الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2-
بيعتا العقبة، وفي هاتين البيعتين وضح للرسول صلى الله عليه وسلم أن الأوس والخزرج مخلصون له وللإسلام، وأنهم سيدافعون عنه وينصرونه، وأن المدينة قد أصبحت بعد إسلام الكثيرين من الأوس والخزرج مكانًا طيبًا يمكن أن تنمو فيه الدعوة الإسلامية وتترعرع.
3-
المؤامرة الكبرى، وهي تلك المؤامرة التي اتفق المشركون فيها على قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم والتخلص منه ليخلو الجو لهم، ويرجع المجد والسلطان لآلهتهم المزعومة، وعقائدهم الفاسدة.
بدء الهجرة النبوية:
وتتحدث السيدة عائشة رضي الله عنها عن يوم الهجرة النبوية فتقول1:
كان لا يخطئ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتي أبي بكر أحد طرفي النهار، إما بكرة، وإما عشية، حتى إذا كان اليوم الذي أذن الله فيه لرسوله صلى الله عليه وسلم في الهجرة والخروج من مكة. ومن بين ظهري قومه أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهاجرة في ساعة كان لا يأتي فيها. قالت: فلما رآه أبو بكر قال: ما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه
1 في لفظ للبخاري، وقد أخرج البخاري حديث الهجرة هذا في مواضع كثيرة:
في الفضائل، باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي المساجد، باب المسجد يكون في الطريق من غير ضرر بالناس.
وفي البيوع، باب إذا اشترى متاعًا أو دابة
…
وفي الإجارة، باب استئجار المشركين عند الضرورة
…
وباب إذا استأجر أجيرًا ليعمل له بعد ثلاثة أيام، أو بعد شهر..
وفي الكفاية، باب جوار أبي بكر..
وفي المغازي، باب غزوة الرجيع
…
وفي اللباس، باب التصنع
…
الساعة المتأخرة إلا لأمر حدث. قالت: فلما دخل تأخر له أبو بكر عن سريره، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس عند أبي بكر إلا أنا وأختي أسماء بنت أبي بكر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أخرج عني من عندك"، قال: يا رسول الله إنما هما ابنتاي، وما ذاك فداك أبي وأمي؟ قال:"إن الله أذن لي في الخروج والهجرة". قالت: فقال أبو بكر: الصحبة يا رسول الله؟ قال: "الصحبة".
قالت: فوالله ما شعرت قط -قبل ذلك اليوم- أن أحدًا يبكي من الفرح حتى رأيت أبا بكر يومئذٍ يبكي.
وقد بكى أبو بكر رضي الله عنه من فرط السرور؛ لأنه أدرك مدى النعمة التي مَنّ الله بها عليه، إذ شرفه بصحبة الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الوقت العصيب.
وفي تلك الرحلة الخالدة التي ستكون حدًّا فاصلًا بين الحق والباطل وسيتقرر بها مصير الإسلام والمسلمين.
وكان أبو بكر قد جهز راحلتين له وللرسول صلى الله عليه وسلم ثم استأجر دليلًا خبيرًا بطرق الصحراء واسمه: عبد الله بن أريقط، وعلى الرغم من أن هذا الرجل كان كافرًا إلا أنهما وثقا من أمانته وإخلاصه، فواعده غار ثور بعد ثلاث ليال.
وكانت الليلة التي خرج فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة في العشر الأواخر من شهر صفر. وفي السنة الثالثة عشرة من البعثة النبوية، وكان المشركون قد ترصدوا للرسول صلى الله عليه وسلم في تلك الليلة، وأحاطوا بداره لكي ينفذوا مؤامرتهم الغادرة.
وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن يبيت في مكانه وسجّاه ببردته، فكان المشركون إذا نظروا من ثقب الباب وجدوا شبحًا نائمًا وعليه بردة الرسول صلى الله عليه وسلم فيعتقدون أنه محمد فيطمئنون، ثم خرج محمد