أنكروه من مقَال الْمَذْكُور وضلاله وَوجد الْأَعْدَاء حِينَئِذٍ إِلَى السّعَايَة طَرِيقا وطلبوا لشمل استسعاده بِالْخدمَةِ تفريقا واختلقوا أضاليل ولفقوا أباطيل وَقَالُوا
هَذَا يزْعم أَنه يقلب الدولة ويغلب الصولة وَأَنه ينعَت بِالْملكِ النَّاصِر نعت الإِمَام النَّاصِر وَيدل بِمَالِه من الْقُوَّة والعساكر
فأشفق الدِّيوَان الْعَزِيز على السُّلْطَان من هَذِه وبرز الْأَمر المطاع بإرسال أخي وإنفاذه وَقَالُوا هَذَا تَاج الدّين أَخُو الْعِمَاد يكفل لنا فِي كشف سر الْأَمر بالمراد فَإِن أَخَاهُ هُنَاكَ مطلع على الْأَسْرَار وَهُوَ مُنْتَظم فِي سلك الْأَوْلِيَاء الْأَبْرَار
وعول عَلَيْهِ الدِّيوَان فِي السفارة ورد مَعَه جَوَاب الْبشَارَة وكتبت لَهُ تذكرة بموجبات مَقَاصِد العتب ومكدرات موارد الْقرب والمخاطبة فِيهَا وَإِن كَانَت حَسَنَة خشنة والمعاتبة مَعَ شدتها للعواطف الإمامية لينَة
فَسَار الْأَخ إِلَى دمشق وَكَانَ قد عَاد الْمَنْدُوب نادبا عاديا جاحدا للنعمة شاكيا وَقَالَ أَخُو الْعِمَاد قد وصل بِكُل عتب وَغَضب وَلَفظ فظ وَمَعَهُ الملامات المؤلمات فَقلت لَهُ اسْكُتْ واصمت وَقلت للسُّلْطَان سمعا وَطَاعَة لأمر الدِّيوَان فَإِن إِظْهَار سر العتب لَك من غَايَة الْإِحْسَان فَقَالَ نعم مَا قلت
وَلما قرب أخي أَصبَحت لقدومه أنتخي فَأمر السُّلْطَان الْأُمَرَاء على مَرَاتِبهمْ باستقباله وَتقدم لجلالة قدومه بإحلاله وتلقاه الْمُلُوك الْحَاضِرُونَ الْعَادِل والمظفر وَالْأَفْضَل وَالظَّاهِر
ثمَّ ركب وتلقاه بِنَفسِهِ وَخَصه من تقريبه بأنسه وَلم يزل حَتَّى أرَاهُ مَوَاضِع الْحصار ومصارع الْكفَّار ثمَّ نزل وأنزله بِالْقربِ ثمَّ حضر عِنْده وَقد أخلى مَجْلِسه لي وَله وَحده فَأدى الْأَمَانَة فِي مشافهته وَوجه مقاصده فِي مواجهته وأحضر التَّذْكِرَة وَقد جمعت الْمعرفَة والنكرة فقرأتها عَلَيْهِ وَكَانَت فِي الْكتب غلظة عدت من الْكَاتِب غلطة
وخيلت سقطه وجلبت سخطه وَقَالَ إِن الإِمَام أجل أَن يَأْمر بِهَذِهِ الْأَلْفَاظ الفظاظ والأسجاع الْغِلَاظ فقد أمكن إِيدَاع هَذِه الْمعَانِي فِي أرق مِنْهَا لفظا وأرفق وأوفى مِنْهَا فضلا وأوفق ومعاذ الله أَن يحبط عَمَلي أَو يهْبط أملي وامتعض وارتمض ثمَّ أعرض عَمَّا عرض وَرجع إِلَى الاستعطاف وانتجع بأرق الاستسعاف
وَقَالَ أما مَا تمحله الْأَعْدَاء وَعدا بِهِ المتمحلون فَمَا عرف مني إِلَّا الِاعْتِرَاف بالعارفة
وَذكر السُّلْطَان أياديه السالفة فِي الفتوحات وَإِقَامَة الدعْوَة العباسية بِمصْر واليمن وَإِزَالَة الأدعياء وإبادة الْأَعْدَاء وَفتح الْبَيْت الْمُقَدّس
قَالَ وَأما النَّعْت الَّذِي أنكر وَنبهَ على مَوضِع الْخَطَأ فِيهِ وَذكر فَهَذَا من عهد الإِمَام المستضيء والآن كل مَا يشرفني بِهِ أَمِير الْمُؤمنِينَ من السمة فَإِنَّهُ أسمي الَّذِي هُوَ أسمى وأشرف وَأَرْفَع وَأعرف وَمَا عزمي إِلَّا استكمال الْفتُوح لأمير الْمُؤمنِينَ وَقطع دابر الْمُنَافِقين وَالْمُشْرِكين
ثمَّ ندب مَعَ أخي من سَار فِي خدمته لزيارة الْقُدس ثمَّ ودعه وأودعه من شفاهه كل مَا فِي النَّفس وَظَهَرت بعد ذَلِك بِالْقبُولِ أثار الرضى وَمضى مَا مضى وَكَانَ جمَاعَة من الْمُلُوك والأمراء كالعادل ومظفر الدّين قد نخوه لما قيل فِي حَقه وَأَرَادُوا أَن يغضبوه فَمَا غضب بل غاض غيظه ونضب وتلقى ذَلِك بصدر رحيب وَلَفظ مُصِيب
قلت ووقفت على كتاب كتبه الصاحب قوام الدّين بن زِيَادَة من الدِّيوَان الْعَزِيز بِبَغْدَاد إِلَى السُّلْطَان صَلَاح الدّين وَكَانَ قوام الدّين يَوْمئِذٍ أستاذ الدَّار العزيزة يَقُول فِيهِ لَوْلَا مَكَان صَلَاح الدّين من الْخدمَة وَالشح بِهِ والمنافسة فِيهِ لما جَوْهَر بالعتاب وَلَا رفع دونه هَذَا الْحجاب بل كَانَ يتْرك مَعَه الْأَمر على اختلاله ويدمل الْجرْح على اعتلاله وَقد ذكرت الْأَسْبَاب الَّتِي أَخذهَا الدِّيوَان الْعَزِيز عَلَيْهِ واستغرب وُقُوعهَا من كَمَاله ليرعيها سَمعه الْكَرِيم ويستوري فِيهَا رَأْيه الْأَصِيل وينصف فِي استماعها والإجابة عَنْهَا غير عائج على الجدل وَلَا مؤتم بالمراء المذمومين عقلا وَشرعا بل يحمل قولي هَذَا على سَبِيل المماحضة والانتصاح وَصدق النِّيَّة فِي رأب الثأي والإصلاح فَإِن إبجار الدَّوَاء الْمقر لَا يتهم فِيهِ الطَّبِيب المجتلب للعافية
ثمَّ ذكر من تِلْكَ الْأُمُور ان من انتقى من الْعرَاق بِسَبَب من الْأَسْبَاب لَجأ إِلَى صَلَاح الدّين فَوجدَ عِنْده الإقبال عَلَيْهِ وَكَانَ الْأَدَب يُوجب إبعاد من أبعده عَنهُ وتقريب من قربه إِلَيْهِ
ثمَّ قَالَ وَإِن مِمَّا أضْحك ثغر الاستعبار مَا انْتهى عَن الْعَوام وَأَشْبَاه الْأَنْعَام وطغام الشَّام من الْخَوْض فِي الْمذَاهب والانتهاء فِي التشنيع إِلَى اخْتِلَاق كل قَول كَاذِب وَمِنْهَا مَا جرى من سيف الْإِسْلَام بالحجاز من إزعاج الْحجَّاج وإرهاج تِلْكَ الفجاج والإقدام على مَنَاسِك الله وشعائره وَإِيقَاد سعير الْفِتْنَة فِيهَا ونوائره واحتذاء السِّيرَة القاسطة وإحياء بدع القرامطة مَا
نفر مِنْهُ كل طبع ومجه كل سمع فَكيف جَازَ لصلاح الدّين أَن يُرْخِي عنان أَخِيه فِيمَا يقْرض سوابقه وأواخيه وَمِنْهَا مَا قضى النَّاس مِنْهُ الْعجب وفورق فِيهِ الحزم وَالْأَدب وَهُوَ مَا أوجب التلقب باللقب الَّذِي اسْتَأْثر بِهِ أَمِير الْمُؤمنِينَ
ثمَّ قَالَ وَقد ساوق زمَان الدولة العباسية ثبتها الله خوارج دوخوا الْبِلَاد وأسرفوا فِي العناد وجاسوا خلال الديار وأخافوا المسالك واستضاموا الممالك واقتحموا من الشقاق أشق المهالك فَمَا انْتهى أحدهم فِيمَا احتقب وارتكب إِلَى الْمُشَاركَة فِي اللقب وَمن الحكم الذائعة فِي وجيز الْكَلَام الَّذِي يصلح للْمولى على العَبْد حرَام
وَمِنْهَا مُكَاتبَة كل طرف يتاخم أَعمال الدِّيوَان من مَوَاطِن التركمان والأكراد ومراسلتهم ومهاداتهم وقرع أسماعهم بِمَا يعود باستزلال أَقْدَامهم وفل عزائمهم وهم لَا يعْرفُونَ إِلَّا أَنهم رعية للعراق وخول للديوان يَرِثُونَ الطَّاعَة خالفا عَن سالف
ثمَّ قَالَ فِي آخر الْكتاب وَهَذَا كُله لَا أقوله إنكارا لجلائل مقامات صَلَاح الدّين ومشاهير مَوَاقِف جهاده فِي سَبِيل الْمُؤمنِينَ فَإِنَّهُ أدام الله علوه رجل وقته ونسيج وَحده والمربي على من سلف من صنائع الدولة على من يَأْتِي بعده وَهُوَ الْوَلِيّ المخلص الَّذِي عهد فوفى واستكفي فَكفى وطب فشفى فَكيف يجوز لَهُ بسعادته أَن يهجن مساعيه الغر المحجلة وَيخرج من مكانته المكرمة المبجلة وَتبطل حُقُوقه الثَّابِتَة المسجلة
ثمَّ قَالَ فقد علم كل من نظر فِي التواريخ والْآثَار ونصحته بصيرته فِي التبصر وَالِاعْتِبَار أَن هَذَا الْبَيْت الْعَظِيم مَا زَالَ يرفع الأقدار الخاملة فينزون عَلَيْهِ بطرا فيغار الله لَهُ منتصرا ويعقبه عَلَيْهِم إظفارا وظفرا كدأب