الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فردها عليهم. وقد أسلموا بعد ذلك وحسن إسلامهم.
وهكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سياسته وحسن تقديره للأمور فلم يكن يزدهيه النصر ويبطره فينسى جانب العطف والرحمة في مثل هذه الظروف القاسية، وقد أثمرت هذه السياسة ثمرتها المرجوة وكانت مصدر الهدى والنور على توالي الأزمنة والعصور.
عودة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة:
وذهب الرسول صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إلى المدينة آمنًا مطمئنًا فائزًا غانمًا، فوصلها لستٍّ بقين من ذي القعدة سنة ثمانٍ هجرية1.
ولقد أنزل الله في هذه الغزوة من سورة التوبة:
وبانتصار المسلمين في حنين زالت آخر مقاومة كبيرة كانت العرب تستطيع توجيهها ضد الإسلام والمسلمين، وتم فتح الحجاز عمليًّا، كما أقبلت بعد ذلك وفود كثيرة من القبائل تعلن دخولها في الدين الإسلامي، وخضوعها للدولة الإسلامية.
1 وفي أرجح التقديرات أنه رجع إليها بعدما غاب عنها شهرين وستة عشر يومًا.
2 سورة التوبة، الآيات 25، 26، 27.
ومن غزوة حنين وما وقع فيها من الأمن بعد الخوف، والنصر بعد الهزيمة، يتبين لنا أن الغرور كان ولا يزال أساس الشر والبلاء، فالمسلمون حينما اغتروا بكثرتهم يوم حنين حاقت بهم الهزيمة. فلما نزعوا ثوب الغرور واعتمدوا على الله، ولجئوا إلى قوته، جعل الله لهم مع العسر يسرًا، وبدل هزيمتهم نصرًا.
كما يتجلى لنا أن كثرة العدد والعُدد في ميادين الحروب لا تغني فتيلًا إن لم تؤسس على القعيدة والإيمان.. إذ لا قيمة للسيف في يد الجبان، وإن في ذلك لعبرة!!.