الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وطبقتهما. قال الحاكم: قلّ من رأيت أكثر اجتهاداً وعبادةً منه، وكان يقرئ القر آن، توفي يوم عاشوراء.
وفيها أبو الحسن محمد بن محمد بن عبد الله زكريا بن حيويه النَّيسابوري، ثم المصري القاضي، سمع بكر بن سهل الدمياطي، والنَّسائي وطائفة. توفي في رجب، وهو في عشر التسعين أو جاوزها.
سنة سبع وستين وثلاثمئة
لما مات ركن الدولة، قصد ولده عضد الدولة العراق، ووازر القرامطة، وهرب منه عزّ الدولة بختيار صاحب بغداد، وتفرقت عنه الدَّيلم، وخرج الطائع لله يتلقى عضد الدولة، وعملت القباب، ودخل الباب، ثم خرج لحرب عزّ الدولة فالتقوا، فظفر بعز الدولة أسيراً، ثم قتله.
وفيها هلك صاحب هجر، أبو يعقوب يوسف بن الحسن الجنّابي القرمطي.
وفيها توفي أبو القاسم النَّصراباذيّ، إبراهيم بن محمد بن أحمد بن محمويه النيسابوري الزاهد الواعظ، شيخ الصوفية، والمحدثين، سمع ابن خزيمة بخراسان، وابن صاعد ببغداد، وابن جوصاء بالشام، وأحمد العسّال بمصر، وكان يرجع إلى فنون من الفقه والحديث والتاريخ وسلوك الصوفية، ثم حجّ وجاور سنتين، ومات بمكة، في ذي الحجة.
وفيها توفي عزّ الدولة الملك أبو منصور بختيار الملك معزّ الدولة، أحمد بن بويه الدَّيلمي، وكان شديد القوى، قيل إنه كان يمسك بقرني الثور فيصرعه، التقى هو وابن عمه عضد الدَّولة في شوال، فقتل في المعركة، وحمل رأسه إلى بين يدي عضد الدولة، فبكى ورقّ له، وعاش ستّاً وثلاثين سنة.
والغضنفر عدّة الدولة، أبو تغلب بن الملك ناصر الدولة بن حمدان، ولي الموصل بعد أبيه مدّة، ثم قصده عضد الدولة، فعجز وهرب إلى الشام، واستولى عضد الدولة على مملكته، ومرَّ الغضنفر بظاهر دمشق، وقد غلب عليها قسّام العيّار، ثم كتب إلى العزيز العبيدي، أن يوليّه نيابة الشام، ثم نزل إلى الرملة في سنة سبع، فالتقاه مفرّج الطائي، فأسره وقتل كهلاً.
والذُّهلي أبو الطاهر محمد بن أحمد بن عبد الله القاضي البغدادي، ولي قضاء واسط، ثم قضاء بغداد، ثم قضاء دمشق، ثم قضاء الديار المصرية، فاستناب على دمشق، وحدّث عن بشر بن موسى، وأبي مسلم الكجِّي وطبقتهما. وكان مالكيّ المذهب، فصيحاً مفوّهاً، شاعراً
أخبارياً، حاضر الجواب، غزير الحفظ، توفي وقد قارب التسعين.
وابن السَّلم، قاضي الجماعة، أبو بكر محمد بن إسحاق بن منذر الأندلسي، وله خمس وستون سنة كان رأساً في الزهد والعبادة وسمع أحمد بن خالد وأبا سعيد بن الأعرابي منه بمكة توفي في رمضان، وقد ذكر سهواً سنة خمس.
وابن قريعة، القاضي البغدادي، أبو بكر محمد بن عبد الرحمن، أخذ عن أبي بكر بن الأنباري وغيره، وكان ظريفاً مزّاحاً، صاحب نوادر وسرعة جواب، وكان نديماً للوزير المهلّبي، ولي قضاء بعض الأعمال، وقد نيّف على الستين.
وابن القوطيّة، أبو بكر محمد بن عمر القرطبي النحوي، كان رأساً في اللغة والنحو، حافظاً للأخبار وأيام الناس، فقيهاً محدثاً متقناً، كثير التصانيف، صاحب عبادة ونسك، كان أبو علي القالي يبالغ في تعظيمه. توفي في ربيع الأول، وقد روى عن سعيد بن جابر، وظاهر بن عبد العزيز وطبقتهما.
وابن بقيّة، الوزير نصر الدولة أبو الطاهر، محمد بن محمد بن بقيّة بن علي، أحد الرؤساء والأجواد، تنقلت به الأحوال، ووزر لعز الدولة بختيار، وقد كان أبوه فلاحاً بأوانا، ثم عزل وسمل، ولما تملَّك عضد الدَّولة، قتله وصلبه في شوال، ورثاه محمد بن عمر الأنباري بكلمته السايرة البديعة: