الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وصاحب الطريقة المشهورة، والمصنفات المليحة، درّس مدّة بغزنة ثم بهراة ونيسابور، وحدَّث عن منصور الكاغدي، وتفقه ببلاده على أبي بكر السنجي، وعاش نيّفا وتسعين سنة. توفي بهراة.
ومحمد بن عيسى بن فرج، أبو عبد الله التجيبي المغامي الطليطلي، مقرئ الأندلس، أخذ عن أبي عمرو الدَّاني، ومكّي بن أبي طالب وجماعة. أقرأ الناس مدّة.
وابو عبد الله البانياسي، مالك بن أحمد بن علي بن الفرّاء البغدادي واحترق في الحريق الذكور في جمادى الآخرة، له سبع وثمانون سنة، وهو آخر من حدَّث عن أبي الحسن بن الصلت المجبر، وسمع من جماعة.
والسلطان ملكشاه، أبو الفتح جلال الدولة بن السلطان ألب أرسلان محمد ابن داود السلجوقي التركي، تملك بلاد ما وراء النهر، وبلاد الهياطلة، وبلاد الروم، والجزيرة، والشام، والعراق، وخراسان، وغير ذلك. قال بعض المؤرخين: ملك من مدينة كاشغر الترك، إلى بيت المقدس طولاً، ومن القسطنطينية وبلاد الخزر، إلى بحر الهند عرضاً، وكان حسن السيرة، محسناً إلى الرعية، وكانوا يلقّبونه بالسلطان العادل، وكان ذا غرامٍ بالعمائر وبالصيد، مات في شوال، بعد وزيره النظام بشهر، فقيل إنه سم في في خلال، ونقل في تابوت، فدفن بأصبهان، في مدرسة كبيرة له.
سنة ست وثمانين وأربعمئة
لما علم تتش بدمشق موت أخيه، أنفق الأموال، وتوجّه ليأخذ السلطنة، فسار معه من حلب، قسيم الدولة، آقسنقر، ودخل في طاعته باغبسان
صاحب أنطاكية وبوزان صاحب الرُّها وحرَّان، ثم سار فأخذ الرَّحبة، في أول سنة ستّ، ثم نازل نصيبين، فأخذها عنوة، وقتل بها خلقاً ثم سار إلى الموصل، فالتقاه إبراهيم بن قريش العقيلي، في ثلاثين ألفاً، وتعرف بوقعة المضيع، فانهزموا وأسر إبراهيم، فقتله صبراً، وأقرَّ أخاه علياً على الموصل، لأنه ابن عمة تتش، ثم أرسل إلى بغداد يطلب تقليداً، وساعده كوهرابين، ثم سار فتملّك ميّافارقين، وديار بكر، وقصد أذربيجان، فغلب على بعضها، فبادر السلطان بركياروق بن ملكشاه، ليدفع عمه تتش، فلما تقارب العسكران، قال قسيم الدولة آقسنقر لبوزان: إنما أطعنا هذا الرجل لننظر ما يكون من أولاد السلطان، والآن فقد قام ابنه هذا، فينبغي أن نكون معه على تتش فخامرا إليه، فضعف تتش، وردّ إلى الشام.
ولم يحجّ ركب العراق، وحجّ ركب الشام، فنهبهم صاحب مكة، محمد بن أبي هاشم، ونهبتهم العربان عشر مرات، وتوصّل من سلم في حال عجيبة.
ودخل السلطان بركياروق بغداد.
وفيها توفي حمد بن أحمد بن الحسن، أبو الفضل الأصبهاني الحداد، روى ببغداد وأصبهان عن علي بن ماشاذه، وعلي بن عبد كويه وطائفة، وروى " الحلية " ببغداد، توفي في جمادى الأولى.
وسليمان بن إبراهيم الحافظ، أبو مسعود الأصبهاني. قال السمعاني: جمع وصنَّف وخرَّج على الصحيحين، وروى عن محمد بن إبراهيم الجرجاني، وأبي بكر بن مردويه وخلق، ولقي ببغداد أبا بكر المنقِّي وطبقته، وقد تكلِّم
فيه، توفي في ذي القعدة، عن تسع وثمانين سنة وشهر ين.
وأبو الفضل الدقاق، عبد الله بن علي بن أحمد بن محمد بن ذكرى البغدادي الكاتب، روى عن أبي الحسين بن بشران وغيره، وكان صالحاً ثقة.
والشيخ أبو الفرج الشيرازي الحنبلي، عبد الواحد بن علي الواعظ الفقيه القدوة، سمع بدمشق من أبي الحسن بن السمسار، وأبي عثمان الصابوني، وتفقه ببغداد زماناً، على القاضي أبي يعلى، ونشر بالشام مذهب أحمد، وتخرّج به الأصحاب، وكان إماماً عارفاً بالفقه والأصول، صاحب حال وعبادة وتألّهٍ، وكان تتش صاحب الشام يعظّمه، لأنه كاشفه مرّة، توفي في ذي الحجة، وفي ذريته مدرسون وعلماء.
وأبو القاسم عبد الواحد بن علي بن محمد بن فهد العلاف البغدادي، الرجل الصالح. روى عن أبي الفتح بن أبي الفوارس، وأبي الفرج الغوري، وبه ختم حديثهما، وكان ثقةً مأموناً خيّراً.
وشيخ الإسلام الهكَّاري، أبو الحسن علي بن أحمد بن يوسف الأموي، من ذرية عتبة بن أبي سفيان بن حرب، وكان صالحاً زاهداً ربانياً، ذا وقارٍ وهيبة وأتباع ومريدين، رحل في الحديث، وسمع من أبي عبد الله بن نظيف الفرّاء، وأبي القاسم بن بشران وطائفة. قال ابن ناصر: توفي في أوّل السنة، وقال ابن عساكر: لم يكن موثَّقاً في راويته.
قلت: ولد سنة تسع وأربعمئة.