الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة ثلاث وعشرين وثلاثمئة
فيها تمكّن الراضي بالله بحيث أنه قلّد ولديه وهما صبيان، إمرة المشرق والمغرب.
وفيها محنة ابن شنبود، كان يقرأ في المحراب بالشواذّ، فطلبه الوزير ابن مقلة، أحضر القاضي والقراء وفيهم ابن مجاهد. فناظروه، فأغلظ للحاضرين في الخطاب، ونسبهم إلى الجهل، فأمر الوزير بضربه لكي يرجع، فضرب سبع درر، وهو يدعو على الوزير، فتوّبوه غصباً، وكتبوا عليه محضراً، وكان مما أنكر عليه قراءته: فامضوا إلى ذكر الله وذروا البيع. وكان أمامهم ملكٌ يأخذ كلّ سفينةٍ صالحة غصباً وهذا الأنموذج مما روي ولم يتواتر.
وفيها هاشت الجند وطلبوا أرزاقهم، وأغلظوا لمحمد بن ياقوت، وأخرجوا المحبوسين، ووقع القتال والجد ونهبت الأسواق، وبقي البلاء أياماً، ثم أرضاهم ابن ياقوت، وبعد أيام قبض الراضي بالله، على ابن ياقوت وأخيه المظفّر، وعظم شأن الوزير ابن مقلة، وتفرد بالأمور، ثم هاجت عليه الجند، فأرضاهم بالمال.
وفيها استولت بنو عبيد الرافضة، على مدينة جنوه بالسيف.
وفيها فتنة البربهاري أبو محمد، شيخ الحنابلة، فنودي أن لا يجتمع اثنان من أصحابه، وحبس منهم جماعة، واختفى هو.
وفيها وثب ناصر الدّولة، الحسن بن عبد الله بن حمدان أمير الموصل، على عمه سعيد بن حمدان، فقتله لكونه أراد أن يأخذ منه الموصل، فسار لذلك ابن مقلة في الجيش، فلما قرب من الموصل، نزح عنها ناصر الدولة، ودخلها ابن مقلة، فجمع منها نحو أربعمئة ألف دينار، ثم أسرع إلى بغداد، لتشويش الحال، ثم هزم ناصر الدولة جيش الخليفة، ودخل الموصل.
وفيها أخذ القرمطي أبو طاهر، لعنه الله، الركب العراقي، وانهزم الأمير لؤلؤ، وبه ضربات، وقتل خلق من الوفد، وسبيت الحريم، وهلك محمد بن ياقوت في الحبس.
وفيها جمع محمد بن رائق أمير واسط، وحشد وتمكن وأضمر الخروج.
وفيها توفي الحافظ أبو بشر، أحمد بن محمد بن عمرو بن مصعب الكندي المصعبي المروزي، روى عن محمود بن آدم وطائفة، وهو أحد الوضاعين الكذابين، مع كونه كان محدّثاً إماماً في السُّنّة، والرد على المبتدعة.
وفيها أبو طالب الحافظ، أحمد بن نصر البغدادي روى عن عبّاس الدُّوري وطبقته، ورحل إلى أصحاب عبد الرزّاق، وكان الدّراقطني يقول: هو أستاذي.
وفيها نفطويه النحوي، أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفه العتكي
الواسطي، صاحب التصانيف، روى عن شعيب بن أيوب الصَّريفني وطبقته، وعاش ثمانين سنة، وكان كثير العلم، واسع الرواية، صاحب فنون.
وفيها أبو نعيم عبد الملك بن محمد بن عدّي الجرجانب الحافظ، الجوّال الفقيه الإستراباذي، سمع علي بن حرب، وعمر بن شبّة وطبقتهما.
قال الحاكم: كان من أئمة المسلمين، سمعت أبا الوليد الفقيه يقول: ولم يكن في عصرنا من الفقهاء، أحفظ للفقهيات وأقاويل الصحابة بخراسان، من أبي نعيم الجرجاني، ولا بالعراق، من أبي بكر بن زياد.
وقال أبو علي النَّيسابوري: ما رأيت بخراسان بعد ابن خزيمة، مثل أبي نعيم، كان يحفظ الموقوفات والمراسيل، كما نحفظ نحن المسانيد.
قلت: عاش إحدى وثمانين سنة رحمه الله.
وفيها قاضي الكوفة، أبو الحسن علي بن محمد بن هارون الحميري الكوفي الفقيه، روى عن أبي كريب والأشجّ، وكان ثقة يحفظ عامة حديثه.
وفيها أبو عبيد المحاملي، القاسم بن إسماعيل، أخو القاضي الحسين، سمع أبا حفص الفلاس وطبقته.
وفيها أبو الحسن محمد بن أحمد بن عمارة الدّمشقي العطار، وله ست وتسعون سنة. روى عن أبي هشام الرفاعي وطبقته.