الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إلى الملائكة أني معكم بمعونتي، فثبتوا أيها الملائكة الذين آمنوا وشجعوهم وأخبروهم بأن الله معهم
…
وأنه سيلقي في قلوب الذين كفروا الرعب
…
وإذا كان الأمر كذلك فاضربوا أيها المؤمنون فوق الأعناق، واضربوا منهم كل بنان
…
وبهذا يتبين لا بما لا يقبل الشك والجدال 1 أن الملائكة إنما نزلت لتثبيت قلوب المؤمنين، ولم تشترك في القتال.
1 بل ظهر ضعف قول المؤلف بما لا يقبل الشك والجدال.
موقف الرسول صلى الله عليه وسلم من الأسرى:
وقد استشار الرسول صلى الله عليه وسلم بعد أن أتم الله عليهم النعمة بالنصر، في أمر الأسرى من مشركي قريش، وكان عددهم سبعين أسيرًا
…
فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله قد كذبوك وقاتلوك وأخرجوك فاضرب أعناقهم فهم رءوس الكفر وأئمة الضلالة
…
ووافقه على ذلك جماعة من الصحابة
…
وقال أبو بكر: يا رسول الله: هؤلاء أهلك وقومك وقد أعطاك الله الظفر والنصر عليهم، وإني أرى أن تستبقيهم وتأخذ الفداء منهم، فيكون ما أخذنا منهم قوة لنا على الكفار، وعسى الله أن يهديهم للإسلام فيكونوا لنا عضدًا. ووافق على الرأي كذلك جماعة من الصحابة.
وقد تلطف الرسول صلى الله عليه وسلم مع صاحبيه الكريمين أبي بكر وعمر يضرب لهما أمثلة من الملائكة والأنبياء. فأما أبو بكر فمثله في الملائكة كمثل ميكال ينزل برضى الله وعفوه عن عباده، ومثله في الأنبياء كمثل إبراهيم كان ألين على قومه من العسل، قدمه قومه إلى النار وطرحوه فيها فما زاد على أن قال:
{فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} 1.
وكمثل عيسى إذ يقول: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} 2.
وأما عمر فمثله في الملائكة كمثل جبريل ينزل بالسخط من الله والنقمة على أعداء الله. ومثله في الأنبياء كمثل نوح إذ يقول:
وكمثل موسى إذ يقول:
1 سورة إبراهيم، الآية 26.
2 سورة المائدة، الآية 118.
3 سورة نوح الآيتان 26، 27.
4 سورة يونس، الآية 88.
وأما الحديث في استشارته صلى الله عليه وسلم لأصحابه وقول أبي بكر وعمر، فقد جاء بسياقات مختلفة لكن قريبة المعنى، وعن جماعة من الصحابة منهم:
أ- ابن عباس، عند مسلم في صحيحه ص 1383 وغيره.
ب- ابن مسعود عند أحمد 1/ 383، والترمذي 3084، والحاكم 3/ 22 وصححه، والبيهقي في "الدلائل" 3/ 139 وآخرين منهم الطبراني 10258 والموصلي 5187.
ج- أنس عند أحمد كما في "البداية" 3/ 297، وهو في المسند 3/ 243، و"مجمع الزوائد" 6/ 88، وقد وثق الهيثمي رجاله غير علي بن عاصم: قال هو كثير الغلط.
د- ابن عمر، وأبو هريرة، عند ابن مردويه كما في "البداية" 3/ 298، وعند الحاكم عن ابن عمر.
ثم أخذ الرسول صلى الله عليه وسلم برأي أبي بكر وترك رأي عمر، وقبل الفداء من الأسرى، وقال لأصحابه:"لا يفلتن أحد من أسراكم إلا بفداء". فنزل قوله تعالى:
وكان ذلك عتابًا من الله لرسوله وتبيانًا للمنهج القويم الذي كان يجب أن يسير عليه.
وبعد فقد كانت غزوة بدر درسًا عمليًّا تجلت فيه ثمرة الإيمان فنصر الله المسلمين وهم قلة، لأنهم آمنوا بالله وأخلصوا الإيمان، وخذل المشركين وهم كثرة، لأنهم حادوا عن الحق وابتعدوا عن الإيمان.
{وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} 2.
1 سورة الأنفال، الآيتان 67، 68.
2 سورة الحج، الآية 40.