الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وليعلم هؤلاء أن عطاء القرآن المتجدد المستمر إنما هو لمن تأدب معه ووقف حيث أوْقفه، فكم في القرآن من الندب إلى النظر في ملكوت السموات والأرض، فهذا يزيد الإيمان بشرط أن تنظر بعلم مُسبّق وهو أن الله وصف السموات والأرض والكون كله كما خلقه فأنت تقرأ الآيات المتلوّة وتنظر الآيات المشهودة فترى ما يَبْهرك من عجيب صُنع الإله العظيم، وبهذا يكون النظر والتفكر بدليل مطابق للواقع في نفس الأمر بخلاف خيالات الملاحدة فأول نقد في ذلك لمتابعهم الضلال عن ربه ومكانه وسمواته وأرضه لأنه يبحثون عن مجهول لا يُعرف إلا بتعريف خالقه.
إذن المؤمن ينظر ويتفكر بدليل ذهني وعقلي داخلي مطابق لوجود خارجي حِسِّي واقعي، فأي الفريقين أهْدى؟ ثم إن دليل المؤمن الذهني إنما هو سمعي فقد استفاده من وصف خالق الكون لمخلوقاته.
وأما
إعجاز القرآن
فذكر القرطبي وابن جرير منها: (إعجاز القرآن):
1 -
نظمه البديع.
2 -
أسلوبه.
3 -
الجزالة التي لا تصح من مخلوق بحال.
4 -
التصرف في لسان العرب.
5 -
الأخبار الغيبية في المستقبل.
6 -
الوفاء بالوعد.
7 -
الأخبار في أحوال الأمم الماضية.
8 -
علومه.
9 -
الحِكَم البالغة.
10 -
التناسب في جميع ما تضمنه ظاهراً وباطناً من غير اختلاف.
11 -
التحدي بالإتيان بمثله أو عشر سور أو سورة مثله.
وذكر العلماء غير ما تقدم من إعجاز القرآن لكن ليس في كلامهم ما يدل على هذا الضلال المبين.
راجع ما شئت من تفسير صاحب كتاب توحيد الخالق للآيات التي تقدمت وما يأتي ترى كيف يترك الواضح البيّن في كلام السلف والذي هو الحق ويذهب إلى ما يشيه الأحاجي من أمور دقيقة بعيدة.
فكلامه في قوله تعالى: (وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ) مثل كلامه على غيرها مما خاض فيه بجهالة وضلالة.