الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والبلغار والخزر، فهزمه الله بحوله وقوته، وقتل معظم بطارقته، وأسر صهره وعدة بطارقة، وقتل منهم خلق لا يحصون، واستباح المسلمون ذلك الجمع، واستغنى خلقٌ.
وفيها توفي خيثمة بن سليمان بن حيدرة، أبو الحسن الأطرابلسي الحافظ، روى عن العباس بن الوليد البيروتي، ومحمد بن عيسى المدائني، وطبقتهما بالشام وثغورها، وبالعراق واليمن، وتوفي في ذي القعدة، وله ثلاث وتسعون سنة، وغير واحد يقول: إنه جاوز المائة، وثّقه الخطيب.
وفيها السُّتوري أبو الحسن علي بن الفضل بن إدريس السامري، روى جزءاً عن الحسن بن عرفة، يرويه محمد بن الروزبهان، شيخ أبي القاسم بن أبي العلاء المصيِّصي عنه، وثّقه العتيقي.
وفيها شيخ الكوفة، أبو الحسن علي بن محمد بن محمد عقبة الشَّيباني، عن نيِّف وتسعين سنة. روى عن إبراهيم بن أبي العنبس القاضي، وجماعة.
قال ابن حماد الحافظ: كان شيخ المصر، والمنظور إليه، ومختار السلطان والقضاة، صاحب جماعة وفقه وتلاوة، توفي في رمضان.
سنة أربع وأربعين وثلاثمئة
فيها أقبل أبو علي بن محتاج، صاحب خراسان، وحاصر الريّ،
فوقع بها وباء عظيم، فمات عليها ابن محتاج.
وفيها مات أبو الحسين أحمد بن عثمان بن بويان البغدادي، المقرئ بحرف قالون، وله أربع وثمانون سنة.
فيها أحمد بن عيسى بن جمهور، أبو عيسى الخشاب ببغداد، روى أحاديث عن عمر بن شبَّة، وبعضها غرائب، رواها عن ابن رزقويه، وعمّر مائة سنة.
وفيها أبو يعقوب الأوزاعي، إسحاق بن إبراهيم، ثقة عابد، صاحب حديث ومعرفة. سمع أبا زرعة الدِّمشقي، ومقدام بن داود الرُّعيني وطبقتهما، وكان مجاب الدعوة، كبير القدر، ببلد دمشق.
وفيها بكر بن محمد بن العلاء، العلامة أبو الفضل القشيري البصري المالكي، صاحب التصانيف في الأصول والفروع، روى عن أبي مسلم الكجِّي، ونزل مصر، وبها توفي في ربيع الأول.
وفيها أبو عمرو بن السمَّاك، عثمان بن أحمد البغدادي الدقّاق، مسند بغداد، في ربيع الأول، وشيَّعة خلائق نحو الخمسين ألفاً، روى عن محمد ابن عبيد الله بن المنادي، ويحيى بن أبي طالب وطبقتهما، وكان صاحب حديث، كتب المصنَّفات الكبار بخطه.
وفيها ابو بكر بن الحداد المصري، شيخ الشافعية، محمد بن أحمد ابن محمد بن جعفر، صاحب التصانيف، ولد يوم وفاة المزني، وسمع من النَّسائي، وهو صاحب وجه في المذهب، وكان متبحِّراً في الفقه، متفنَّناً في العلوم، معظماً في النفوس. ولي قضاء الإقليم، وعاش ثمانين سنة.
وكان يصوم صوم داود، ويختم في اليوم والليلة، وكان جدا كله.
وفيها محمد بن عيسى بن الحسن التميمي العلاف، روى عن الكديمي وطائفة. وحدّث بحلب ومصر.
وفيها الإمام محمد بن محمد بن يوسف أبو النَّصر الطوسي الشافعي، مفتي خراسان، وكان أحد من عني أيضاً بالحديث، ورحل فيه. روى عن عثمان بن سعيد الدارمي، وعلي بن عبد العزيز، وطبقتهما. وصنّف كتاباً على وضع مسلم، وكان قد جزأ الليل: ثلثاً للتصنيف وثلثاً للتلاوة، وثلثاً للنوم.
قال الحاكم: كان إماماً بارع الأدب، ما رأيت أحسن صلاة منه، كان يصوم النهار، ويقوم الليل، ويأمر بالمعروف، وينهي عن المنكر، ويتصدّق بما فضل من قوته.
وفيها أبو عبد الله محمد بن يعقوب بن يوسف بن الأخرم الشيباني الحافظ، محدث نيسابور، صنّف المسند الكبير، وصنّف مستخرجاً على الصحيحين. وروى عن أبي الحسن الهلالي، ويحيى الذُّهلي وطبقتهما، ومع براعته في الحديث والعلل والرجال، لم يرحل من نيسابور، عاش أربعاً وتسعين سنة.