الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العلوم التجريبية والاعتماد على المحسوس
يأبى الله عز وجل إلا أن يُظهر كذب الكاذبين المكذبين فلمّا لم يؤمنوا بكتب الله ورسله واعتمدوا على نفوسهم المظلمة تناقضوا في أصل علومهم تناقضاً بيّناً وذلك أن كل ما يتكلمون به ويزعمون أنهم اكتشفوه من العالَم العلوي كله باطل وضلال إلا نزر يسير مسْبوقين إليه، وهم إنما اعتمدوا فيه على غير المحسوس بل على الخيال المحض والكذب الصِّرْف، فأين عدم إيمانهم بغير محسوس؟ وكذلك كلامهم في العالَم السفلي أكبره وأعظمه القول بدوران الأرض وأنها كوكب، وهو من أبطل الباطل وقد بيّنت ذلك ولله الحمد في (هداية الحيران في مسألة الدوران) والمقصود أنهم في ذلك ما اعتمدوا على المحسوس بل على خيالات نظرياتهم الضالّة المضلة.
كما أن كلامهم في الذرة أيضاً ليس اعتماداً على المحسوس ولذلك يصرّحون بأنها لا تُرى ولا بأكبر المجاهر، فأين المحسوس؟ إنه الآثار فقط، ولسنا ننكر الآثار وإنما الشأن هل هي آثار ناتجة عن الذرة المزعومة أم عن غيرها مما لا يعلمون؟ ويأتي الكلام على الذرة إن شاء الله.
وليُعلم أن سلف هؤلاء المعطلة في عدم الإيمان بغير المحسوس هم السّمنية الذين ناظروا الجهم بن صفوان فأضلّوه.
قال شيخ الإسلام في نقض التأسيس 2/ 55 فهؤلاء (السمنية) يكون قولهم أن ما لا يُدْرك بالحواس لا يكون له حقيقة. انتهى.
وقد أنكر هؤلاء أرواحهم والجن والملائكة بعد إنكارهم خالقهم فأي علم يُطلب من هؤلاء.