الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث السادس
المواضع التي تشرع فيها الاستعاذة
تشرع الاستعاذة في مواضع كثيرة منها ما يلي:
1 -
عند قراءة القرآن، قال الله تعالى:{فَإِذَا قَرَاتَ الْقُرْآَنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (98)} (1)، وقال تعالى:{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آَيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (52)} (2).
2 -
عند حصول نزغ من الشيطان، ووسوسة للإنسان، قال الله تعالى:{وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَّمِيعُ عَلِيمُ} (3). وقال تعالى: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (36)} (4). وقال تعالى: {وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ} (5). وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ (201)} (6).
3 -
عندما يوسوس الشيطان للمسلم في معتقده بربه. فعن أبي
(1) سورة النحل، الآية:98.
(2)
سورة الحج، الآية:52.
(3)
سورة الأعراف: الآية 200.
(4)
سورة فصلت، الآية:36.
(5)
سورة المؤمنون، الآية: 97 - 98.
(6)
سورة الأعراف، الآية:201.
هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «يأتي الشيطان أحدكم، فيقول: من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقول من خلق ريك، فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته» متفق عليه (1).
4 -
عندما يلبس الشيطان، على الإنسان في صلاته.
فعن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يارسول الله، إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي، وقراءتي، يلبسها علي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«ذاك شيطان، يقال له خنزب، فإذا أحسسته، فتعوذ بالله منه، واتفل على يسارك ئلائًا، قال: ففعلت ذلك، فأذهبه الله عني» رواه مسلم (2).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان، وله ضراط حتى لايسمع التأذين، فإذا قضي الندا، أقبل، حتى إذا ثوب بالصلاة أدبر، حتى إذا قضي التثويب أقبل، حتى يخطر بين المرء فى نفسه، يقول: اذكر كذا، اذكر كذا، لما لم يكن يذكر، حتى يظل الرجل لا يدري كم صلى» ، متفق عليه (3).
5 -
عند الغضب، فقد أخرج البخاري ومسلم عن سليمان بن صرد رضي الله عنه قال استبَّ رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم ونحن عنده
(1) أخرجه البخاري في - بدء الخلق - باب صفة إبليس وجنوده - حديث 3276 ومسلم في الإيمان - باب بيان الوسوسة في الإيمان - الحديث 134.
(2)
في السلام - باب التعوذ من شيطان الوسوسة في الصلاة - حديث 2203.
(3)
أخرجه البخاري - في الأذان - باب فضل التأذين - حديث 608، ومسلم في الصلاة - فضل الأذان حديث 389.
جلوس، وأحدهما يسب صاحبه، مغضبًا قد احمر وجهه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم «إني لأعلم كلمة لو قالها، لذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. فقالوا للرجل: ألا تسمع ما يقول النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني لست بمجنون» (1).
6 -
عندما يرى الإنسان رؤيا يكرهها، فعن أبي قتادة رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقو ل: «الرؤيا من الله والحلم من الشيطان، فإذا رأى أحدكم شيئًا يكرهه، فلينفث عن يساره ثلاثًا، ويتعوذ بالله من شرها، فإنها لن تضره» ، وفي رواية: «وليتعوذ بالله من شر الشيطان وشرها
…
، فإنها لن تضره» متفق عليه (2).
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها، فليبصق عن يساره، وليتعوذ بالله من الشيطان، ويتحول عن جنبه الذي كان عليه» رواه مسلم (3).
7 -
عند دخول المسجد. فعن عبد الله بن عمره بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه: كان إذا دخل المسجد قال: «أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم» (4).
(1) سبق تخريجه في الكلام على صيغ الاستعاذة في المبحث الأول، من هذا الفصل.
(2)
أخرجه البخاري - في بدء الخلق - باب صفة إبليس وجنوده - حديث 3292، ومسلم - في أول كتاب الرؤيا - حديث 2261.
(3)
في الرؤيا - حديث 2262، وكذا رواه أبو داود - في الأدب - باب ما جاء في الرؤيا - حديث 5022، وابن ماجه - في تعبير الرؤيا - من رأى رؤيا يكرهها - حديث 3908.
(4)
أخرجه أبو داود - في الصلاة - باب فيما يقوله الرجل عند دخول المسجد حديث 466 وصححه الألباني حديث 441.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا دخل أحدكم المسجد، فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم ثم ليقل اللهم افتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج فليسلم على النبي، وليقل اللهم اعصمني من الشيطان الرجيم» (1).
8 -
عند سماع نهيق الحمار، ونُباخ الكلاب. فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي قال:«إذا سمعتم صياح الديكة فسلوا الله من فضله، فإنها رأت ملكًا، وإذا سمعتم نهيق الحمار، فتعوذوا بالله من الشيطان، فإنه رأى شيطانًا» متفق عليه (2).
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إذا سمعتم نباح الكلاب، ونهيق الحمر بالليل فتعوذوا بالله فإنهن يرين مالا ترون» رواه أبو داود (3).
9 -
عند نزول منزل. فعن خولة بنت حكيم قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من نزلا منزلًا، ثم قال: أعوذ بكلمات الله التامات، من شر ما خلق، لم يضره شيء، حتى يرتحل من منزله ذلك» رواه
(1) أخرجه ابن ماجه في الصلاة - باب الدعاء عند دخول المسجد حديث 773 وصححه الألباني.
(2)
أخرجه البخاري في بدء الخلق - باب خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال حديث - 3303، ومسلم - في الذكر - باب استحباب الدعاء عند صياح الديكة - حديث 2729.
(3)
في الأدب - باب نهيق الحمير ونباح الكلاب - حديث 5103، وصححه الألباني، حديث 4256.
مسلم (1).
10 -
عند دخول الخلاء - فعن أنس رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء قال: «اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث» (2).
11 -
عندما يجد الإنسان وجعًا في جسده.
فعن عثمان بن أبي العاص أنه شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ضع يدك على الذي يألم من جسدك، وقل: بسم الله ثلاثًا، وقل سبع مرات: أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر» رواه (3).
12 -
عند الصباح والمساء وعند النوم.
عن أبي هريرة أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال يا رسول الله مرني بكلمات أقولهن، إذا أصبحت، وإذا أمسيت، قال «قل اللهم فاطر الموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، رب كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بالله من شر نفسي، وشر الشيطان وشركه. قال: قلها إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعك» (4).
(1) في - الذكر والدعاء - باب التعوذ من سوء القضاء ودرك الشقاء - حديث 2708.
(2)
أخرجه البخاري - في الوضوء - باب ما يقول عند الخلاء - حديث 142، ومسلم في الحيض، باب ما يقول إذا أراد دخول الخلاء - حديث 375.
(3)
في السلام - باب استحباب وضع يده على موضع الألم مع الدعاء، حديث 2202.
(4)
أخجره أبو داود - في الأدب - باب ما يقول إذا أصبح حديث 5067، والترمذي في الدعوات حديث 3392، وأحمد 2: 297، وصححه الألباني.
13 -
عند الفزع من النوم:
عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا فزع أحدكم من النوم، فليقل: أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وشر عباده، ومن همزات الشياطين. وأن يحضرون» (1).
14 -
كما يشرع للمسلم أن يعوذ أولاده:
فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسن، ويقول: «أن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق: أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة» رواه البخاري (2).
إلى غير ذلك من الدافع والأوقات، التي تتأكد فيها مشروعية الاستعاذة، قال الله تعالى:{وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ (98)} (3).
قال ابن زيد: «في كل شيء من أمري» (4).
(1) أخرجه أبو داود - في الطب - حديث 3893، والترمذي - في الدعوات حديث 3528 وصححه الألباني.
(2)
في الأنبياء - باب (10) - حديث 3371، وأخرجه أبو داود - في السنة - باب في القرآن حديث 4737، والترمذي - في الطب - حديث 2060، وابن ماجه - في الطب، حديث 3525، وأحمد 1: 236، 270.
(3)
سورة المؤمنون، الآية: 97 - 98.
(4)
أخرجه الطبري 18: 51 - الطبعة الثالثة.