المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الملحقات تعليل أقدار الجليل   كان الإلهُ وليس شيئاً غيرهُ … وهو الجليلُ - الفرقان في بيان إعجاز القرآن

[عبد الكريم الحميد]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌نيوتن والجاذبية وقانونها

- ‌المجموعة الشمسية

- ‌العلوم التجريبية والاعتماد على المحسوس

- ‌هل صِدْق الرسول صلى الله عليه وسلم متوقفاً على هذيان أرباب العلوم التجريبية

- ‌أمثلة من الخوض بالجهالة والضلالة

- ‌إعجاز صاحب كتاب توحيد الخالق

- ‌نهار الكواكب وليلها

- ‌(إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ) الآية

- ‌(وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ) الآية

- ‌(فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً) الآية

- ‌مشابهة المتكلمين

- ‌غلو صاحب كتاب توحيد الخالق بعلمه الحديث

- ‌فلا أقسم بمواقع النجوم

- ‌الإعجاز المزعوم يُضل عن السموات وما فوقها

- ‌المجرات الخيالية وأصل علوم المعطلة

- ‌المجرة باب السماء المبنية

- ‌ترويج البضائع الفاسدة

- ‌الذرة

- ‌الجناية على القرآن

- ‌ضلال في نشأة الكون

- ‌السموات السبع

- ‌هل الشريعة مَرِنَة

- ‌تجهيل السلف

- ‌(اللهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا) الآية

- ‌النار السوداء

- ‌(مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ)

- ‌(يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا)

- ‌السديم

- ‌الكنيسة

- ‌أمثلة من الضحايا

- ‌الدعوة إلى الله

- ‌دوران الأرض

- ‌(سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا) الآية

- ‌(كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء)

- ‌(أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ) الآية

- ‌(وَالْجِبَالَ أَوْتَاداً)

- ‌(قُلْ سِيرُواْ فِي الأَرْضِ)

- ‌(سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الأَزْوَاجَ كُلَّهَا) الآية

- ‌(ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ)

- ‌(وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) الآية

- ‌(وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ) الآية

- ‌(أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا) الآية

- ‌(وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا) الآية

- ‌(وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً) الآية

- ‌(وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً) الآية

- ‌الوعيد على تفسير القرآن بالرأي

- ‌هل معاني آيات القرآن غير معروفة حتى يُبينها المتأخرون

- ‌ إعجاز القرآن

- ‌الظلمات الثلاث

- ‌شوائب الداروينية

- ‌خوض بجهل

- ‌(بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ) الآية

- ‌كلام في القدر

- ‌الجنة عرضها السموات والأرض فأين النار

- ‌(لا تَنْفُذُونَ إِلا بِسُلْطَانٍ)

- ‌كروية الأرض وثباتها

- ‌جريان الشمس بالفلَك غير الجريان حول المجرة

- ‌الأرض مركز الكون

- ‌(وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ) الآية

- ‌(وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ) الآية

- ‌(ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ) الآية

- ‌(وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ)

- ‌خوض في مسمى العلم

- ‌(لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ) الآية

- ‌تصديق صاحب كتاب توحيد الخالق بالوصول إلى الكواكب

- ‌أرض العرب والمروج والأنهار

- ‌الدعوة إلى الله بالطرق الشرعية

- ‌علم الأمة ميراث الرسول

- ‌(وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ)

- ‌بداية الكون

- ‌(وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللهُ) الآية

- ‌(وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ)

- ‌انشقاق القمر

- ‌حيل لترويج بضائع فاسدة كاسدة

- ‌(وَالأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ) الآية

- ‌(فَإِذَا هِيَ تَمُورُ) الآية

- ‌كلام باطل عن الشمس

- ‌(ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ) الآية

- ‌رد الباطل بالباطل يُغري أهل الباطل

- ‌آثار نشأة الكون على نظرية داروين

- ‌عجائزنا ومجانيننا خير من علماء المعطلة

- ‌(أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا) الآية

- ‌الملحقات

- ‌زيادة بيان وإيضاح برهان

- ‌العلم التجريبي

الفصل: ‌ ‌الملحقات تعليل أقدار الجليل   كان الإلهُ وليس شيئاً غيرهُ … وهو الجليلُ

‌الملحقات

تعليل أقدار الجليل

كان الإلهُ وليس شيئاً غيرهُ

وهو الجليلُ وعَزَّ ذُو السلطانِ

كَمُلَتْ له أوْصافهُ وتَقَدَّستْ

عَمّا يُشَابِهُ مِنْ مثيلٍ ثاني

فاعرفْ إلهكَ قبل مخلوقاتهِ

إذْ لا وُجُودَ لِهذه الأكوان

هو محسنٌ هو راحمٌ هو واهبٌ

ليس العذابُ مُرَادَ ذي الإحسان

واعرفْهُ قبل وجود مخلوقاتهِ

ملكٌ حليمٌ ليس بالغضبان (1)

والشرُّ ليس إليه جل جلاله

فاعرف إلهك أحسنَ العرفان

وَلِحِكْمَةٍ خَلَقَ الشرورَ بِمُلكهِ

وهو المقدِّرُ كُفْرَ ذي الكفران

إبليسُ خالِقُهُ وخالقُ كفرهِ

وكذلك الأتباعُ بالطغيان

أقدارهُ سبقتْ وليس بُمجْبَرٍ

بل باختيارٍ منه ذَا العصيان

هو قد أراد إرادةً كَونيةً

أنّ الفسوقَ يكونُ في الإنسان

هي حكمةٌ قد شاءَها لِمصالحٍ

ومقاصِدٍ عُلِمَتْ لِذِي الإيمان

منها ظهور صفاتِهِ وجلالها

مثل الغفور يجود بالغفران

وكذلك التوابُ جل جلاله

ولِذاكَ يَخْلُقُ طاعة الشيطان

لِيكون إغْوَاءً ودَعْوةَ باطلٍ

وهو ابتلاءُ العبد بالفرقان

(1) يعني أن له سبحانه صفة الغضب، لكنه ذلك الوقت ليس بالغضبان فإنه لم يُوجد باختياره ما يغضبه لما له في ذلك من الحِكَم في خلق من يغضبه، وانظرها مفصلة في شفاء العليل وحادي الأرواح.

ص: 425

ليعود منكسراً ذليلاً عبدُهُ

يرجوه مغفرةً لما هو جاني

حِكَمٌ تجلُّ وَعَدُّها مُتعذِّرٌ

هذي الإشارةُ حَسب ذي العرفان

أما الذي ما تاب من كفرانه

فله الوعيد بدائِم النيران

وله الخلود مُؤبّدٌ تعذيبهُ

جِلْدٌ سَيَنْضُجُ مُعْقَباً بالثاني

ليس الخروج بحاصِلٍ أبداً لهُ

هذا جزاءٌ جاء بالقرآن

واتى بسُنّةِ من عليه صلاتنا

وسلامنا في دائم الأزمان

لكن هذا دائمٌ بدوامها

والنار ليس تدومُ بالبرهان

اعرف إلهك ليس في أوصافهِ

شرٌّ وليس مرادُهُ العدوان

إن العذابَ دواءُ من هو فاسدٌ

كالحَدِّ في الدنيا لذي العصيان

من قال إن عذابه بدوامهِ

فهو الجهولُ بربه الرحمن

إذ انهُ عَرَفَ الإله بفهمِهِ

لا فَهم صَحْبِ نبينا العدناني

ويريد تعظيم الإله بزعمِهِ

فجنى مَسَبَّةَ ربنا المنان

إن الخوارج عَظَّموا معبودهم

فيما يُخالف ظاهر القرآن

تبًّا لمذهبهم وسالِك دَربِهِ

تعظيم ربي ليس بالبهتان

اعرف إلهكَ قبل مخلوقاته

ليس العذاب مراد ذي الإحسان

الرب يغضب في القيامة إنما

غضبُ الرحيم يزول في الأزمان

مثل الذي قد كان قبل خلائِقٍ

تعصيهِ كان وليس بالغضبان

في حينِ تأخُذُ نارُهُ أعدائَهُ

بعذابها في ذلِّةٍ وهَوَان

لن يُخْرجوا إذ ما لهم من شافِعٍ

ويلٌ لِمُسْخِطِ ربه الديان

لا الموت يحصل للكفور وكيف ذا

والموتُ مَذبُحٌ كذبح الضان

هو مِنْيَةٌ لو كان يحصل إنما

حَكَمَ الإله بأنه هو فاني

ص: 426

إن النزاعَ على الجحيم بذاتها

فهي التي تفنى بلا نكران

فنقول في تخليهم أبداً بها

ما دام فيها حامي النيران

ما في الكتاب ولا بسنةِ أحمدٍ

أن الجحيم تدوم كالرحمن

بل فيهما تخليدهم أبداً بها

لكن دوام النار شيء ثاني

ليست تدوم ومن أدام عذابها

فهو الذي قد جاء بالبطلان

يَطفا اللهيب وينتهي غضبُ الذي

ما كان قبل الخلق بالغضبان

غَضَبُ الإلهِ هو الذي من أجلِهِ

نارُ الجحيم تَسَعّرَتْ بهَوَان

أما الخلود ففي كلام إلهنا

ونبينا حينٌ من الأحيان

مهما يطول فإنه لِنهايةٍ

حتمِيَّةٍ محدودةٍ بأوان

وكذلك الأحقابُ فهي لمدة

معلومة بحقائق القرآن

إذ لا يصحُّ بان نقول إلهنا

سيدوم أحقاباً من الأزمان

لُغَةُ النبي وليس ذاك تخرصاً

ليس الظلام كصُبحنا النوراني

إن الذي زعم العذاب لِمُدَّةٍ

لا تنقضي قد جاء بالنكران

وَصَفَ الإلهَ بحكمةٍ وبرحمةٍ

من غير معنىً قامَ بالرحمن

ولذلك الجهم الخبيث لأنه

ظن الدوام لساكني النيران

قد أنكر الوصفينِ طُرّاً إنه

لهُوَ الظهيرُ لِدَعوة الشيطان

من قال إن النار دائمةُ فما

قَدَرَ الإله بِظَنِّهِ العدوان

جعل الإله يُريد شراً مالَهُ

من منتهىً في دائم الأزمان

والشر ليس إليه جل جلاله

لكنَّهُ قد قام بالإنسان

أسبابه مَنعٌ لفضل إلهنا

وهو العليم بموضِعِ الشكران

والظلم والجهل الذي هو طبعنا

هو موجِبٌ للذنب والعصيان

ص: 427

قل لِلَذي زَعَمَ الدّوام سؤالنا

ما حِكْمة الرحمن في الشيطان

هو خالق الشيطان مَعْ أفعالِهِ

وهو المُقدِّر مِلَّةَ الكفران

قل للذي زَعَم الدوام سُؤالنا

ما حكمة الرحمن في النيران

ما حكمة التعذيب دُون نهايةٍ

يبقى مُديماً مَعْ بَقَى الرحمن

لا يستطيع إجابةً لكنّهُ

يأتي بِقولٍ لا يُفيد معاني

إن الذي زَعَمَ البقاء مُحَيِّرٌ

مَنْ جاءَ يطلب حِكمةَ الديان

بلْ إِنهُ لمُنَفّرٌ وَمُصَوِّرٌ

قَدَرَ الحكيم بصورة العُدْوان

أما الذي قال الفناء فإنه

يُنْبيكَ عن حِكَمٍ مَعَ البرهان

قبل الخلائق كان رباً كاملاً

بصِفات مَدْحٍ ما بها نقصان

أسماؤه الحسنى أرادَ ظهورها

مثل الرحيمِ وَوَاسِعِ الغفران

وكذلك التوابُ قابلُ توبةٍ

من عَبْدِه إنْ تاب من عصيان

وكذلك المنانُ مَنَّ بفضله

تَوْفيقنا لُطْفٌ من المنّان

لا بُدَّ من تقدير ما هُوَ مُغْضِبٌ

لِلرب يَفْعَلُهُ بنو الإنسان

لا بُدَّ من داعٍ لِكل ضلالةٍ

إِبليسُ مخلوقٌ لهذا الشان

لَوْ شاء ربي ما عُصي أبداً وما

أجرى مَقادِرَهُ على الكفران

قدَرٌ به الإيمان فَرْضٌ واجبٌ

والإحتجاج به مِن البطلان

ولذَاكَ أوْجَدَ ربنا تَعْذِيبَهُ

بالنار تخليصاً من الطغيان

إذْ كل عبدٍ من عبيد إِلهنا

قَدْ جَاءَ مفطوراً على الإيمان

فالشِركُ يَطْرَؤُ ليس أصْلياً بنا

وكذلك العصيانُ لِلدّيان

كَسِبَ العباد ذنوبهم مِنْ كُفْرِهِمْ

ومن الفُسوقِ تَدَنَّسوا بالرَّان

فالنارُ مثل الكِيرِ تُذْهِبُ عنهمو

ران الذنوب ولَوْ من الكفران

ص: 428

إقرأ كلامَ الله تَعْلَمُ أنهمْ

كُسِروا وَذُّلوا في المعاد الثاني

وبَدَى اعترافٌ منْهموا بَتَذَلُّلٍ

وتضرّعٍ في داخل النيران

فالله يفعلُ بعد ذلك ما يشا

هذا أتى في محكم القرآن

إِبليسُ مَعْ جُنْدٍ لَهُ تُعْدِمْهُمو

نار الإِلهِ كمثل سيء فاني

أوْ يُنْشِئُ الله المعَذَّبَ نَشْأةً

يَرْحَمْهُ فيها ربنا الرحمن

بعد الخلود مؤبَّدٌ مَعْ شِدَّةٍ

فوق التصوُّر في الجحيم الآني

هذا هو المأثور عن أسْلافنا

وهُم الهداةُ مَعَالم الإيمان

والنارُ يَطْفَؤُ حرّها ولَهيبها

قوْل الصحابة ليس بالبهتان

قالوه والكفار تعلم قولهم

من غير إِسْرارٍ ولا كتمان

عرفوا الإله بأنه مُتَفَضِّلٌ

والفضلُ لا كالعدْل في الميزان

بَلْ نَزَّهوا الرحمن جل جلاله

عما يشوُب كمالَه الرّباني

عرفوا عذاب النار صار لحِكْمةٍ

لِيزُول طاري الشرك والكفران

عرفوا مقادير الإِله لحِكْمةٍ

مِنْ خَلْقِهِ لِلْكُفْرِ والعصيان

تعليل أفعال الإِله بِشَرْعِنا

علْمٌ شريفٌ شامخ البنيان

يا مَنْ وصَفْتَ الله وصْفاً مُوحِشاً

أنَّ الرحيمَ كمثل ذي العدوان

أنَّ الرحيمَ مراده من خَلْقِهِ

إِنفاذُ سُخْطٍ دائم الأزمان

والنار تبقى مَعْ بقاء إِلهنا

لا تستطيع الحكم بالفرقان

لم تَقْدِرِ الله الجليلِ بِقَدْرهِ

كلاّ ولا وُفّقْتَ لِلعرْفان

إِثباتُ حكمة ربنا مُتَعَذّرٌ

يا مَنْ زعمتَ إِدامة النيران

إِثباتُ رحمة ربنا مُتَعَذَّرٌ

لا تستطيع الحكمَ بالبرهان

ما صَحَّ عن صَحْبِ النبيِّ مُقَابَلٌ

في قَوْلِ (قُلْتُ) ولي مقالٌ ثاني

ص: 429

ما هكذا السلف التُقاةُ فِعالُهُم

حَذِرُوا الخلافَ مخافة الخذلان

بالإتباع يكون حَمدُ عواقِبٍ

إن المخالِفَ جاء بالخسران

عجباً لقومٍ يَدّعون ضلالنا

من أجل حَقٍّ جاء بالقرآن

وهو اعتقاد صحابةٍ في علمهمْ

كل الهدى والفضلُ للرحمن

لا ينظرون كلامنا ويرونَنَا ** جئنا بأمرٍ ظاهر البهتان

ولأنهم لا يعرفون لربهم

حِكَمٌ بخلق النار والشيطان

فَتَهَوَّكوا في وصفِ من أفعالهُ

حِكَمٌ تُفيد حقائق العرفان

والموعد الديان جل جلاله

بالحق يحكمُ ليس بالبطلان

والحمد لله الذي يهدي إلى

سُبُل الهدى ويجود بالإحسان

قل للذي زعم الوعيد تَشَدُّداً

وإخافةً من غير ما برهان

إن الخوارجَ هكذا تَشديدهم

ضاقت صُدُورُهُمُ بذي العصيان

الله حَذَّر بالمعاصي نارهُ

لكن وعيدٌ جاء مع فرقان

قطعوا بتخليدِ العصاة جهالةً

وضلالةً فأتوا بذا الطغيان

إن الوعيدَ لهُ ضوابِطُ فَهْمُهَا

يُنجيكَ من زُورٍ ومن بهتان

وكذا الذي وصف الرحيم بأنه

خلق العبادَ لِدائِم النيران

أضعافُ أضعافِ الذي قد عُمِّروا

في هذه الدنيا من الأزمان

بل كل ثانيةٍ مَضَتْ من عُمْرِهمْ

فجزاؤهم عنها بلا حُسبان

آلافُ آلافِ السنين وكلما

تمضي أُلُوفٌ جاء ألفٌ ثاني

لو أنَّ طَيراً ينقل الرمل الذي

في أرضنا في دائم الأحيان

في كل ألفٍ من سنين زماننا

ضُرِبَتْ بألفٍ كامل الإتقان

يأتي فيأخذُ حَبَّةً من رَمْلها

فَنِيَتْ رِمال السهل والقيعان

ص: 430

والنار باقيةٌ يُعذَّبُ أهلها

بِئسَ اعتقادً جاء بالبهتان

لا عِلَّةٌ في ذاكَ غير مَشيئةٍ

نفذت وليس لذاك من برهان

هذا هو المعنى المرادُ بقولهم

الزاعمونَ إدَامَة النيران

وكذلك الأتباع دون بصيرةٍ

قالوا بجهلٍ دونما إمعان

هذا اعتقاد الزاعمين بقاءَها

فتَرى نقيض العقل والقرآن

كيف استوى عدل الإله وفضلهُ

لا والرحيمِ فما هُما سِيّان

يا بئسَ وصفٌ للرحيم أتوا بهِ

يا بئسَ تنفيرٌ من الرحمن

ما رحمةٌ هي تستوي مع سُخطِهِ

سبحان ربي مُنزل الفرقان

يا رحمةً غَلَبَت مساخط ربنا

مكتوبة هي عند ذي الإحسان

القائلون دَوام نار إلهنا

هُم قد أساءُوا فهمهما بمعاني

وبغيرها ساءَت فهوم مُنازِعٍ

ظنّ الصحابة ناقصي العرفان

وأَئمةٌ من بعدهم قد حققوا

أقوالهم في غاية الإتقان

هذا الذي قد قُلتهُ هو مُودَعٌ

في كُتبِ (قَيِّمنا) مع (الحَرّاني)

أخذوه من كَلِمِ الإله وخاتَمٍ

للرُّسلِ جاء به من الديان

شرحوه شرحاً وافياً ومُبَيَّناً

في غاية الإتقان والتبيان

فجزى الإله هُداتنا خير الجزا

زُلفى لَدَيهِ ومَبلَغ الرضوان

فبِحادي الأرواح انظر قولهم

وصَوَاعِقٍ فيها الهدى الرباني

وشِفا العليل به الشفاءُ لحائرٍ

يحتارُ في أقدار ذي الإحسان

يحتارُ في التعليلِ والحِكم التي

من أجلها التعذيب بالنيران

ويحارُ أيضاً في وجود عدوّنا

إبليس داعي الكفر والطغيان

والشيخُ قد ظهرتْ له مخطوطةٌ

قد أزهَقَتْ ما كان من بطلان

ص: 431

ذكَرَ الفناءَ وأنه بأدلةٍ

لا بالتخرصِ دونما عرفان

وكتابنا (الإنكارُ) جاء مُفَصِّلٌ

ومَبَيِّنٌ في غاية التِّبيان

قُل للذين رأوا كلام خصومنا

جعلوه مثل صحائف القرآن

لا باطِلٌ يأتيه عند شمالِهِ

كلا ولا يأتيهِ من أيمان

وكلامنا حكموا عليه مُغَيَّباً

وكأنَّهُ ضَربٌ من الهَذيان

أنصفتُمو لا والجليلِ وعِزِّهِ

بل جَورُكُم هوَ ظاهرٌ بعَيَان

لا بدَّ من نَظرٍ لقولِ مُنازعٍ

ومُنازعوهُ لِطالب البرهان

إن جاءَ خَصمٌ عينهُ مفقُوءةٌ

قُلتُم ظُلِمتَ وحُكمنا رَباني

إذ قد حَكَمنا أن خَصمَكَ مُعتَدٍ

مُتَلَبِّسٌ بالإثم والعُدوان

بالجهلِ قلتم لا بعدل إلهنا

فلعلَّ ذاكَ هو الظلوم الجاني

هذي الجهالة حظكم ونصيبكم

والعدلُ مُقترِنٌ مع الإيمان

فالله جل جلاله هو حاكمٌ

بين العباد وجلَّ عن نِسيان

قل للذي ركِبَ الذنوب بجُرأة

قَرِّب لِجسمِكَ موقد النيران

أنظر أَتَصبِرُ طَرفَةً أو لحظةً

لا تستطيع وليس في الإمكان

سبعون ضِعفاً حرُّ نار إلهنا

عن هذه والصَّليُ في اللُّحْمان

الشمسُ تُؤلِمُ في حرارة صيفنا

كيف الجحيم نعوذ بالرحمن

كيف الخلود بها زماناً غَيبُهُ

عند الإلهِ نعوذ بالمنان

لو قيل إنك بعد عُمرٍ طائلٍ

تسعون عاماً دُونما نقصان

تُلقى بنارٍ ساعةً من نارنا

أَيَكونُ عَيشكَ قبل ذلك هاني

اعمل إذاً ما شِئتَ دون تَخَوُّفٍ

إن كنتَ تَصبِرُ في الجحيم الآني

عِش آمناً إن كان عندك مَوثِقاً

ممن عَصَيتَ مُؤيداً بأمان

ص: 432

خاف الملائكةُ الكرامُ وما عَصَوا

كيف المفرِّط من بني الإنسان

صلى الإله على النبي محمدٍ

فهو المعلِّم حكمة الديان (1)

(1) للمؤلف كتاب مطبوع في هذا الموضوع فيه بيان كل شبهة في المسألة واسم الكتاب: (الإنكار على من لم يعتقد خلود وتأبيد الكفار في النار).

ص: 433

شكل رقم (1)

ص: 434

شكل رقم (2)

ص: 435

شكل رقم (3)

ص: 436