الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كشف الله أمرهم وبين للرسول صلى الله عليه وسلم عاقبتهم، وذلك قوله تعالى:{سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ، يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ} 1.
وبعد فهذه قصة الثلاثة الذين خلفوا، ومن ثناياها يتجلى لكم مثل رائع من الإخلاص الصادق والإيمان العميق والعقيدة الراسخة التي لا تعصف بها الحوادث، ولا يزيدها تطاول الأيام إلا رسوخًا وقوة. وهكذا الإيمان إذا خالطت بشاشته القلوب.
ومن ثناياها ترون أن الصبر على البلاء والاطمئنان لقضاء الله وقدره، ذلكم هو السبيل القويم الذي يكفر الذنوب والآثام، ويضمن للإنسان البراءة والنجاة:{يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ} 2.
ومن ثناياها ترون أن منطق النفاق كليل، وسلاحه مفلول، وعمره قصير، وحجته داحضة، والمنهج القاصد للمؤمن المجاهد هو أن يسير في حياته على أساس من الإيمان الصادق الذي لا يخادع ولا ينافق، حينئذٍ يحيا حياة طيبة، ويؤتيه الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة.
1 سورة التوبة، الآيتان 195-196.
2 سورة النبأ، الآية 40.
بعض العبر في غزوة تبوك:
- أظهرت هذه الغزوة أن النفاق لابد أن يفتضح أمره في وقت الشدة. فهؤلاء
المنافقون خافوامن الحر الشديد، فأرادوا أن يثبطوا همة المؤمنين، وقالوا لهم:{لا تَنفِرُوا فِي الْحَرِّ} 1.
فكشف الله نفاقهم ورد عليهم بقوله: {قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ، فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً وَلْيَبْكُوا كَثِيراً جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} 2.
إن الله عز وجل يفتح باب التوبة أمام المذنبين إذا اعترفوا بذنوبهم وندموا على ما فرط منهم 3، فهؤلاء الثلاثة الذين تخلفوا دون عذر عن هذه الغزوة حينما أدركوا خطأهم وندموا وتابوا، غفر الله لهم وتاب عليهم.
1 سورة التوبة، الآية 81.
2 سورة التوبة، الآيتان 81 - 82.
3 الصواب: وندموا على ما فرطوا.