الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) الآية
ثم قال صاحب كتاب توحيد الخالق:
2 -
قوله تعالى: (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) قرّر علم الفلك الحديث بأن السماء لا زالت في اتّساع دائم سواء في تكوين مُدُن نجومية جديدة باستمرار أو في تباعد هذه المدن النجومية باستمرار.
الجواب: انظر ضلال صاحب كتاب توحيد الخالق كغيره من المقلِّدة عن السموات المبنية المحيطة بالأرض فالسماء لا زالت في اتساع يعني السُّدم فهي السماء عنده وعندهم، ولذلك وصفها بالاتساع الدائم وهو تكوين المدن النجومية بزعمه لأن السُّدُم هي التي تكوِّن عندهم النجوم بدورانها المستمر السريع الذي يسبّب انفصال النجوم وتباعُدِها.
ليُعلم أن هذه نهاية علوم أرباب العلم الحديث وأنها كما بدأت بالتعطيل انتهت إليه، ولذلك فإن صاحب كتاب توحيد الخالق لما فُتِن بعلومهم قاد من قلّده إلى هذه النهاية فالسماء فضاء واتساعها تكوين مدن نجومية وتباعدها باستمرار.
وهنا سؤال وارد ولا بد فيقال: أين السموات السبع المبنية؟ أين الكرسي؟ أين الجنة؟ أين العرش؟ أين الله؟.
ومن يكن الغراب له دليلاً
…
يَمُرّ به على جِيَف الكلاب
قال ابن كثير في تفسير آية الذاريات: (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا) أي جعلناها سقفاً محفوظاً رفيعاً. (بأيد) أي بقوة: قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة والثوري وغير واحد.
(وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) أي قد وسّعنا أرجاءها فرفعناها بغير عمد حتى استقلت كما هي. انتهى.
انظر قوله رحمه الله: أي قد وسّعْنا أرجاءها يعني السماء المبنية وأن هذا في الماضي لا المستقبل فقد وسّعها الرب سبحانه حين خلقها ولم تتغير لا باتساع زائد ولا ضيق، فالسماء الدنيا كرة محيطة بها، وهكذا كل واحدة محيطة بالتي أسفل منها؛ فالسموات والأرضين كرة واحدة سطحها سطح السماء السابعة ومركزها الأرض السابعة السفلى.
وهذه السموات في الغاية من حسن المنظر وبهائه وفي تفسير ابن كثير رحمه الله في قوله تعالى في سورة الذاريات: (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ) قال: قال ابن عباس رضي الله عنهما: ذات الجمال والبهاء والحُسُن والاستواء، وكذا قال مجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير وأبو مالك وأبو صالح والسدي وقتادة وعطية العوفي والربيع بن أنس وغيرهم.
وقال ابن كثير في وصف السماء المبنية:
فإنها من حسنها مرتفعة شفافة صفيقة شديدة البناء متسعة الأرجاء أنيقة البهاء، مكلّلة بالنجوم الثوابت والسيارات، مُوَشّحة بالشمس والقمر والكواكب والزهرات.
فقد تبين أن تخبيط المتأخرين في هذه الآية كغيرها من آيات القرآن المغصوبة لمجارات علوم المعطلة وكشوفهم، فالسماء قدْ فَرَغَ الرب سبحانه من خلقها وقد وسّعها حين خلقها فهي باقية على خِلقتها الأولى.
أما الملاحدة ومن قلّدهم فلا يرشدونك إلى سموات مبنية وعالَم علويّ عجيب تسكنه ملائكة الرحمن وفوقه كرسي الرب وجنته وعرشه، ولا ذكر لهذا في علومهم وحسبك بهذا كفراً عظيماً وخَطْباً جسيماً.
فصاحب كتاب توحيد الخالق مُحَرِّف للكلم عن مواضعه حيث جعل توسعة السماء الكائنة في الماضي حين بناها الرب عز وجل جعلها للمستقبل كذلك جعل السماء هي السّدم وتكوينها المدن النجومية وتباعدها المسْتمر فيا له من ضلال مبين.