الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَالْمَسْجِد الْأَقْصَى مُبشر تأنيسه بِمَا استوحش مِنْهُ من الْقُرْآن وتطهيره مِمَّا استولى عَلَيْهِ من رِجْس الصلبان
فصل فِي بَاقِي حوادث هَذِه السّنة وَمن توفّي فِيهَا من الْأَعْيَان
قَالَ الْعِمَاد فِي هَذِه السّنة توفيت الخاتون العصمية بِدِمَشْق فِي ذِي الْقعدَة وَهِي عصمَة الدّين ابْنة معِين الدّين أنر وَكَانَت فِي عصمَة الْملك الْعَادِل نور الدّين مَحْمُود بن زنكي رحمه الله فَلَمَّا توفّي وَخَلفه السُّلْطَان بِالشَّام فِي حفظ الْبِلَاد ونصرة الْإِسْلَام تزوج بهَا فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَهِي من أعف النِّسَاء وأعصمهن وأجلهن فِي الصيانة وأحزمهن مستمسكة من الدّين بالعروة الوثقى وَلها أَمر نَافِذ ومعروف وصدقات ورواتب للْفُقَرَاء وإدرارات وَبنت للفقهاء والصوفية بِدِمَشْق مدرسة ورباطا
قلت وَكِلَاهُمَا ينْسب إِلَيْهَا فالمدرسة دَاخل دمشق بمحلة حجر الذَّهَب قريب الْحمام الشركسي والرباط خَارج بَاب النَّصْر رَاكب على نهر باناس فِي أول الشّرف القبلي
وَأما مَسْجِد خاتون فِي آخر الشّرف القبلي من الغرب فَهُوَ مَنْسُوب إِلَى خاتون أُخْرَى قديمَة تقدم ذكرهَا
وَهِي زمرد بنت جاولي أُخْت الْملك دقاق لأمه وَزوج زنكي وَالِد نور الدّين رحمهم الله
قَالَ الْعِمَاد وَذَلِكَ سوى وقوفها على معتقيها وعوارفها وأياديها وَكَانَ السُّلْطَان حِينَئِذٍ بحران فِي بَحر الْمَرَض وبحرانه وعنف الْأَلَم وعنفوانه فَمَا أخبرناه بوفاتها خوفًا من تزايد علته وتوقد غَلَّته وَهُوَ يَسْتَدْعِي فِي كل يَوْم درجا وَيكْتب إِلَيْهَا كتابا طَويلا ويلقي على ضعفه من تَعب الْكِتَابَة والفكر حملا ثقيلا حَتَّى سمع نعي نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن شيركوه ابْن عَمه فنعيت إِلَيْهِ الخاتون وَقد تعدت عَنهُ إِلَيْهِمَا الْمنون وَكَانَت وَفَاة نَاصِر الدّين بحمص فِي تَاسِع ذِي الْحجَّة فَجْأَة من غير مرض وأجرى السُّلْطَان أَسد الدّين شيركوه وَلَده على مَا كَانَ لوالده ومقابلته بِأَحْسَن عوائده
قلت وقبر الخاتون الْمَذْكُورَة فِي التربة المنسوبة إِلَيْهَا بسفح جبل قاسيون قبلي الْمقْبرَة الشركسية
وَأما نَاصِر الدّين فنقلته زَوجته ابْنة عَمه سِتّ الشَّام بنت أَيُّوب فدفنته فِي مقبرتها بمدرستها بالعوينة فَهُوَ الْقَبْر الْأَوْسَط بَين قبرها وقبر أَخِيهَا رحمهم الله
وَكَانَت سِتّ الشَّام كَثِيرَة الْمَعْرُوف وَالْبر وَالصَّدقَات
وَكتب الْفَاضِل إِلَى تَقِيّ الدّين ورد الْخَبَر عَشِيَّة يَوْم الْأَرْبَعَاء الْحَادِي
عشر من ذِي الْحجَّة من حمص بِأَنَّهُ لما كَانَ عَشِيَّة يَوْم الْأَحَد وَقت الوقفة انْتقل إِلَى رَحْمَة الله ورضوانه الْمولى الْأَجَل نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن الْمولى أَسد الدّين رحمهمَا الله بِمَرَض حاد أعجل من لمح الْبَصَر ومرد النّظر فَإنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون وَشَاهد الْمَمْلُوك كتابا من وَلَده أَسد الدّين شيركوه أَحْيَاهُ الله إِلَى كَاتب أَبِيه رحمه الله يَقُول فِي وكتبته وَقد صَار فِي حفرته وَاسْتقر فِي قَبره
فنسأل الله حسن الْمرجع وكفاية هول المطلع والمعونة على سَاعَة هَذَا المصرع ونشكر الله ثمَّ نشكره ونذكره بِأَحْسَن مَا يذكرهُ بِهِ من يذكرهُ إِذْ وقى النَّفس الْكَرِيمَة الْعَالِيَة الشَّرِيفَة الناصرية وَقدم قبلهَا من لَا يسره التَّقَدُّم بَين يَدَيْهِ وَجعل الله أَنْفُسنَا فداها فَإِن تِلْكَ نعْمَة علينا كَمَا هِيَ نعْمَة عَلَيْهِ وَلَا فرق الله لهَذَا الْبَيْت شملا وَلَا قضب لَهُ حبلا وَأعظم الله أجر الْملك المظفر فِي ابْن عَمه وأمتعه بِبَقَاء عَمه وأعاذه من مُقَابلَة مَقْدُور الله بهمه وهمه فَلَيْسَ إِلَّا التَّسْلِيم لما لَا يَسْتَطِيع الْخلق لَهُ دفعا وتفويض أَمر هَذِه الْأَنْفس إِلَيْهِ تَعَالَى فَإنَّا لَا نملك لَهَا ضرا وَلَا نفعا ولخوف الْمَمْلُوك أَن يلتبس الْخَبَر فِي مطالعه ويحرف الْكَلم عَن موَاضعه عجل بالإنهاء والإشعار وَسبق بِمَا لَا يسره السَّبق بِهِ من هَذِه الْأَخْبَار
قَالَ الْعِمَاد وفيهَا فِي جُمَادَى الْآخِرَة توفّي أَخُو الخاتون الْمَذْكُورَة سعد الدّين مَسْعُود بن أنر وَنحن قد فتحنا ميافارقين بهَا وَلَقَد كَانَ من الأكارم الأكابر وَمن ذَوي المآثر والمفاخر وَمَا رَأَيْت أحسن مِنْهُ خلقا وأزكى عرقا وَلم يزل فِي الدولتين النورية والصلاحية أَمِيرا مقدما وعظيما مكرما ولسفور فضائله ووفور فواضله وجد شهامته وحد صرامته رغب
السُّلْطَان وَهُوَ زوج أُخْته أَن يكون هُوَ أَيْضا زوج أُخْته فَزَوجهُ بِالَّتِي تزَوجهَا مظفر الدّين كوكبري بعده
قلت وَهِي ربيعَة خاتون بنت أَيُّوب عمرت إِلَى أَن توفيت بِدِمَشْق بدار أَبِيهَا وَهِي دَار العقيقي فِي شهر رَمَضَان سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وست مئة وَهِي آخر أَوْلَاد أَيُّوب لصلبه موتا وَكَانَ يحترمها الْمُلُوك من أَوْلَاد أخوتها وَأَوْلَادهمْ ويزورونها فِي دارها
قَالَ وفيهَا توفّي الْأَمِير عز الدّين جاولي وَهُوَ من أكَابِر الْأُمَرَاء وَله مَوَاقِف حميدة فِي الهيجاء ومقامات فِي الْغُزَاة حَقِيقَة بالثناء وَهُوَ أكبر أَمِير للأسدية وَلم يزل فِي الهيجاء يحسن بلاؤه وَيصدق غناؤه
وَلما عدنا بعد فتح ميافارقين إِلَى الْموصل طرقه الْبلَاء فِي طَرِيقه قفز بحصانه بعض السواقي فعثر بِهِ وانكسرت رجله ثمَّ عملت عَلَيْهِ قدمه وَاشْتَدَّ ألمه وَطَالَ بِهِ سقمه وانتقل إِلَى دمشق وَتُوفِّي بهَا فِي آخر هَذِه السّنة أَو فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَلَقَد فجع الْإِسْلَام مِنْهُ بذمر مشيح لذمار الْكفْر مُبِيح
قَالَ وفيهَا يَوْم الْأَرْبَعَاء ثامن رَمَضَان قتل بآمد وَزِير ابْن قرا أرسلان وَهُوَ قوام الدّين أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن سماقة قتلته مماليك مخدومه غيلَة وتمحلوا لَهُ فِي مباغتته بِالْقَتْلِ حِيلَة وَذَلِكَ أَنه كَانَ جَالِسا فِي ديوانه
وإيوانه متصدرا بمكانته فِي مَكَانَهُ وَعِنْده الأكابر والأماثل فَدخل عَلَيْهِ وَاحِد مِنْهُم وَقَالَ لَهُ الْملك يَدْعُوك وَحدك
فَقَامَ فَدخل الدهليز وَقد أغلق الْبَاب الَّذِي يصل مِنْهُ إِلَى الْأَمِير وأغلق وَرَاءه الْبَاب الآخر وقتلوه ثمَّ أخرجُوا الصّلاح من حَبسه وَهُوَ أحد الْأُمَرَاء الأكابر فَقتل أُولَئِكَ القاتلين وَكَانُوا بِهِ واثقين
قَالَ وفيهَا توفّي الْفَقِيه مهذب الدّين عبد الله بن أسعد الْموصِلِي بحمص وَكَانَ الْمدرس بهَا وَكَانَ عَلامَة زَمَانه فِي علمه ونسيج وَحده فِي نظمه وَقد أوردت من شعره فِي صدر الْكتاب مَا يسْتَدلّ بِهِ على فَضله وَأَنه مِمَّن عقم الدَّهْر بِمثلِهِ واشتريت كتبه بأغلى الْأَثْمَان وَلكم أخرج بحره قلائد اللُّؤْلُؤ والمرجان
قَالَ وَفِي هَذِه السّنة رد السُّلْطَان قلعتي الرها وحران إِلَى مظفر الدّين كوكبوري بن زين الدّين لتوفره فِي الْخدمَة على حفظ القوانين وَظهر مِنْهُ كل مَا حقق بِهِ الِاسْتِظْهَار وَأوجب لأَمره الإمرار وَرغب فِي مصاهرة السُّلْطَان وقلده طوق الامتنان
قَالَ وَكَانَ السُّلْطَان قد سكنت نَفسه بالْمقَام وَأَرَادَ أَن تكون حركته بعد استكمال السّكُون وَعِنْده أَوْلَاده الأصاغر وَالْملك الْعَزِيز وَالْملك
الظَّاهِر بِدِمَشْق وَالْأَفْضَل بِمصْر فَلَمَّا ورد نعي الخاتون وناصر الدّين وخلا شبله أَسد الدّين بعده فِي العرين وَخيف على بِلَاده لصِغَر أَوْلَاده واحتيج أَيْضا إِلَى الِاحْتِيَاط على مَا فِي خزائنه واستخراج دفائنه وَكَذَلِكَ الخاتون خلفت أملاكا وتراثا وأوقافا وأمتعة وأثاثا لم يكن من الْحَرَكَة بُد وَقدم الْكتب إِلَى الْبِلَاد بِمَا صمم عَلَيْهِ عزمه وأجرى بِهِ حكمه وَأمر بالاستعداد لترقب الاستدعاء ووصاهم فِي سَائِر الْمَقَاصِد والأنحاء
وَكتب إِلَى ولد نَاصِر الدّين قد عرفنَا الْمُصَاب بوالده رحمه الله وَأعظم أجرنا وأجره فِيهِ وَإِن مضى لسبيله فولدنا أَسد الدّين أَحْيَاهُ الله نعم الْخلف الصَّالح وَإِن انْتقل وَالِده إِلَى دَار الْبَقَاء فَهُوَ فِي مَكَانَهُ المستقر من الْمجد والْعَلَاء والولايات والبلاد والمعاقل بَاقِيَة عَلَيْهِ مسلمة إِلَيْهِ مقررة فِي يَدَيْهِ وَمَا مضى من وَالِده رحمه الله إِلَّا عينه وولدنا قُرَّة الْعُيُون وَبِه اسْتِقْرَار السّكُون وَالْحَمْد لله الَّذِي جبر بِهِ كسر الْمُصَاب وألبسنا وإياه ثوب الثَّوَاب فليشرح ولدنَا صَدره وَلَا يشغل سره وَيعرف خواصه وَأَصْحَابه وولاته ونوابه بحمص والرحبة وَغَيرهمَا أَنهم باقون على عَادَتهم
وَكَانَ الْمَنْدُوب إِلَيْهِ القَاضِي نجم الدّين أَبُو البركات بن الشَّيْخ شرف الدّين بن أبي عصرون وَلم يُفَارق الْخدمَة السُّلْطَانِيَّة فِي هَذِه السّنة
قَالَ وَفِي هَذِه السّنة لما كُنَّا على ميافارقين وَقد فتحناها ورد للسُّلْطَان مِثَال شرِيف إمامي ناصري بتفويض ولَايَة ماردين والحصن وَهُوَ
حصن كيفا والعلامة الشَّرِيفَة الناصرية فِي ثَانِي سطره بالقلم الشريف النَّاصِر الله
قلت وفيهَا فِي جُمَادَى الأولى توفّي الْحَافِظ أَبُو مُوسَى مُحَمَّد بن عمر بن أَحْمد الْمَدِينِيّ الْأَصْبَهَانِيّ مُحدث مَشْهُور لَهُ تصانيف كَثِيرَة
وَفِي هَذِه السّنة توفّي بِمصْر فِي شعْبَان الشَّيْخ جمال الدّين أَبُو الْفَتْح أَبُو الثَّنَاء أَبُو مُحَمَّد مَحْمُود بن أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد بن المحمودي الْمَعْرُوف بِابْن الصَّابُونِي وَدفن بِسَارِيَة من القرافة ومولده بِبَغْدَاد سنة خمس مئة وجد أَبِيه لأمه شيخ الْإِسْلَام أَبُو عُثْمَان إِسْمَاعِيل بن عبد الرَّحْمَن الصَّابُونِي فِيهِ عرف بِابْن الصَّابُونِي وَكَانَ جده صحب السُّلْطَان مَحْمُود بن مُحَمَّد بن ملكشاه ونسبته بالمحمودي إِلَيْهِ
وَدخل ابْن الصَّابُونِي هَذَا دمشق زمن الْملك الْعَادِل نور الدّين مَحْمُود بن زنكي رحمه الله وَاجْتمعَ بِهِ وَنزل إِلَى زيارته وَسَأَلَهُ الْإِقَامَة بِدِمَشْق فَذكر لَهُ أَن قَصده زِيَارَة الإِمَام الشَّافِعِي رضي الله عنه بِمصْر فجهزه وسيره صُحْبَة الْأَمِير نجم الدّين أَيُّوب وَالِد صَلَاح الدّين سنة سَار إِلَى وَلَده بِمصْر وَصَارَ بَينه وَبَينه صُحْبَة أكيدة ومحبة عَظِيمَة بِحَيْثُ أَنه مَا كَانَ يصبر عَنهُ سَاعَة وَاحِدَة
وَأَقْبل عَلَيْهِ
وَلما ملك وَلَده الْملك النَّاصِر صَلَاح الدّين رحمه الله مصر لم يُمكنهُ من الْعود إِلَى الشَّام ووقف عَلَيْهِ وَقفا بالديار المصرية وعَلى عقبه وَهُوَ بَاقٍ بِأَيْدِيهِم إِلَى الْآن
وقرأت بِخَط صَلَاح الدّين رحمه الله مَا كتبه فِي حَقه إِلَى أَخِيه الْملك الْعَادِل لما كَانَ نَائِبه بِمصْر الْأَخ الْأَجَل الْملك الْعَادِل أدام الله دولته غير خَافَ عَنهُ قَضِيَّة الْوَقْف الَّذِي أوقفهُ الْوَالِد نجم الدّين تغمده الله برحمته ورضوانه على الشَّيْخ الْفَقِيه ابْن الصَّابُونِي وَأَنه لما جرى لَهُ من الْمُخَاصمَة مَعَ الشَّيْخ الْفَقِيه نجم الدّين يَعْنِي الخبوشاني مَا جرى اقْتَضَت الْمصلحَة لتسكين الْفِتْنَة وَقطع الْكَلَام انْتِقَاله إِلَى مَوضِع غَيره لنقطع الْفِتْنَة وَالْخُصُومَة بَينهم بأمرنا إِلَيْهِ مَعَ بَقَاء الْوَقْف فِي تصرفه وَتصرف من عِنْده من الْفُقَهَاء
وَالْأَخ الْأَجَل الْملك الْعَادِل يتَقَدَّم بمراعاته وَحفظ جَانِبه وتمكينه من التَّصَرُّف فِي الْوَقْف الْمشَار إِلَيْهِ وَمنع من يَعْتَرِضهُ فِيهِ بِوَجْه من وُجُوه التأويلات وحسم مَادَّة الشكوى مِنْهُ مِمَّن يتَعَدَّى عَلَيْهِ إِن شَاءَ الله تَعَالَى
وقرأت بِخَط الشَّيْخ عمر الملاء الْموصِلِي رحمه الله كتابا كتبه إِلَى ابْن الصَّابُونِي هَذَا بشيراز يطْلب مِنْهُ فِيهِ الدُّعَاء ويصف حَاله أَوله أَخُوهُ عمر بن مُحَمَّد الملاء يَقُول فِيهِ وَبعد فَالَّذِي يتطلع إِلَيْهِ من معرفَة أحوالي فجملتها خير وسلامة غارق فِي بحار النعماء ومغمور فِي هواطل الآلاء
غير أَن أَيدي الْبلوى بِالنعَم ترفعني تَارَة إِلَى مقَام الصديقين وتضعني تَارَة أُخْرَى إِلَى مقامات المتخلفين وَمَعَ هَذَا فَطلب النجَاة لَا يفتر وَالْحَرَكَة فِي طلب الْفَوْز لَا تسكن والعمر يَنْقَضِي بالعنا والمنى وَمَا أشبه حَالي بِحَال الْقَائِل
(آمل فِي يومي إِدْرَاك المنى
…
حَتَّى إِذا ولى تمنيت غَدا)
(لَا وطرا أَقْْضِي من الدُّنْيَا وَلَا
…
أفعل لِلْأُخْرَى فعال السعدا)
(والعمر يمْضِي بَين هَاتين فَلَا
…
ضَلَالَة خَالِصَة وَلَا هدى)
يَا أخي مَا أَخْبَرتك بأحوالي هَذِه إِلَّا رَجَاء أَن تتحرك همتك لي بالشفقة والرأفة فتدعو الله لي بقلب حَاضر منور بِنور الشَّفَقَة وَالرَّحْمَة ويؤمن على دعائك من حضر من السَّادة الأخوان وَتقول اللَّهُمَّ عَبدك الضَّعِيف عمر بن مُحَمَّد الملاء يَدْعُوك وَيَقُول
(لَا تهني بعد إكرامك لي
…
فشديد عَادَة منقطعه)
وَقد توسل بِنَا إِلَيْك نَسْأَلك أَن تبلغه آماله وَأَن تحييه حَيَاة السُّعَدَاء وَأَن تميته موت السُّعَدَاء وتحشره فِي زمرة السُّعَدَاء وَأَن تجْعَل خير عمره آخِره وَخير أَعماله خواتيمها وَخير أَيَّامه يَوْمًا يلقاك فِيهِ