الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(قُلْ سِيرُواْ فِي الأَرْضِ)
السير في الأرض لمعرفة كيفية بدء الخلق:
قال صاحب كتاب توحيد الخالق: (إن تحديد المنهج العلمي للبحث أمر في غاية الأهمية، وهذه الآية القرآنية: (قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ
…
) تحدد لنا منهجاً علمياً لمعرفة كيفية بدء الخلق وتبين أنه لا بد لنا من أن نسير في الأرض باحثين ومنقبين، وأن معرفة تلك الكيفية التي بدأ بها الخلق تتوقف على سيرنا على الأرض، وهذا ما وجده الباحثون في هذا الزمان من أنه لا بد من دراسة عينات الصخور والمقارنة بين تركيبات الأرض المختلفة إذا أردنا أن نعرف بدء الخلق على الأرض فمن أخبر محمداً النبي الأمي صلى الله عليه وسلم بكل هذا؟.
الجواب: ليس مراد الله بكلامه هذا الهذيان الذي ذكر صاحب كتاب توحيد الخالق وإنما ذكر هذا لِينزل بمعاني القرآن إلى هذه المستويات الدنيئة الهزيلة السخيفة بل والباطلة، فما للمسلمين ودراسة عينات الصخور والمقارنة بين تركيبات التربة المختلفة؟.
لقد أراحنا الله من هذا العناء والضلال الذي ظهرت نتائجه عند أعداء الله فتكلموا بأصل الكون السديمي وأصل الإنسان القردي،
واتساع الفضاء الذي لا ينتهي.
قد علمنا من كلام ربنا وكلام نبينا ما يغنينا عن سلوك مسالك أهل الضلال سواء في بداية الخلق ونهايته وكل ما نحتاج إليه مما يُصلحنا من أمور ديننا ودنيانا، والشر لا يأتي بالخير والهدى لا يجيء من الضلال.
وانظر الآن كلام علماء السلف في هذه الآية وأمثالها يتبين لك الفرقان بين سبيل الرحمن وسُبل الشيطان.
قال ابن القيم رحمه الله: كل موضع أمر الله سبحانه فيه بالسير في الأرض، سواء كان السير الحسِّي على الأقدام والدواب أو السير المعنوي بالتفكّر والاعتبار، أو كان اللفظ يعمّهما وهو الصواب فإنه يدل على الاعتبار والحذر أن يحلّ بالمخاطبين ما حَلّ بأولئك.
ولهذا أمر الله أولي الأبصار بالاعتبار بما حلّ بالمكذبين (1). انتهى.
وأخبر أن حُكم الشيء حكم مثله وذلك مما يوجب الحذر أن يحل بالمخاطبين ما حَلّ بمن قبلهم، فأين هذا مما ذهب إليه صاحب كتاب توحيد الخالق أم أنه التلاعب بكلام الله وتصريفه تبعاً للهوى والضلال، وذكر رحمه الله قوله تعالى:(أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا).
(1) أعلام الموقعين 1/ 132.