الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحضر والسفر، فما أعلم أن الملائكة كتبت عليه خطيئة.
وفيها محمد بن عبد الله بن دينار، أبو عبد الله النَّيسابوري، الفقيه الرجل الصالح، سمع السَّري رحمه الله بن خزيمة واقرانه. قال الحاكم: كان يصوم النهار، ويقوم الليل، ويصبر عل الفقر، ما رأيت في مشايخنا أصحاب الرأي أعبد منه.
سنة تسع وثلاثين وثلاثمئة
فيها دخل سيف الدولة بن حمدان بلاد الروم، في ثلاثين ألفاً، فافتتح حصوناً، وسبى وغنم، فأخذت الروم عليه الدروب، فاستولوا على عسكره قتلا وأسراً، ونجا هو في عدد قليل، ووصل من سلم بأسوأ حال.
وفيها أعادت القرامطة، الحجر الأسود إلى مكانه، وكان الأمير بجكم قد دفع لهم فيه خمسين ألف دينار فأبوا.
وفيها توفي الحافظ أبو محمد أحمد بن محمد بن إبراهيم الطّوسي البلاذري، روى عن محمد بن أيوب بن الضُّريس وطبقته. قال الحاكم: كان واحد عصره في الحفظ والوعظ، خرج صحيحاً على وضع مسلم.
وفيها حفص بن عمر الأردبيلي، أبو القاسم الحافظ، محدّث أذربيجان، وصاحب التصانيف. روى عن أبي حاتم الرّازي، ويحيى بن أبي طالب، وطبقتهما.
وفيها قاضي الإسكندرية، علي بن عبد الله بن أبي مطر المعافري الإسكندراني، الفقيه أبو الحسن المالكي، وله مئة سنة، روى عن محمد بن عبد الله بن ميمون، صاحب الوليد بن مسلم، وغيره.
وفيها القاضي ابن الأشناني، أبو الحسين عمر بن الحسن ببغداد، روى عن محمد بن عيسى بن حبّان المدائني، وابن أبي الدنيا، وعدّة، ضعفَّه الدَّارقطني.
وفيها أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أحمد ابن بطة الأصبهاني الصفّار. روى عن أسيد بن عاصم، وابن أبي الدنيا وطبقتهما.
وصنّف في الزهد وغيره، وصحب العبّاد، وكان من أكثر الحفّاظ حديثاً.
قال الحاكم: هو محدّث عصره ومجاب الدعوة، لم يرفع رأسه إلى السماء كما بلغنا نيّفاً وأربعين سنة توفي في ذي القعدة، وله ثمان وتسعون سنة، رحمه الله وفيها القاهر بالله أبو منصور محمد، بن المعتضد بالله أحمد، بن طلحة بن جعفر العباسي، سلمت عيناه، وخلع في سنة اثنتين وعشرين، وكانت خلافته، سنة وسبعة أشهر، وكان ربعة أسمر أصهب
الشعر طويل الأنف، ظالماً فاتكاً، سيئ السيرة، وكان تارة بعد الكحل يحبس، وتارة يترك، فوقف يوماً بجامع المنصور بين الصفوف، وعليه مبطنة بيضاء، وقال: تصدّقوا عليّ، فأنا من قد عرفتم، فقام أبو عبد الله بن أبي موسى الهاشمي، فأعطاه خمسمئة درهم، ثم منع لذلك من الخروج، فقيل إنه أراد أن يشنِّع بذلك على المستكفي بالله ولعلّه فعل ذلك يف أيام القحط، توفي في جمادى الأولى، وله ثلاث وخمسون سنة.
وفيها محدّث بغداد، أبو جعفر محمد بن عمرو ابن البختري الرزّاز، وله ثمان وثمانون سنة، روى عن سعدان بن نصر ومحمد بن عبد الملك الدَّقيقي وطائفة.
وفيها أبو نصر الفارابي، صاحب الفلسفة، محمد بن محمد طرخان التركي، ذو المصنّفات المشهورة في الموسيقى التي من ابتغى الهدى فيها أضلّه الله، وكان مفرط الذكاء، قدم دمشق ورتّب له سيف الدولة كل يوم، أربعة دراهم إلى أن مات، وله نحو من ثمانين سنة.
سنة أربعين وثلاثمئة
سار الوزير أبو محمد الحسن بن محمد المهلبي بالجيوش وقد
استوزر عام أوّل، فالتقى القرامطة فهزمهم، واستباح عسكرهم، وعاد بالأسارى.
وفيها جمع سيف الدولة جيشاً عظيماً، ووغل في بلاد الروم، فغنم وسبى شيئاً كثيراً، وعاد سالماً، وأمن الوقت، وذلّت القرامطة، وحجّ الرَّكب.
وفيها توفي ابن الأعرابي المحدث الصوفي القدوة، أبو سعيد أحمد ابن محمد بن زياد بن بشر البصري، نزيل مكة، في ذي القعدة، وله أربع وتسعون سنة، روى عن الحسن الزّعفراني، وسعدان بن نصر، وخلق كثير، وجمع وصنّف، ورحلوا إليه.
وفيها أبو إسحاق المروزي، إبراهيم بن أحمد، شيخ الشافعية وصاحب ابن سريج، وذو التصانيف، انتهت إليه رئاسة المذهب ببغداد وانتقل في آخر عمره إلى مصر، فمات يف رجب، ودفن عند ضريح الشافعي.
وفيها أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن أيوب الطوسي الأديب، ثقة رحّال مكثر، أقام على أبي حاتم مدّة، وجاور لأجل أبي يحيى بن أبي مسرة.
وفيها أبو علي الحسين بن صفوان البردعي صاحب أبي بكر بن أبي الدنيا، ببغداد، في شعبان.
وفيها العلامة أبو محمد عبد الله بن محمد بن يعقوب بن الحارث البخاري الفقيه، شيخ الحنفية بما وراء النهر، ويعرف بعبد الله الأستاذ، وكان محدثاً جوّالاً، رأسا في الفقه، صنّف التصانيف، وعمّر اثنتين وثمانين سنة، وروى عن عبد الصمد بن الفضل وعبد الله بن واصل وطبقتهما.
قال أبو زرعة أحمد بن الحسين الحافظ: هو ضعيف. وقال الحاكم: هو صاحب عجائب، وأفراد عن الثقات.
وفيها أبو القاسم الزجّاجي عبد الرحمن بن إسحاق النَّهاوندي النحوي، صاحب التصانيف، أخذ عن أبي إسحاق الزجّاج، وابن دريد وعلي ابن سليمان الأخفش وقد انتفع بكتابة الجمل، خلق لا يحصون، فقيل إنه جاور مدة بمكة وصنفه فيها. وكان إذا فرغ الباب، طاف أسبوعاً، ودعا بالمغفرة، اشتغل ببغداد، ثم بحلب وبدمشق، ومات بطبريّة في رمضان.
وفيها قاسم بن أصبغ، الحافظ الإمام محدّث الأندلس، أبو محمد القرطبي، مولى بني أميَّة ويقال له البيّاني - وبيّانة محلَّةٌ بقرطبة - انتهى إليه التقدم في الحديث، معرفةً وعلواً. سمع بقيّ بن مخلد وأقرانه، ورحل سنة أربع وسبعين ومئتين، فسمع محمد بن إسماعيل الصائغ بمكة، وأبا بكر بن أبي الدنيا، وأبا محمد بن قتيبة، ومحمد بن الجهم وطبقتهم ببغداد، وإبراهيم القصّار بالكوفة. وصنّف كتاباً على وضع سنن أبي داود، لكونه فاته لقيّه،