الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثلاثٍ وثلاثين وأربع مئة، وتفقّه على محمد بن بيان الكازوني، ثم ارتحل إلى الشيخ أبي إسحاق وحفظ عليه " المهذّب " وتفقه على ابن الصبّاغ، وحفظ عليه " الشامل ". وكان ورعاً زاهداً، صاحب حقٍّ، مجوداً لحفظ الكتابين يكرر عليهما. وقد سمع من أبي جعفر بن المسلمة وجماعة، وولي قضاء واسط مدّة. وبها توفي في المحرّم عن خمسٍ وتسعين سنة، وعليه تفقّه القاضي أبو سعد بن أبي عصرون.
وأبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد الواسطي الشروطي. روى عن الخطيب وابن المسلمة، وتوفي في ذي الحجة.
سنة تسع وعشرين وخمس مئة
فيها بعث المسترشد إلى مسعود بالخلع والتاج، ثم نفذ إليه جاولي شحنة بغداد مستحثّاً له على الخروج من بغداد، وأمره إن ماطل أ، يرمي مخيّمه. ثم أحسّ المسترشد من مسعود الشرَّ، فأخرج السرادق وبرزت الأمراء.
وجاء الخبر بموت طغريل، فساق مسعود إلى همذان، فاختلف عليه الجيش، وجاء منهم جماعة إلى الخليفة فأخبروا بخبث نيته.
وفيها أخذ زنكي المعرّة من الفرنج، وبقيت في أيديهم سبعاً وثلاثين سنة.
ثم إنّ الأخبار تواترت بأن مسعوداً قد حشد وجمع وعلى خيالته دبيس. فطلب المسترشد زنكي وهو محاصرٌ دمشق ليقدم، فنفذ مسعود خمسة آلاف فكبسوا مقدّمة المسترشد وأخذوا خيلهم وأمتعتهم. فرّوا إلى بغداد بأسوإ حال، ثم جبرهم الخليفة، وسار في سبعة آلاف. وكان مسعود بهمذان في بضعة عشر ألفاً، فالتقوا في رمضان، فانهزم عسكر الخليفة
وأحيط به وبخواصه، وأخذت خزائنه، وكان معه على البغال آلاف ألف دينار، ولم يقتل سوى خمسة أنفس، وحصل المسترشد في أسر مسعود، وأقام أهل بغداد يوم العيد عليه شبه المأتم، وهاشوا على شحنة مسعود. ثم أمر الأجناد والعامة فقتل مئة وخمسون نفساً. وأشرفت بغداد على النهب. ثم أمر الشحنة فنودي: سلطانكم جاثي بين يدي الخليفة، وعلى كتفه الغاشية. فسكنوا.
وأمّا مسعود فسار ومعه الخليفة معتقلاً إلى مراغة، وبها داود بن محمود.
فأرسل سنجر يهدّد مسعوداً ويخوّفه وأمره أن يتلافى الأمر وأن يعيد المسترشد إلى دسته، ويمشي في ركابه. فسارع إلى ذلك. واتفق أنّ مسعوداً ركب في جيشه ليلقى بظاهر مراغة. وجلس السلطان للعزاء، ووقع البكاء والنوح. وجاء الخبر إلى ولده الراشد فيايعوه ببغداد طول الليل، وأقام عليه البغداديّون مأتماً ما سمع بمثله قطّ. وكانت خلافة المسترشد بالله الفضل بن المستظهر بالله أحمد بن المقتدي بالله عبد الله بن محمد القائم الهاشيم العباسي سبع عشرة سنة ونصف سنة. استحلف بعد أبيه وسنُّ إذ ذاك سبع وعشرون سنة، واستشهد في سابع عشر ذي القعدة وله خمس وأربعون سنة. وقيل إنّ الباطنية جهزهم عليه مسعود. ولم يل الخلافة بعد المعتضد بالله أشهم منه. كان بطلاً شجاعاً مقداماً شديد الهيبة، ذا رأي ويقظةٍ وهمةٍ عالية. وقد روى عن أبي القاسم بن بيان الرزّاز.
وشمس الملوك أبو الفتح إسماعيل بن تاج الملوك بوري بن طغتكين.
ولي دمشق بعد أبيه. وكان وافر الحرمة موصوفاً بالشجاعة كثير الإغارة على
الفرنج. أخذ منهم عدّة حصون، وحاصر أخاه ببعلبك مدة، لكنه كان ظالماً مصادراً جبّاراً مسودناً. فرتبت أمُّه زمرّد خاتون من وثب عليه فيقلعة دمشق في ربيع الأوّل. وكانت دولته نحو ثلاث سنين، وترتّب بعده في الملك أخوه محمود، وصار أتابكه معين الدين أنر الطغتكيني فبقي أربع سنين وقتله غلمانه.
والحسن ابن الحافظ لدين الله عبد المجيد العبيديّ المصريّ، وليّ عهد أبيه ووزيره. ولي ثلاثة أعوام، فظلم وغشم وفتك، حتى إنه قتل في ليلة أربعين أميراً. فخافه أبوه وجهّز لحربه جماعة، فالتقاهم واختبطت مصر، ثم دسّ عليه أبوه من سقاه السمّ فهلك.
ودبيس بن صدقة ملك العرب نور الدولة أبو الأغرّ ولد الأمير سيف الدولة الأسدي، صاحب الحلّة. كان فارساً مقداماً جواداً ممدّحاً أديباً كثير الحروب والفتن. خرج على المسترشد بالله غير مرّة، ودخل خراسان والشام والجزيرة، واستولى على كثير من العراق. وكان مسعر حرب وجمرة بلاء. قتله السلطان مسعود بمراغة في ذي الحجّة. وأظهر أنه قتله أخذاً بثأر المسترشد. فلله الحمد على قتله.
وظافر بن القاسم الحدّاد الجذامي الاسكندري الشاعر المحسن، صاحب " الديوان ".
وأبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل بن عبد الغافر بن محمد الفارسي