الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إعجاز صاحب كتاب توحيد الخالق
وبما أن عبد المجيد الزنداني قدْ خاض في هذه اللجج وله مؤلفات مبثوثة أقبل عليها كثير من الشباب من غير بصيرة ولا معرفة يميزون بها الحق من الباطل، مع أنه في مؤلفاته أراد التوفيق بين كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وبين نظريات الملاحدة وما أحدثوه من علوم هي على الحقيقة من أعظم ما فُتِنَ به أهل الوقت، وغيره سلكوا هذا المسلك الخطير لكن هو اشتهر بذلك أكثر من غيره وله تَحَمّس ظاهر في هذا. ومن نظر في مؤلفاته رآه قَلّ أن يُعَوِّل على كلام السلف في التفسير لا سيما تفسير آيات الكوْن وإنما يزكم الأنوف بـ (قال الباحثون) و (كَشَفَ العلم الحديث) و (قال العلماء) وهكذا مما يَحُمّ الأرواح، وكأن نبينا صلى الله عليه وسلم تركنا عالة في معرفة مخلوقات ربنا على أعدائه وأعدائنا، وإن العلم كله في ميراث محمد صلى الله عليه وسلم ولكن يُحْرَمه من عَظّم أعداء الله واغْترّ بهم وسَلَكَ مسالكهم.
وليعلم هؤلاء المقلّدة أن مسلكهم هذا فيه من تنقّص علم الأمة وعلمائها وإظهار حاجتها إلى الكفار للعلم بكتاب ربها مالا يحيط به إلا
الله مما يكون من آثاره الذل النفسي وتجهيل السلف واحتقارهم، وغير ذلك من آثار السوء، ولقد عظمت هذه الفتنة حتى صارت عند كثير من النّشء من المسَلّمات.
قال عبد المجيد الزنداني:
تحت عنوان: السَّبق العِلميُ للقرآن: معجزة جديدة:
إن معجزات وبينات رسالة محمد صلى الله عليه وسلم كثيرة، ومتنوعة، ودائمة لأنه خاتم الرسل والأنبياء، ومن بينات رسالة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام ما ظهر من إعجاز جديد للكتاب الذي جاء به صلى الله عليه وسلم من عند الله، وذلك الإعجاز هو السبق العلمي للقرآن الكريم الذي ذكر حقائق في الكون لم تكن البشرية تعلم عنها شيئاً، وبعد مرور عدد من القرون، وبعد تقدم أجهزة الكشف العلمي وقف العلماء على طرف من هذه الحقائق التي كان القرآن الكريم قد ذكرها قبل قرون وقرون، فكان ذلك شاهداً بأن هذا القرآن قد أنزله الذي يعلم السر في السموات والأرض، كما يشهد بأن محمداً صلى الله عليه وسلم رسول من عند الله الذي أحاط علماً بكل شيء (1).
الجواب على هذا أن يقال: من الخطأ الفاحش أن يطلق اسم العلماء بدون تقييد على الكفار، كذلك أن يطلق اسم العلم على علومهم، لأن
(1) مجموعة الفتاوى 16/ 260
هذا الإطلاق هو لعلماء الدين وعلم الدين، فقوله: وقف العلماء على طرف من هذه الحقائق التي كان القرآن الكريم قد ذكرها قبل قرون وقرون غرور وتغرير، وتحسين قبيح، وتزكية فاسد، حيث أن هذا العلم الحديث وعلماؤه تكلموا في ضلال وتضليل هو ثمار كفرهم وضلالهم.
وقد قَلّدهم في ذلك كثيرون تصدروا للأمة في زمن غربة للدين لم يسبق لها مثيل.
ومن العجيب أن يسمى هذيان المعطلة وضلالهم: إعجاز علمي للقرآن، وسيتبين إن شاء الله عظم ضرر هذه الجناية على الدين وعلى هذا الجيل الذي رأى سراباً ظنه ماءاً.
إن الذي تكلم به هؤلاء من حقائق الكوْن قِسْم منه قد بيّنه علماء المسلمين قبل وجود هؤلاء، ولا أقصد بعلماء المسلمين ما يزعمه أهل الوقت في قولهم علماؤنا المسلمين مثل ابن سينا ومحمد بن زكريا الرازي ونحوهم فهؤلاء كفار بشهادة علماء المسلمين الحقيقيين مثل شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم والشيخ محمد بن عبد الوهاب وغيرهم، وإنما أقصد بعلماء المسلمين الأئمة الذين لهم لسان صدق في الأمة.