الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خوض في مسمى العلم
واسْتفتح صاحب كتاب توحيد الخالق كتابه الذي سمّاه (العلم طريق الإيمان) بكلامه عن العلم، وللمتأخرين خوض في اسم العلم حصل بسببه لبس عظيم فيطلقون هذا الاسم على ما ليس بعلم وعلى ما يضاد العلم وعلى ما هو علم لكنه غير نافع، وهذا خلط حصل بسببه اللبس، وقد كتبت في كتاب (العلم الذي يستحق أن يسمى علماً) وأنه الموروث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الممدوح بالكتاب والسنة.
وأن الإطلاق في كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم لاسم العلم هو هذا، وعلى هذا كان السلف، أما ما عداه فيقيّد ليتبين الفرق بين ما هو من عند الله وهو المطابق للمعلوم في الخارج وبين غيره.
ولما كان هذا الخلط حاصلاً تقرأ ما شئتَ من عبارات المتأخرين فيما يكتبونه: (العلم والدين)(العلم لا ينافي الدين) ونحو ذلك من العبارات التي يقصدون بها الجمع بين علوم المعطلة والدين، وكأن الدين ليس بعلم.
أشار صاحب كتاب توحيد الخالق في بداية كتابه هذا إلى ما جرى بين أهل الكنائس في الغرب وبين أرباب العلم الحديث، وقد تقدم الكلام في هذا وبينت أنه لا يهمنا ما جرى بين ضُلاّل وهم أهل الكنائس وبين
من هم أضل منهم وأكفر المعطلة فميزاننا بين أيدينا وعلمنا الحاكم بين الناس فيما يختلفون فيه هو كلام ربنا ونبينا ولسنا عالة في ديننا لا على المغضوب عليهم ولا على الضالين ولا على المعطلة الملحدين، والحمد لله الذي بعث فينا رسولاً من أنفسنا يعلمنا الكتاب والحكمة ويجعلنا شهداء على الناس وإلى يوم القيامة ففي القرآن ما يكشف ويبين كل بدعة وضلالة لكن عَلِمَ ذلك من علمه وجهله من جهله.
ذكر صاحب كتاب توحيد الخالق في كتابه هذا ما تقدم تفنيده من زعمه أن الذي يصعد إلى الجو يجد ضيق في النَفَس ويستدل بقوله تعالى: (كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ) فقد كَرَّرَ هذه في ثلاثة كتب مما يبين حرصه على ترويج البضائع التالفة.
وذكر أن قوله تعالى: (وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ) أن هذا أول إعلان عن إمكانية وجود إنسان في السماء، وهذا من جنس الزيوف.
التي عَوَّدَنا عليها، والمراد هنا أهل سمواته مع أهل أرضه قال ابن كثير: أي لا يعجزه أحد من أهل سمواته وأرضه بل هو القاهر فوق عباده فكل شيء خائف منه فقير إليه وهو الغني عما سواه. انتهى.
ولا تدل الآية على ما ذهب إليه صاحب كتاب توحيد الخالق.