الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مقداماً، جرى على سنن أبيه مدة، لم يلقب بأمير المؤمنين، وقتل جماعة صبراً، وصادر آخرين، ودانت له الملوك.
وابن حيدٍ، أبو منصور بكر بن محمد بن علي بن محمد بن حيدٍ النيسابوري التاجر، ويلقب بالشيخ المؤتمن. روى عن أبي الحسين الخفاف وجماعة، وكان ثقة، حدَّث بخراسان والعراق، وتوفي في صفر.
سنة خمس وستين وأربعمئة
فيها قتل ألب أرسلان، وتسلطن ابنه ملكشاه، فجاء قاروت بك بجيشه من كرمان، ليستولي على ممالك ألب أرسلان أخيه، فالتقاه ابن أخيه ملكشاه بناحية همذان، فانهزم جيش قاروت بك، وأسر هو، فخنقه ابن أخيه ملكشاه.
وفيها افترق جيش مصر، واقتتلوا عند كوم الرّيش، وكانت ملحمة مشهورة، وقتل نحو الأربعين ألفاً، ثم التقوا مرَّة ثانية، وكثر القتل في العبيد، وانتصر الأتراك، وضعف المستنصر، وأنفق خزائنه في رضاهم، وغلبت العبيد على الصعيد، ثم جرت لهم وقعات، وعاد الغلاء المفرط والوباء، ونهبت الجند دور العامة. قال ابن الأثير: اشتد الغلاء والوباء، حتى إنَّ أهل البيت، كانوا يموتون في ليلة، وحتى حكى أنَّ امرأة أكلت رغيفاً بألف دينار، فاستبعد ذلك، فقيل إنها باعت عروضاً لها ألف دينار، بثلاثمئة دينار، واشترت بها حملة قمح وحمله الحمّال على ظهره، فنهبت الحملة، فنهبت المرأة مع الناس، فحصل لها رغيف واحد.
وفيها توفي السلطان الكبير، عضد الدولة أبو شجاع، محمد ألب أرسلان، ابن الملك جغرايبك، وهو داود بن ميكائيل بن سلجوق بن نفاق بن سلجوق - ونفاق بالتركي: قوس حديد - ونفاق أول من دخل في دين الإسلام، وألب أرسلان، أوَّل من قيل له السلطان على منابر بغداد، وكان في أواخر دولته من أعدل الناس، ومن أحسنهم سيرة، وأرغبهم في الجهاد، وفي نصر الإسلام، لم عبر بهم جيحون، في صفر، ومعه نحو مئتي ألف فارس، وقصد تكين بن طمغاخ، فأتى بمتولّي قلعة، اسمه يوسف الخوارزمي، فأمر بأن يشبح بأربعة أوتاد، فقال: يا مخنّث، مثلي يقتل هكذا؟ فغضب السلطان، فأخذ القوس والنشّاب وقال: خلّوه، ورماه فأخطأه - وكان قلّ أن يخطئ - فشدّ يوسف عليه، فنزل السلطان عن السرير، فعثر، فبرك عليه يوسف، وضربه بسكين معه، في خاصرته، فشدّ مملوك على يوسف قتله، ثم مات السلطان من ذلك الجرح، عن أربعين سنة وشهرين، وكان أهل سمرقند قد خافوه، وابتهلوا إلى الله، وقرأوا الختم ليكفيهم أمر ألب أرسلان، فكفوا.
وابن المأمون، أبو الغنائم عبد الصمد بن علي بن محمد بن محمد الهاشمي العباسي البغدادي، في شوال، وله تسع وثمانون سنة. سمع جدّه أبا الفضل بن المأمون، والدارقطني وجماعة. قال أبو سعد بن السمعاني: كان ثقة نبيلاً مهيباً، تعلوه سكينة ووقار، رحمه الله.
وأبو القاسم القشيري، عبد الكريم بن هوازن النيسابوري الصوفي الزاهد، شيخ خراسان، وأستاذ الجماعة، ومصنّف " الرسالة " توفي في ربيع الآخر، وله تسعون سنة، روى عن أبي الحسين الخفّاف، وأبي نعيم الإسفراييني وطائفة. قال أبو سعد السمعاني: لم ير أبو القاسم مثل نفسه، في كماله وبراعته، جمع بين الشريعة والحقيقة.
وصرَّدرَّ الشاعر، صاحب الديوان، أبو منصور علي بن الحسن بن علي ابن الفضل البغدادي الكاتب المنشئ، وقد روى عن أبي الحسين بن بشران وجماعة.
وابو جعفر بن المسلمة، محمد بن أحمد بن محمد بن عمر بن الحسن السلمي البغدادي، ثقة نبيل، عالي الإسناد، كثير السّماع، متين الديانة، توفي جمادى الأولى، عن إحدى وتسعين سنة، وهو آخر من روى عن أبي الفضل الزُّهري، وأبي محمد بن معروف.
وابن الغريق الخطيب، أبو الحسين محمد بن علي بن محمد بن عبيد الله ابن عبد الصمد بن محمد بن الخليفة المهتدي بالله محمد، بن الواثق العباسي، سيّد بني العباس في زمانه وشيخهم، مات في أول ذي الحجة، وله خمس وتسعون سنة، وهوآخر من حدَّث عن ابن شاهين والدارقطني، وكان ثقةً نبيلاً صالحاً متبتلاً، كان يقال له راهب بني هاشم لدينه وعبادته، وسرده الصوم.
وهنّاد بن إبراهيم، أبو المظفر النسفي، صاحب مناكير وعجائب، روى