الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل فِي انتظام الصُّلْح مَعَ أهل الْموصل وَمرض السُّلْطَان المرضة الْمَشْهُورَة بحران
قَالَ الْعِمَاد وَكَانَ السُّلْطَان لما دخل شهر رَمَضَان داوم قِرَاءَة الْقُرْآن وَحفظه واشتغل بالصيام والتقليل من الطَّعَام فَظهر انزعاجه وَتغَير مزاجه وَتعذر علاجه وَطَالَ مَرضه وَنَدم على رد الشوافع وسير إِلَى عماد الدّين صَاحب سنجار فِي إِنْفَاذ رسله ليوعز بِكُل مَا يعود بسؤله
فوصل وزيره شمس الدّين بن الْكَافِي وَكَانَ من قبل قد سبق القَوْل فِي تَسْلِيم بِلَاد شهرزور وقلاعها وحصونها وضياعها وَكَذَلِكَ مَا وَرَاء الزابين من البوازيج والرستاق وبلد القرابلية وَبني قفجاق فَدخل شمس الدّين بن الْكَافِي وشمس الدّين قَاضِي الْعَسْكَر من جانبنا إِلَى الْموصل لأخذ الْعَهْد على هَذَا الْمُلْتَزم ورحل السُّلْطَان قبل عيد الْفطر بِيَوْم وَهُوَ من بَحر بحرانه فِي عوم وخيمنا على نَصِيبين فِي شَوَّال وَلم نترقب عود الرَّسُول بنجاز الاشغال بل كَانَ الارتحال على الارتجال ثمَّ اسْتمرّ الصُّلْح وَصلح الْأَمر وخطب فِي جَمِيع بِلَاد الْموصل للسُّلْطَان بعد قطع خطْبَة السلجوقية وَفِي ديار بكر أَيْضا والولايات الأرتقية وَضرب باسمه الدِّينَار وَالدِّرْهَم وانحل الْإِشْكَال وانكشف الْمُبْهم
وَكتب الْعِمَاد عَن السُّلْطَان كتابا إِلَى أَخِيه سيف الْإِسْلَام بِالْيمن بشرح الْحَال وَفِيه وَنزل لنا صَاحب الْموصل عَن جَمِيع مَا وَرَاء الزاب من الْبِلَاد والقلاع والحصون والضياع وشهرزور ومعاقلها وأعمالها وَولَايَة بني قفجاق وَولَايَة القرابلي والبوازيج وعانة وقررنا عَلَيْهِ الْموصل وأعمالها على أَنه يكون بحكمنا وَينفذ عسكره إِلَى خدمتنا وَتَكون الْخطْبَة وَالسِّكَّة باسمنا وَأَن يُطلق الْمَظَالِم وَلَا يرتكب المآثم وَقد حصل لنا من صَاحب الْموصل وَمن جَمِيع من بالجزيرة وديار بكر الطَّاعَة وَالسِّكَّة وَالْخطْبَة وعمت الهيبة والرهبة والعزائم إِلَى الْجِهَاد فِي سَبِيل الله نوازع وَقد زَالَت الْعَوَائِق وَارْتَفَعت الْمَوَانِع
قَالَ وَنفذ السُّلْطَان إِلَى شهرزور مَمْلُوكه مُجَاهِد الدّين أياز سربك فتملا بهَا وتملك ونال الْمَقَاصِد وَأدْركَ وَكَانَ التركمان الإيوانية مستولية بهَا فشتت شملها وَندب للنَّظَر فِي تِلْكَ الْأَعْمَال القَاضِي شمس الدّين بن الْفراش وأقطع البوازيج لبَعض خواصه المماليك وسير إِلَى الْبِلَاد نوابه ورتب فِيهَا لإِقَامَة سنَن الْعدْل وَالْإِحْسَان أَصْحَابه ووقف ضَيْعَة بالبوازيج تعرف ببافيلا على وَرَثَة شيخ الشُّيُوخ بِبَغْدَاد
وَقَالَ القَاضِي ابْن شَدَّاد لما أيس السُّلْطَان من أَمر خلاط وَعَاد إِلَى الْموصل فَنزل بَعيدا عَنْهَا وَهِي الدفعة الثَّالِثَة بِموضع يُقَال لَهُ كفر زمار وَكَانَ الْحر شَدِيدا فَأَقَامَ مُدَّة وَفِي هَذِه الْمنزلَة أَتَاهُ سنجر شاه من الجزيرة وَاجْتمعَ بِهِ وَأَعَادَهُ إِلَى بَلَده وَمرض السُّلْطَان بِكفْر زمار مَرضا
شَدِيدا خَافَ من غائلته فَرَحل طَالب حران وَهُوَ مَرِيض وَكَانَ يتجلد وَلم يركب فِي محفة وَوصل حران شَدِيد الْمَرَض وَبلغ إِلَى غَايَة الضعْف وأيس مِنْهُ وأرجف بِمَوْتِهِ وَوصل إِلَيْهِ أَخُوهُ الْعَادِل من حلب وَمَعَهُ الْأَطِبَّاء
قَالَ وَكَانَ سَبَب صلحه مَعَ المواصلة أَن عز الدّين صَاحب الْموصل سيرني إِلَى الْخَلِيفَة يستنجد بِهِ فَلم يحصل مِنْهُ زبدة وسير إِلَى الْعَجم فَلم يحصل مِنْهُم زبدة فَلَمَّا وصلت من بَغْدَاد وَأديت جَوَاب الرسَالَة أيس من نجدة فَلَمَّا بَلغهُمْ مرض السُّلْطَان رَأَوْا ذَلِك فرْصَة وَعَلمُوا رقة قلبه وَسُرْعَة انقياده فِي ذَلِك الْوَقْت فندبوني لهَذَا الْأَمر وبهاء الدّين الربيب وفوض إِلَيّ أَمر النُّسْخَة وَقَالُوا أمض مَا يصل جهدكم وطاقتكم إِلَيْهِ
فسرنا حَتَّى أَتَيْنَا الْعَسْكَر وَالنَّاس كلهم آيسون من السُّلْطَان وَكَانَ وصولنا فِي أَوَائِل ذِي الْحجَّة فاحترمنا احتراما عَظِيما وَجلسَ لنا وَكَانَ أول جُلُوسه من مَرضه وَحلف فِي يَوْم عَرَفَة وأخذنا مِنْهُ بَين النهرين أَخذهَا من سنجر شاه وَأَعْطَاهَا المواصلة وحلفته يَمِينا تَامَّة وَحلفت أَخَاهُ الْعَادِل وَمَات قدس الله روحه وَهُوَ على ذَلِك الصُّلْح لم يتَغَيَّر عَنهُ وسرنا عَنهُ وَهُوَ بحران قد تماثل وَوَصله خبر موت ابْن أَسد الدّين صَاحب حمص وَكَانَت وَفَاته يَوْم عَرَفَة وَنحن فِي الْعَسْكَر وَجلسَ الْعَادِل فِي العزاء
وَفِي تِلْكَ الْأَيَّام كَانَت وقْعَة التركمان والأكراد وَقتل بَينهم خلق عَظِيم
وَفِي هَذَا الشَّهْر وصل خبر وَفَاة بهلوان بن الدكز وَكَانَت وَفَاته فِي
سلخ ذِي الْحجَّة
قَالَ الْعِمَاد وَأقَام السُّلْطَان على نَصِيبين أَيَّامًا قَلَائِل ثمَّ رَحل إِلَى حران فألقينا بهَا عَصا النَّوَى والقلوب بِمَرَض السُّلْطَان متخاذلة القوى متواصلة الجوى وَالْفضل خَائِف من كساده آسَف على عتاده مُشفق من انخفاض قدره وانقراض عصره والسماح يَقُول هَذَا أَوَان كسوف سمائي ونضوب مائي وَالدّين ينْدب وَالْملك يصخب وَالْأَيْدِي إِلَى الله تَعَالَى مَرْفُوعَة والنيات بالإخلاص مشفوعة وَالْكفْر فِي أراجيف وَالْقدر فِي تصاريف وَالسُّلْطَان كلما زَاد ألمه زَاد فِي لطف الله أمله وَكلما بَان ضعفه قوي على الله توكله وَأَنا ملازمه لَيْلًا وَنَهَارًا سرا وجهارا وَهُوَ يملي عَليّ فِي كل وَقت وَصَايَاهُ وَيفرق بقلمي على عفاته عطاياه وَمن جملَة ذَلِك أَنه اشتدت بِهِ الْحَال لَيْلَة أيس بهَا مِنْهُ الْأَطِبَّاء وَغلب الْقنُوط وَعدم الرَّجَاء فَلَمَّا أصبح اجْتمع المعتفون والوافدون إِلَى بَابه والقاصدون المرتجون جنى جنابه وضجوا ضجة ارتجت مِنْهَا الدهماء ولانت لسماعها الصَّخْرَة الصماء فَسَأَلَ عَن ذَلِك فَقيل هَؤُلَاءِ وفدك قد اجْتَمعُوا على بابك متأسفين على مابك
فدعاني وَأَمرَنِي بكتب اسمائهم وتفريق مَا اجْتمع فِي خزائنه من الْأَمْوَال عَلَيْهِم وأمسينا وَمَا على الْبَاب سَائل وَكُنَّا نظن أَن مَا بِهِ من الْأَلَم شغل شاغل فَوجدَ بِتِلْكَ السماحة رَاحَة وَاسْتمرّ مُدَّة اسْتِمْرَار مَرضه على بذل جَوْهَر مَاله وَعرضه
وَكَانَ خلقه أحسن مَا كَانَ فِي حَال الصِّحَّة يخاطبنا بسجاياه السهلة السمحة وَلَا يَخْلُو مَجْلِسه من أولي فضل وَذَوي نباهة ونبل يتجاذبون بِحَضْرَتِهِ أَطْرَاف الْفَوَائِد ويهزون لمكارمه أعطاف المحامد فَتَارَة فِي أَحْكَام شَرْعِيَّة ومسائل فقهية وآونة فِي صناعات
شعرية وألفاظ عَرَبِيَّة وَمَعَان أدبية وَمرَّة فِي أَحَادِيث الأجواد وشيم الأمجاد ودفعة فِي ذكر فَضَائِل الْجِهَاد وفرائض التأهب لَهُ والاستعداد وينذر أَنه إِن خلصه الله من نبوة هَذِه النّوبَة وأعفاه من كدر هَذِه المرضة ومرارتها بالعافية الصافية الحلوة اشْتغل بِفَتْح الْبَيْت الْمُقَدّس وَلَو ببذل نفائس الْأَمْوَال والأنفس وَأَنه لَا يصرف بَقِيَّة عمره إِلَّا فِي قتال أَعدَاء الله وَالْجهَاد فِي سَبيله وإنجاد أهل الْإِسْلَام والإقبال على قبيله وَأَنه لَا يتْرك شِيمَة الْجُود والسماحة بالموجود وَالْوَفَاء بِالْعُقُودِ والمحافظة على العهود وإنجاز الْمَوْعُود
قَالَ وَرُبمَا استروح فِي بعض سَاعَات اللَّيْل أَو النَّهَار إِلَى السماع لإشارة الْأَطِبَّاء بِهِ لأجل التَّفْرِيج والإمتاع وَلَقَد كَانَ ذَلِك الْمَرَض تمحيصا من الله للذنوب وتنزيها وَتَذْكِرَة موقظة من سنة الْغَفْلَة وتنبيها
قَالَ وَلما سمع الْعَادِل فِي حلب بِمَرَض أَخِيه السُّلْطَان ووصوله إِلَى حران بَادر بالوصول وصادف وَقت الْقبُول وَقَامَ بضبط الْأُمُور وسياسة الْجُمْهُور وَالْجُلُوس فِي كل يَوْم فِي النوبتية السُّلْطَانِيَّة لتولي مصَالح الرّعية وَإِقَامَة وَظِيفَة السماط وَالْعَمَل فِي كل يَوْم بِالِاحْتِيَاطِ والتصدي لكشف الْمَظَالِم وَبث المكارم وتنفيذ مَا يخرج من المراسم ورقع كل خرق ورتق كل فتق وَحفظ المهابة وَالْقِيَام عَن السُّلْطَان فِي كل مُهِمّ بِحسن النِّيَابَة وَلَقَد نفعنا حُضُوره ورفعنا تَدْبيره فقد كُنَّا على خوف من إرجاف يقوى وانتشار خبر سوء لَا يطوى لَا سِيمَا إِذا خرج الْأَطِبَّاء وَقَالُوا مَا فِيهِ أمل وَلكُل عمر أجل
فهناك ترى النَّاس يستشعرون وبإبعاد مَا يعز
عَلَيْهِم من أعلاقهم ودوابهم يستظهرون فَزَالَ بِحُضُور الْعَادِل كل مَخَافَة وَسلم الله برأفته من كل آفَة
وَكَانَ الْملك الْعَزِيز عُثْمَان ولد السُّلْطَان مَعَ أَبِيه مقتد بمعاليه مقتف لمراضيه وَكَانَ من جملَة وَصَايَاهُ عِنْد إشفائه وإرجاء ترجي شفائه إِن أدركني المحتوم ودنا الْيَوْم الْمَعْلُوم فقد خلفت أَبَا بكر وَعمر وَعُثْمَان وعليا وَكلهمْ أرَاهُ بمرادي فِي إِقَامَة الْجِهَاد مَلِيًّا فعنى بِأبي بكر سيف الدّين أَخَاهُ وبعمر تَقِيّ الدّين ابْن أَخِيه وبعثمان وَعلي ولديه الْملكَيْنِ الْعَزِيز وَالْأَفْضَل وَرَأى عَلَيْهِمَا بكفالة سيف الدّين وتقي الدّين فِي الشَّام ومصر الْمعول
وَأقَام الْعَادِل إِلَى أَن وضح الْمِنْهَاج وَصَحَّ المزاج وَطَابَتْ الْقُلُوب وَغَابَتْ الكروب ثمَّ وصل مَعَ أَخِيه إِلَى حلب وَتمّ مَعَه إِلَى حمص ودمشق وهب لَهُ نسيم مصر فاستجد إِلَى نشره النشق
وَسَيَأْتِي ذكر مضيه إِلَى مصر مَعَ الْملك الْعَزِيز فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ ووصول الْملك الْأَفْضَل من مصر وَبعده الْملك المظفر تَقِيّ الدّين
قَالَ الْعِمَاد وَكَانَت صدقاته الرَّاتِبَة دارة وبالأبرار بارة على أَن جوده مستوعب الْمَوْجُود وَلَا يتْرك فضلا للوفود وَلما مرض وَعرض لَهُ من الْأَلَم مَا عرض قَالَ لي اكْتُبْ إِلَى الْوُلَاة والنواب بالديار المصرية والشامية أَن يتصدقوا على الْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِين من المَال الْمعد للْحَمْل بِمَا نَص على قدره فِي التَّعْيِين
فَلم يبْق فِي الممالك إِلَّا من وصل إِلَيْهِ نصيب ودعا بالصالحات من الله لدعائه مُجيب
فَدفع بِالصَّدَقَةِ الْبلَاء وَرفع للصدق
الْوَلَاء وَنظر الله إِلَى النيات وأسنى سناء مننه السنيات وَمن جملَة تِلْكَ الصَّدقَات أَنه أَمرنِي أَن أكتب إِلَى نَائِبه بِدِمَشْق الصفي بن الْقَابِض أَن يتَصَدَّق بِخَمْسَة آلَاف دِينَار صورية فَقلت مَا عِنْده غير دَنَانِير مصرية فَقَالَ يتَصَدَّق بهَا مصرية خَمْسَة آلَاف لنفوز من الثَّوَاب بأضعاف
قَالَ وَلما امْتَدَّ زمَان مَرضه أَمر بِبِنَاء دَار عِنْد سرادقه وحمام فبنيت فِي أَرْبَعَة خَمْسَة أَيَّام وَكَانَ قد استحضر من دمشق ولديه الصغيرين تورانشاه وملكشاه وأمهما وأسكنهم فِيهَا مُدَّة مقَامه وسماها دَار الْعَافِيَة للبرء فِيهَا من سقامه ثمَّ خَلاهَا لمن ينزل بهَا ضيفا وَجعلهَا للآوين إِلَيْهَا وَقفا
وَبعدهَا اتَّصَلت المواصلة بَين السُّلْطَان والمواصلة وَأهْدى السُّلْطَان لَهُم هَدَايَا عَظِيمَة لصَاحب الْموصل ولوالدته ولصاحبته ولابنة نور الدّين رحمه الله وَقوم مَا سيره إِلَيْهِم بِمَا يُربي على عشرَة آلَاف دِينَار سوى الْخَيل وَالطّيب وَالشَّيْء البديع والغريب وَجرى أَمر المواصلة على السداد وتجهزوا فِي النُّصْرَة الناصرية على مَا سَيَأْتِي شَرحه إِلَى الْجِهَاد وَأول بَرَكَات الِاتِّفَاق فتح الْبَيْت الْمُقَدّس وَسَائِر الْبِلَاد وتجددت الْفتُوح وأنجدت الْمَلَائِكَة وَالروح وامتحت باليسر الْعسرَة وَصحت بحطين الكسرة وَخص الله السُّلْطَان بفضيلة فتح الْقُدس وَقضى حاجاته الَّتِي كَانَت فِي النَّفس وَسَيَأْتِي إِن شَاءَ الله شرح كل فتح فِي مَوْضِعه وَكَيف أشرق سنا النَّصْر فِي مطلعه
وَكتب الْفَاضِل من دمشق إِلَى تَقِيّ الدّين بِمصْر إِن الْعَافِيَة الناصرية قد
استفاضت أَخْبَارهَا وفاضت أنوارها وآثارها وَوَلَّتْ الْعلَّة وَللَّه الْحَمد وأطفئت نارها وانجلى غبارها وخمد شِرَارهَا وَمَا كَانَت إِلَّا فلتة وقى الله شَرها وعظيمة كفي الْإِسْلَام أمرهَا ونوبة امتحن الله بهَا نفوسنا فَرَأى أقل مَا عندنَا صبرها وَمَا كَانَ الله لِيُضيع الدُّعَاء وَقد أخلصته الْقُلُوب وَلَا ليوقف الْإِجَابَة وَإِن سدت طريقها الذُّنُوب وَلَا ليخلف وعد فرج وَقد أيس الصاحب والمصحوب
(نعي زَاد فِيهِ الدَّهْر ميما
…
فَأصْبح بعد بؤساه نعيما)
(وَمَا صدق النذير بِهِ لِأَنِّي
…
رَأَيْت الشَّمْس تطلع والنجوما)
وَقد اسْتقْبل مَوْلَانَا السُّلْطَان الْملك النَّاصِر الْعَافِيَة غضة جَدِيدَة والعزمة مَاضِيَة حَدِيدَة والنشاط إِلَى الْجِهَاد وَالْجنَّة مبسوطة الْبسَاط وَقد انْقَضى الْحساب وجزنا الصِّرَاط وعرضنا نَحن على الْأَهْوَال الَّتِي من خوفها كَاد الْجمل يلج فِي سم الْخياط
وَمن كتاب آخر الْأَحْوَال بالحضرة مُسْتَقِيمَة وَالنعْمَة بالعافية عَظِيمَة عَظِيمَة والبقية الْمَوْهُوبَة من الْعُمر الناصري كَرِيمَة الْقيمَة عرف وَعرف النَّاس قدرهَا وَلزِمَ ولزموا شكرها فسيوف الْجِهَاد قد كَادَت تهتز فِي أغمادها وخيل الله قد كَادَت تنادي أَهلهَا ارْكَبِي لميعاد طرادها