الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً) الآية
وقال صاحب كتاب (توحيد الخالق) ص 117 في قوله تعالى: (فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً) قال: بعد أن تقدم علم الأجنة عرف الأطباء أن الأصول الأولى للعظام تسبق في تكوينها الأصول الأولى للعضلات (اللحم) وذلك قد أشار إليه القرآن الكريم في قوله وذكر الآية.
وهذا من صاحب كتاب توحيد الخالق تخرّص وقول بلا علم بل خوْض في كلام الله بالباطل، والآية واضحة الدلالة والمعنى فالمضغة هي قطعة لحم بَقَدر ما يمضغ الإنسان في فمه من اللحم وهي تأتي في الدرجة الثالثة في التخليق فالنطفة يُحيلها الله بقدرته إلى علقة والعلقة إلى المضغة وهي لحم صِرْف ليس فيه عظاماً وإنما يحيلها الرب سبحانه إلى عظام وهي التخليق الرابع، وهذا ظاهر من الآية فهو سبحانه يقول:(فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً) يعني خَلَق العظام منها كما خلقها من العلقة وكما خلق العلقة من النطفة فكيف يقال: الأصول الأولى للعظام تسبق في تكوينها الأصول الأولى للعضلات؟ أوْ لأن السادة قالوا ذلك؟ نعم في هذا
الزمان القول ما قالت حذامي ولو قالت: مالا يُعقل فالمكذب لها هو الذي لا يَعقل عند من لا يعقل.
قال صاحب كتاب (توحيد الخالق) ص 118 قال: القرآن معجزة متجددة وكذلك الحديث فيه بينات شاهدة بأن محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله فقد تكلم القرآن بحقائق لم يعرفها البشر إلا بعد تقدم العلوم وأجهزة الكشف العلمي.
يقال لصاحب كتاب توحيد الخالق ومن شابهه: هذا كلام خطير يلزم منه تجهيل السلف في معاني القرآن والحديث وأنه فُتِحَ على المتأخرين ما كان مغلقاً عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم وأنهم كانوا يقرأون بعض آيات القرآن وبعض الأحاديث ولا يعلمون المراد من ذلك وهذه دعوى كاذبة باطلة ومن الذي يلحق غبارهم ومن الذي يُدرِك من كلام الله وكلام رسوله ما أدركوا؟ لقد ذهبوا بالعلم والخير وحماهم الله مما تَهَوّك به المتهوّكون وتكلّفه المتكلفون وتخرّصَه المبطلون وشُغِل به البطالون.
إن أرباب هذا الإعجاز المحدث يُهَوّنون شأن القرآن في النفوس ويُسْقطون حرمته وتعظيمه في القلوب حيث قسروه قسراً لمجاراة ما يهذي به الكفرة أعداء الله وأعداء دينه ورسوله وأرادوا أن يُوَفقوا بين الحق والباطل وهذا مستحيل.