الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ)
ثم إن صاحب كتاب توحيد الخالق فسرّ قوله تعالى: (وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ) فسّرها بالمادة الخضراء في النبات بأنها تأخذ الماء والهواء والضوء من السماء وجَهّل السلف قال: كان المفسرون السابقون يفسرون قول الله تعالى: (وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ) يقولون: لعل المقصود بذلك ما أعَدّ الله في الجنة، وبعضهم يقول:(وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ) أي الماء الذي ينزل سبباً لإنبات النبات. انتهى (1).
الجواب: الذي قاله صاحب كتاب توحيد الخالق في الآية باطل وهو يُفَسّر كلام الله برأيه، ولقد جَرّأته علوم المعطلة على القرآن فأقدم على أمور عظيمة.
والذي قاله المفسرون السابقون هو الصحيح قال ابن عباس: (وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ) يعني المطر (وَمَا تُوعَدُونَ) يعني الجنة، وقاله مجاهد وغير واحد، ذكر ذلك ابن كثير في التفسير.
(1) العلم طريق الإيمان، (ص116).
فالمطر في العلو وهو المراد بالسماء وفيه حياة الناس ورزقهم، والجنة فوق السماء السابعة، وهذا هو اللائق بكلام الله لا ما قاله صاحب كتاب توحيد الخالق مجاراة لأرباب العلوم الخبيثة.