الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من ذلك كله ثلاثة آلاف رجل1 ومعهم ما يلزمهم من العدة والسلاح.
وكان العباس بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم واقفًا على ما تدبره قريش للنبي صلى الله عليه وسلم ومطلعًا على كل صغير وكبيرة من أمرهم، وكان لا يزال مشركًا، ولكن عاطفة القرابة جعلته يرسل كتابًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يفاجئه أعداؤه، فكان هذا الموقف الكريم عملًا جليلًا للعباس يضاف إلى أعماله الجليلة السابقة التي قام بها قبل إسلامه حبًّا في ابن أخيه محمد عليه الصلاة والسلام.
وخرجت قريش من مكة في شوال من السنة الثالثة للهجرة مع حلفائهم من بني كنانة وأهل تهامة، حتى إذا بلغوا الأبواء ومروا بقبر آمنة بنت وهب، دفعت الحمية بعض الطائشين منهم إلى التفكير في نشبه، لولا أن العقلاء منهم تداركوا هذا الأمر، حتى لا ينبش المسلمون موتاهم إذا تهيأت لهم فرصة الانتقام، ثم تابعت قريش مسيرها حتى نزلت عند بعض السفوح من جبل أحد على بُعد خمسة أميال من المدينة.
1 وقيل في بعض الروايات أقل من ذلك.
موقف الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين:
وعلم الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمون بذلك المكان الذي نزل فيه المشركون، فجمع الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه واستشارهم وقال:"إن رأيتم أن تقيموا بالمدينة وتدعوهم حيث نزلوا. فإن أقاموا، أقاموا بشر مقام، وإن هم دخلوا علينا قتلناهم فيها". فرضي الكبار والشيوخ منهم بهذا الرأي: وقال قائلهم: تقيم بالمدينة يا رسول الله وتتركهم. فإن أقاموا أقاموا بشر محبس، وإن دخلوا قاتلهم الرجال في وجوههم
ورماهم النساء والصبيان بالحجارة من فوقهم، وإن رجعوا خائبين كما جاءوا.
ولكن الشبان وخصوصًا من لم يشهد بدرًا من المسلمين لم يرضوا بهذا الرأي وقالوا: يا رسول الله اخرج بنا إلى أعدائنا حتى لا يرو أنا جبنا عنهم وضعفنا، وما زال هؤلاء برسول الله صلى الله عليه وسلم حتى اتبع رأيهم، لأنهم الأكثرون عددًا والأقوون جلدًا.
فصلى الجمعة في اليوم العاشر من شوال وحثهم في خطبتها على الثبات والصبر، وقال:"لكم النصر ما صبرتم".
ثم عقد الألوية، فأعطى لواء المهاجرين لمصعب بن عمير1، ولواء الخزرج للحباب بن المنذر2 ولواء الأوس لأسيد بن الحضير.
ثم سار الجيش وكان عدده يقرب من الألف رجل حتى إذا كان بالشوط -وهو بستان بين جبل أحد والمدينة- رجع عبد الله بن أُبي3 بثلاثمائة من أصحابه، وبقي مع الرسول صلى الله عليه وسلم سبعمائة رجل من المؤمنين المخلصين، فمضوا في طريقهم حتى وصلوا إلى الشعب من جبل أحد على مقربة من المشركين، ثم جعلوا ظهورهم للجبل ووجوههم للمدينة.
1 وقيل: بيد علي بن أبي طالب.
2 وقيل: بيد سعد بن عبادة.
3 زعيم المنافقين في المدينة.