الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ) الآية
وقال السبيعي تحت عنوان:
* تلوث البيئة:
* تلوث البيئة وتآكلها:
قال تعالى: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)(1).
تحدثنا عن الشمس وتبينّا عظمة الخالق إذ جعلها طاقة نظيفة صالحة للحياة وها نحن نتحدث الآن عن وجوه التصرف التي يتصرف بها الإنسان بالطاقة النظيفة فيفسدها ويهيئها للدمار برعونته فنقول:
تتعرض البيئة التي تحيط بالكرة الأرضية إلى تغيرات فتاكة وجذرية رهيبة تهدد الحياة بالتراجع، وتفسد البيئة فتقضي على كثير من مظاهر الحياة النباتية والحيوانية والإنسانية وذلك منذ أن بدأ الإنسان حضارته الصناعية.
هناك أنهار تجف، ومحيطات يمكن أن تفيض، وجليديات (ظلت جامدة ألوفاً بل مئات الألوف من السنين) تتعرَّض لاحتمالات الذوبان،
(1) سورة الروم.
وإذا بدأ ذوبانها فسيرتفع منسوب المياه في كثير من المحيطات والبحار، فيختفي كثير من المدن الساحلية تطغى عليها مياه البحار. إلى آخره (1).
هكذا يكون التلاعب بكلام الجليل وصرف معانيه إلى هذا التخريف حيث جعل الفساد فساد البيئة ولم يذكر المعاصي.
قال ابن كثير: أي بأن النقص في الزروع والثمار بسبب المعاصي.
وقال أبو العالية: من عصى الله في الأرض فقد أفسد في الأرض لأن صلاح الأرض والسماء بالطاعة. انتهى.
وقد قال تعالى: (وَلَا تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا) وإصلاح الأرض بالنبي صلى الله عليه وسلم حيث أصلحها بشرع ربه والإفساد فيها التغيير والإحداث والمعاصي.
أما أن تصرف معاني كلام الرب سبحانه إلى ما ذكر هذا ونحوه فهذه والله من المصائب العظيمة.
(1) كتاب (سنريهم آياتنا)، ص57.