الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأبو عامر الأزدي القاضي محمود بن القاسم بن القاضي أبي منصور محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد المهلَّبي الهروي الفقيه الشافعي، راوي " جامع الترمذي " عن الجرّاحي قال أبو نصر الفامي عديم النظير زهداً وصلاحاً، وعفة، ولد سنة أربعمئة، وتوفي في جمادى الآخرة، رحمه الله.
والمستنصر بالله، أبو تميم معدّ بن الظاهر علي بن الحاكم منصور بن العزيز بن المعزّ العبيدي الرافضي، صاحب مصر، وكانت أيامه ستّين سنة وأربعة أشهر،، وقد خطب له ببغداد، في سنة إحدى وخمسين، ومات في ذي الحجة، عن ثمان وستين سنة، وبويع بعده ابنه المستعلي.
سنة ثمان وثمانين وأربعمئة
فيها قامت الدولة على أحمد خان، صاحب سمرقند، وشهدوا عليه بالزَّندقة والانحلال، فأفتى الأئمة بقتله، فخنقوه، وملّكوا ابن عمه.
وفيها التقي تتش وابن أخيه بركياروق بنواحي الريّ، فانهزم عسكر تتش، وقاتل هو حتى قتل، واستوثق الأمر لبركياروق، وكان رصوان بن تتش، قد سار إلى بغداد لينزل بها، فلما قارب هيت، جاءه نعي أبيه، فردَّ ودخل حلب، ثم قدم عليه من الوقعة أخوه دقاق، فأرسله متولِّي قلعة دمشق الخادم ساوتكين، فسار سرّاً من أخيه، وتملّك دمشق، ثم توصّل طغتكين، وبعض جيش تتش، فأكرمهم دقاق، وتزوج طغتكين بأم دقاق.
وفيها قدم الغزالي دمشق متزهداً، وصنّف " الإحياء " وأسمعه بدمشق، وأقام بها سنتين، ثم حجّ وردَّ إلى وطنه.
وفيها توفي أبو الفضل، أحمد بن الحسن بن خيرون البغدادي الحافظ، في رجب، عن اثنتين وثمانين سنة وشهر، روى عن أبي علي بن شاذان، والبرقاني وطبقتهما، وكتب مالا يوصف، وكان ثقةً ثبتاً، صاحب حديث. قال أبو منصور بن خيرون، كتب عمّي عن أبي علي بن شاذان ألف جزء، وقال السِّلفي: كان يحيى بن معين وقته: رحمه الله.
وأمير الجيوش بدر الأرمني، ولي إمرة دمشق، في سنة خمس وخمسين وأربعمئة، وانفصل بعد عام، ثم وليها والشام كلّه في سنة ثمان وخمسين، ثم صار إلى الديار المصرية، والمستنصر في غاية الضعف، فشدَّ دولته، وتصرّف في الممالك، وولي وزارة السيف والقلم، وامتدَّت أيامه، ولما أيس منه، ولي الأمر بعده الأفضل، توفي في ذي القعدة.
وتتش السلطان تاج الدولة، أبو سعيد بن السلطان ألب أرسلان بن داود بن مكائيل بن سلجوق التركي السلجوقي، كان شهماً شجاعاً مقداماً فاتكأ، واسع الممالك، كاد أن يستولي على ممالك أخيه ملكشاه، قتل بنواحي الريّ، وتملّك بعده ابناه، بحلب ودمشق.
ورزق الله بن عبد الوهاب بن عبد العزيز بن الحارث، الإمام أبو محمد التميمي البغدادي، الفقيه الواعظ شيخ الحنابلة، قرأ القرآن على أبي الحسن
الحمّامي، وتقدّم في الفقه والتفسير وألأصول والعربية واللغة، وحدّث عن أبي الحسن بن المتيّم وأبي عمر بن مهدي والكبار، توفي في نصف جمادى الأوّل، عن ثمان وثمانين سنة. قال أبو علي ابن سكرة: قرأت عليه ختمة لقالون، وكان كبير بغداد وجليلها، وكان يقول: كل الطوائف تدَّعيني.
وأبو يوسف القزويني، عبد السلام بن محمد بن يوسف بن بندار، شيخ المعتزلة وصاحب التفسير الكبير، الذي هو أزيد من ثلاثمئة مجلد، درس الكلام على القاضي عبد الجبار بالريّ، وسمع منه ومن أبي عمر بن مهدي الفارسي، وتنقل في البلاد، ودخل مصر، وكان صاحب كتب كثيرة، وذكاء مفرط، وتبحُّرٍ في المعارف، واطلاع كثير، إلاّ أنه كان داعيةً إلى الاعتزال، مات في ذي القعدة، وله خمس وتسعون سنة وأشهر.
وأبو الحسن الحصري المقرئ الشاعر، نزيل سبتةّ، علي بن عبد الغني الفهري، وكان مقرئاً محققاً، وشاعراً مفلقاً، مدح ملوكاً ووزراء.
والمعتمد على الله، أبو القاسم محمد بن المعتضد عبّاد بت القاضي محمد ابن إسماعيل اللَّخمي الأندلسي، صاحب الأندلس، كان ملكاً جليلاً، وعالماً ذكياً، وشاعراً محسناً، وبطلاً شجاعاً، وجواداً ممدّحاً، كان بابه محطَّ الرِّحال، وكعبة الآمال، وشعره في الذروة العليا، ملك من الأندلس، من الرِّحال، وكعبة الآمال، وشعره في الذروة العليا، ملك من الأندلس، من المدائن والحصون والمعاقل، مئة وثلاثين مسوّراً، وبقي في المملكة نيِّفاً وعشرين سنة، وقبض عليه أمير المسلمين ابن تاشفين، لمّا قهره وغلب على ممالكه،
وسجنه بأغمات، حتى مات في شوال، بعد أربع سنين من زوال ملكه، وخلع من ملكه عن ثمانمئة سربَّة، ومئة وثلاثة وسبعين ولداً، وكان راتبه في اليوم، ثمانمئة رطل لحم.
ومحمد بن علي بن أبي صالح البغوي الدبّاس، آخر من روى " الترمذي " عن الجرّاحي، توفي ببغشور، في ذي القعدة، وكان من الفقهاء.
وقاضي القضاة الشامي، أبو بكر محمد بن المظفر بن بكران الحموي الشافعي، كان من أزهد القضاة وأورعهم، وأتقاهم لله، وأعرفهم بالمذهب ولد بحماة سنة أربعمئة، وسمع ببغداد من عثمان بن دوست وطائفة، وولي بعد أبي عبد الله الدَّامغاني، وكان من أصحاب القاضي أب الطيّب الطبري، لم يأخذ على القضاء رزقاً، ولا غيَّر ملبسه، كان له كارك في الشهر بدينار ونصف، يتقنع به قال أبو علي بن سكّرة: أما العلم، فكان يقال: لو رفع المذهب أمكنه أن يمليه من صدره.
قلت: تفي في عاشر شعبان رحمه الله.
وأبو عبد الله الحميدي، محمد بن أبي نصر فتّوح ابن عبد الله بن فتّوح ابن حميد بن يصل الميورقي الأندلسي الحافظ العلامة مؤلف " الجمع بين الصحيحين " توفي في ذي الحجة، عن نحو سبعين سنة، وكان أحد أوعية العلم، صحب أبا محمد بن حزم مدّة بالأندلس، وابن عبد البرّ، ورحل في حدود الخمسين، وسمع بالقيروان والحجاز ومصر والشام والعراق، وكتب عن خلق كثير، وكان ظاهريّ المذهب، دؤوباً على طلب العلم، كثير الاطلاع، ذكياً