الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأبو الحسن الأنباري، علي بن محمد بن محمد بن الأخضر الخطيب، في شوال، عن أربع وتسعين سنة. وكان آخر من حدَّث عن أبي أحمد الفرضي، وسمع أيضاً من أبي عمر بن مهدي وطائفة، وتفقه لأبي حنيفة، وكان ثقة نبيلاً، عالي الإسناد.
وأبو المظفَّر موسى بن عمران الأنصاري النيسابوري، مسند خراسان، في ربيع الأول، وله ثمان وتسعون سنة، روى عن أبي الحسن العلوي والحاكم، وكان من كبار الصوفية.
وأبو الفتح نصر بن الحسن التنكتي الشاشي، نزيل سمرقند، وله ثمانون سنة. روى " صحيح مسلم " عن عبد الغافر، وسمع بمصر من الطفَّال وجماعة، ودخل الأندلس للتجارة، فحدّث بها، وكان ثقة.
وهبة الله بن عبد الوارث الشيرازي، أبو القاسم الحافظ محدّث جوّال، سمع بخراسان والعراق وفارس واليمن ومصر والشام، وحدَّث عن أحمد ابن عبد الباقي بن طوق، وأبي جعفر بن المسلمة وطبقتهما، ومات كهلاً، وكان صوفياً صالحاً متقشفاً.
سنة سبع وثمانين وأربعمئة
في أوّلها علّمن المقتدي بالله على تقليد السلطان بركياروق، وخطب له ببغداد، ولقِّب ركب الدين، ومات الخليفة من الغد فجأةً، ورجع قسيم الدولة آقسنقر، ببعض جيش بركياروق، فالتقاه تتش بقرب حلب، فانهزم الحلبيون، وأسر آقسنقر، فذبحه تتش صبراً، وساق فحاصر حلب،
فافتتحها. وأسر بوزان وكربوقا، فذبح بوزان وبعث برأسه إلى أهل حرّان، فسلّموا له البلد، ثم سار فأخذ الجزيرة وخلاط، وأذربيجان جميعها، وكثرت جيوشه، واستفحل شأنه، فقصده بركياروق، فكبس عسكر تتش بركياروق فانهزم، ونهبت خزائنه وأثقاله.
وفيها توفي أبو بكر بن خلف الشيرازي ثم النيسابوري، مسند خراسان، أحمد بن علي بن عبد الله بن بن عمر بن خلف، روى عن الحاكم، وعبد الله بن يوسف وطائفة، قال عبد الغافر: هو شيخنا الأديب المحدّث المتقن الصحيح السماع، ما رأينا شيخاً أروع منه، ولا أشدّ إتقاناً، توفي في ربيع الأول، وقد نيَّف على التسعين.
وآقسنقر، قسيم الدولة أبو الفتح مولى السلطان ملكشاه، وقيل هو لصيق به، وقيل اسم أبيه الترعان، لمّا افتتح ملكشاه حلب، استناب عليها آفسنقر في سنة ثمانين وأربعمئة، فأحسن السياسة وضبط الأمور، وتتبّع المفسدين، حتى صار دخله من البلد كل يوم، ألفاً وخمسمئة دينار. ذكرنا أنه أسر في المصاف ثم قتل في جمادى الأولى، ودفن بمشهد قريبا مدّة، ثم نقله ولده الأتابك زنكي فدفنه بالمدرسة الزجاجية داخل حلب.
وأبو نصر، الحسن بن أسد الفارقي الأديب، صاحب النظم والنثر، وله الكتاب المعروف في الألغاز، توثَّب بميّافارقين على الإمرة، ونزل بقصر الإمرة، وحكم أياماً، ثم ضعف وهرب، ثم قبض عليه وشنق.
والمقتدي بالله، أبو القاسم عبد الله بن الأمير ذخيرة الدين محمد بن
القائم بأمر الله عبد الله بن القادر بالله بن الأمير إسحاق بن المقتدر العباسي، بويع بالخلافة بعد جدّه، في ثالث عشر شعبان، سنة سبع وستين، وله تسع عشرة سنة وثلاثة أشهر، ومات فجأة في ثامن عشر المحرم، عن تسع وثلاثين سنة، وبويع بعده ابنه المستظهر بالله أحمد، وقيل إن جاريته سمَّته، وكان ديّناً خيراً، أمر بنفي الحواظي والمغنيات من بغداد. وكانت الخلافة في أيامه باهرةً وافرة الحرمة.
وأبو القاسم بن أبي العلاء المصيِّصي، عليّ بن محمد بن علي الفقيه الشافعي الدمشقي الفرضي، في جمادى الآخرة، وله سبع وثمانون سنة. روى عن أبي محمد بن أبي نصر، وممد بن عبد الرحمن القطّان والكبار، وأدرك ببغداد أبا الحسن الحمَّامي وببلد، ابني الصَّيّاح وبمصر أبا عبد الله بن نظيف، وكان فقيهاً ثقةً.
وابن ماكولا الحافظ الكبير، الأمير أبو نصر علي بن هبة الله بن علي ابن جعفر العجلي الجرباذقاني ثم البغدادي، النسّابة، صاحب التصانيف، ولم يكن ببغداد بعد الخطيب أحفظ منه، ولد بعكبرت سنة اثنتين وعشرين وأربعمئة، ووزر أبوه للقائم وولي عمه الحسين، قضاء القضاة، سمع من أبي طالب بن غيلان وطبقته، قال الحميدي: ما راجعت الخطيب في شيء، إلا وأحالني على الكتاب، وقال: حتى أكشفه، وما راجعت ابن ماكولا، إلا وأجابني حفظاً، كأنه يقرأ من كتاب، وقال أبو سعد السمعاني: كان لبيبا عارفاً، ونحواً مجوّداً، وشاعراً مبرّزاً.
قلت: اختلف في وفاته على أقوال، قتله مماليكه بالأهواز، وأخذوا ماله، في هذه السنة على بعض الأقوال.