الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ) الآية
ثم قال صاحب كتاب توحيد الخالق:
3 -
قوله تعالى: (وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ) اكتشف (نيوتن) أن السماء قانوناً محكماً دقيقاً يُحكم أجرام السماء هو قانون الجذب وأن محصّلة هذا الجذب بين الكواكب هو الاتزان بينها (الميزان) ويعتبر اكتشاف الكوكبين (نبتون وبلوتو) نصراً للقانون الذي اكتشفه نيوتن، فباستخدام ميزان الجذب حدد الفلكيون مواقع لكوكب (أورانس) ولكن بواسطة الرصد وجدوا مواقعه مختلفة فافترض الفلكيون وجود كواكب أخرى تؤثر بجذبها لأورانس، وقد أمكن حساب مواقع الكوكب السيار نبتون في السماء من مقدار تأثيره على أورانس، وحدد الاتجاه الذي شوهد فيه بعد تقدم وسائل الرصد، تطبيقاً لقانون الجذب، وبالمثل في هذا الميزان أمكن اكتشاف السيار الآخر (بلوتو) فهل فُهِم الآن معنى قوله تعالى:(وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ)؟! (1).
ما زال صاحب كتاب توحيد الخالق في قَسْر آيات القرآن وغصْبها لتجاري علوم المعطلة وكشوفهم فرَفْع السماء ووضع الميزان قانون الجذب
(1) توحيد الخالق، (ص354).
بين الكواكب واتزانها، فهل فُهِمَ الآن معنى قوله تعالى:(وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ)؟ يا لها من جرأة على كلام الله، فهذا أيضاً مما يبيّن السماء عند هؤلاء أنها الفضاء والكواكب كما تبين مراراً، قال ابن تيمية: وجمهور المفسرين على أن المراد بالميزان العدل (1).
قال ابن كثير: (وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ) يعني العدل كما قال تعالى: (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ) وهكذا قال ههنا: (أَلا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ) أي خلق السموات والأرض بالحق والعدل لتكون الأشياء كلها بالحق والعدل ولهذا قال تعالى: (وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ) أي لا تبخسوا الوزن بل زِنوا بالحق والقسط كما قال تعالى: (وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ) انتهى.
قارن بين ميزان (نيوتن) الذي ورثه صاحب كتاب توحيد الخالق وبين ما جاء عن السلف في معنى الميزان وتأمل التلاعب بالآيات.
أما تخبيطه فيما سمّاه كوكب (أورانس) و (نبتون) و (بلوتو) فهذا تابع لهذيان الملاحدة فيما يُسمونه: (المجموعة الشمسية) وتقدم الكلام عليها وعلى هذيان (نيوتن) في نظريته الخيالية التي جُعلت قاعدة لتكوين ما سموه (المجموعة الشمسية) وتجاذب الكواكب كلها والمجرات بزعمهم.
(1) الفتاوى 12/ 249.
وليُعلم أن هذه النظريات لا تخرج من خيالاتهم المظلمة إلا إلى الأوراق والتمثيل في الأفلام المضلّة، أما الحقيقة التي عليها هذه المخلوقات فشيء آخر علمه ولله الحمد عند أهل الإسلام، ولقد تقاسم أرباب هذه العلوم الملحدة وأهل الكنيسة الخيالات المظلمة الإبليسية، فهؤلاء هذه خيالاتهم وأرباب الكنائس خيالاتهم في التثليث والصلبان، لعنة الله على الجميع.