المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المبحث الثامنالمواضع التي تشرع فيها البسملة - اللباب في تفسير الاستعاذة والبسملة وفاتحة الكتاب

[سليمان اللاحم]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌الباب الأولالاستعاذة والبسملة، معناهما، وأحكامهما

- ‌الفصل الأولالاستعاذة، معناها، وأحكامها

- ‌المبحث الأولصيغ الاستعاذة الصحيحة

- ‌الصيغة الأولى: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

- ‌الصيغة الثانية: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

- ‌الصيغة الثالثة: أعوذ بالله السميع العليم، من الشيطان الرجيم، من همزه ونفخه ونفثه

- ‌الصيغة الرابعة: اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم، وهمزه ونفخه ونفثه

- ‌الصيغة الخامسة: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، إن الله هو السميع العليم

- ‌الصيغة السادسة: أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم، من الشيطان الرجيم

- ‌المبحث الثانيأركان الاستعاذة

- ‌المبحث الثالثالاستعاذة ليست بآية من القرآن الكريم

- ‌المبحث الرابعإعراب الاستعاذة، ومعناها

- ‌أ - إعرابها:

- ‌ب - معناها:

- ‌المبحث الخامسأحكام الاستعاذة

- ‌أ - مكان الاستعاذة من القراءة:

- ‌ب - حكمها عند قراءة القرآن، في الصلاة أو خارجها:

- ‌ج - هل يتعوذ في الصلاة في كل ركعة، أو في الركعة الأولى فقط:

- ‌د - حكم الحهر بها، أو الإسرار:

- ‌هـ - وأما حكم الجهر بها في الصلاة:

- ‌المبحث السادسالمواضع التي تشرع فيها الاستعاذة

- ‌المبحث السابعبيان أن شيطان الجن أعظم ضررًا من شيطان الإنس ومن النفس «المذمومة»

- ‌المبحث الثامنالسبيل للخلاص من شر الشيطان ومكايده

- ‌الفصل الثانيالبسملة: معناها، وأحكامها

- ‌المبحث الأوللفظ البسملة، وإعرابها

- ‌أ - لفظها:

- ‌ب - إعرابها:

- ‌المبحث الثانيمعنى البسملة

- ‌المبحث الثالثهل البسملة آية مستقلة من القرآن الكريم

- ‌القول الأول:

- ‌القول الثاني:

- ‌القول الثالث:

- ‌ القول الرابع

- ‌المبحث الرابعالسبب في عدم كتابة البسملة في مطلع سورة براءة

- ‌المبحث الخامسحكم قراءة البسملة في غير الصلاة

- ‌المبحث السادسحكم قراءة البسملة في الصلاة

- ‌المبحث السابعحكم البسملة من حيث الجهر بها والإسرار، في الصلاة، أو خارجها

- ‌المبحث الثامنالمواضع التي تشرع فيها البسملة

- ‌المبحث التاسعفوائد البسملة، والأحكام التي تضمنتها

- ‌الباب الثانيتفسير سورة الفاتحة

- ‌الفصل الأولتفسير سورة الفاتحة

- ‌المبحث الأولمكان نزول الفاتحة

- ‌المبحث الثانيأسماء الفاتحة

- ‌المبحث الثالثعدد آيات الفاتحة، وهل البسملة آية منها

- ‌المبحث الرابعفضل سورة الفاتحة

- ‌فائدة:

- ‌المبحث الخامسالمعاني التي اشتملن عليها سورة الفاتحة

- ‌المبحث السادسبيان معنى السورة والآية

- ‌أ- بيان معنى السورة:

- ‌ب- بيان معنى الآية:

- ‌المبحث السابعتفسير مفردات الفاتحة، وبيان معاني آياتها

- ‌{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}

- ‌الفرق بين الحمد والشكر:

- ‌«لله»

- ‌معنى (الحمد لله):

- ‌معنى (مالك يوم الدين):

- ‌ نَعْبُدُ

- ‌لا بد لصحة العبادة من توفر شرطين:

- ‌{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}:

- ‌{الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}

- ‌{صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عليهِمْ}

- ‌{غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عليهِمْ وَلَا الضَّالينَ}:

- ‌{وَلَا الضَّالِّينَ}:

- ‌المبحث الثامنما يؤخذ من سورة الفاتحة من فوائد وأحكام

- ‌1 - مشروعية الابتداء في بالبسملة في الكتب والرسائل والخطب والمواعظ ونحوها تأسيًا بكتاب الله تعالى

- ‌2 - مشروعية حمد الله تبارك وتعالى في افتتاح الكتب والرسائل والخطب والمواعظ

- ‌3 - حمد لله -تعالى- لنفسه

- ‌4 - أمر الله -تعالى- عباده أن يحمدوه ويثنوا عليه ويمجدوه

- ‌5 - أن الوصف الكامل مستحق لله على الدوام

- ‌6 - في قوله تعالى: (الحمد لله) رد على الجبرية، الذين يقولون إن الله جبر العبد على أفعاله

- ‌7 - أن الحمد لا ينبغي أن يكون إلا لمن هو أهل له

- ‌8 - يؤخذ من قوله -تعالى-: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} الإقرار والاعتراف من العبد لله جل وعلا بالكمال من جميع الوجوه وبالفضل والإنعام والإحسان

- ‌9 - إثبات توحيد الأسماء والصفات

- ‌10 - إثبات توحيد الإلوهية

- ‌11 - إثبات توحيد الربوبية بقسميه العام لجميع الخلق

- ‌12 - إثبات علم الله تعالى الشامل

- ‌13 - إثبات أنه تعالى الأول بلا بداية

- ‌14 - أن الأحق بالاستعانة والمسألة هو اسم «الرب»

- ‌15 - في قوله: {رَبِّ الْعَالَمِينَ} إشارة إلي تساوي الخلق في الربوبية العامة التي بمعني الخلق والملك والتدبير

- ‌16 - في إثبات حمده وروبيته للعالمين وتوحيد رد على من قال بقدم العالم فإن في إثبات حمده ما يقتضي ثبوت أفعاله الاختيارية

- ‌17 - في إثبات رحمته -تعالى- ورحمانيته رد على الجبرية في أن الله يعاقب العبد على ما لا قدرة له عليه

- ‌18 - إثبات يوم القيامة

- ‌19 - يؤخذ من قوله -تعالى-: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} الدلالة على أن الملك الحقيقي لله جل وعلا

- ‌20 - إثبات محاسبة الله للعباد ومجازاته لهم على أعمالهم بالعدل

- ‌21 - إثبات كتابة الأعمال وتدوينها وإحصائها

- ‌22 - الحث على الاستعداد ليوم الدين

- ‌23 - في تقديم قوله تعالى: {الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ} على قوله {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} إشارة إلى أن رحمته تعالى سبقت غضبه

- ‌24 - الجميع بين الترغيب والترهيب

- ‌25 - في قول {إِيَّاكَ} رد على الملاحدة والدهرية المنكرين لوجود الله

- ‌26 - في قوله تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} بعد الآيات قبله انتقال من الغيبة إلى الخطاب لأجل تنبيه القارئ والمستمع

- ‌27 - دل قوله تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} على إثبات نوع من أنواع العبودية

- ‌28 - وجوب إخلاص العبادة لله تعالى بجميع أنواعها اعتقاداً وقولًا وعملًا

- ‌29 - دل قوله تعالى: {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} على أن العبد لا ينفك عن العبودية حتى الموت

- ‌30 - حاجة جميع الخلق إلى عون الله -تعالى

- ‌31 - تقديم حقه تعالى حق العبد

- ‌32 - لما كانت عبادة الله تعالى هي أشرف مقام يصل إليه العبد

- ‌33 - دل قوله -تعالى-: {إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} على إثبات القدر

- ‌34 - في نسبة العبادة والاستعانة إلى العباد في قوله (نعبد)…(ونستعين) دليل على أن ذلك من فعلهم

- ‌35 - في تقديم قوله -تعالى- {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

- ‌36 - وجوب دعاء الله والتضرع إليه وسؤاله الهداية

- ‌37 - في قوله تعالى {اِهْدِنَا الصِّرَاط الْمُسْتَقِيم} رد على القدرية المجوسية

- ‌38 - إن الهدى الحقيقي الصحيح هو ما جاء عن الله -تعالى

- ‌39 - مشروعية دعاء المسلم لإخوانه المسلمين

- ‌40 - ربط الأعمال ونجاحها بأسبابها

- ‌41 - أن صراط الله والطريق الموصل إليه عدل مستقيم لا اعوجاج فيه

- ‌42 - يؤخذ من قوله {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ

- ‌43 - إن الصراط المستقيم الذي يسأل العبد ربه الهداية إليه هو صراط الذين أنعم عليهم بطاعته وتعالى

- ‌44 - أن الهداية للطريق المستقيم بالإيمان بالله والعمل الصالح

- ‌45 - في قوله تعالى

- ‌46 - التنويه بعلو شأن المنعم عليهم وفضلهم ورفعة قدرهم

- ‌47 - الترغيب بسلوك الطريق المستقيم

- ‌48 - أن الطريق الحق واحد

- ‌49 - أن الصراط تارة يضاف إلى سالكيه

- ‌50 - وجوب الاعتراف بالنعمة لموليها ومسديها

- ‌51 - في إثبات حمده بصفات الكمال وإثبات ربوبيته وملكه

- ‌53 - إثبات كمال الصراط المستقيم

- ‌54 - ينبغي للعبد بعد أن يسأل الله تعالى أن يهديه الصراط المستقيم

- ‌55 - إثبات صفة الغضب - لله - كما يليق بجلاله وعظمته

- ‌56 - ينبغي للعبد أن يسلك من الطرق أحسنها وأصلحها وأقومها

- ‌57 - أن من أخص صفات اليهود الغضب

- ‌58 - أن كل من سلك مسلك أحد الطائفتين شمله وصف تلك الطائفة

- ‌59 - دل قوله تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} وما بعده على أن الناس ينقسمون بحسب معرفة الحق والعمل به

- ‌60 - في إسناد النعمة إلى الله تعالى

- ‌61 - بلوغ القرآن غاية الإيجاز مع الفصاحة والبيان

- ‌62 - الترغيب في سلوك سبيل المنعم عليهم والمؤمنين

- ‌63 - دلت السورة على إثبات النبوات ووجوب الإيمان بالكتب والرسل

- ‌64 - تضمنت السورة الدلالة على سعة علم الله عز وجل وخبرته وتعلق علمه بالجزئيات

- ‌65 - اشتمل قوله تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} وما بعده إلى آخر السورة على الرد على جميع طوائف الكفر والضلال

- ‌66 - تضمنت السورة شفاء القلوب، كما تضمنت شفاء الأبدان

- ‌الفصل الثانيالأحكام التي تتعلق بسورة الفاتحة

- ‌المبحث الأولحكم قراءة الفاتحة في الصلاة

- ‌أولًا: حكم قراءة الفاتحة في حق الإمام والمنفرد:

- ‌ثانيًا: حكم قراءة الفاتحة في حق المأموم:

- ‌اختلف أهل العلم رحمهم الله قديمًا وحديثًا في هذه المسألة

- ‌أ- السبب الأول:

- ‌ب- السبب الثاني:

- ‌ إجمال الخلاف في هذه المسألة

- ‌القول الأول:

- ‌القول الثاني:

- ‌القول الثالث:

- ‌أ- الاعتراضات الواردة على أدلة القول الأول بأن المأموم يقرأ الفاتحة في الصلاة السرية والجهرية

- ‌ب- الاعتراضات الواردة على أدلة القول الثاني أن المأموم يقرأ في الصلاة السرية دون الجهرية

- ‌ج- الاعتراضات الواردة على أدلة أصحاب القول الثالث: أن المأموم لا يقرأ لا في السرية، ولا في الجهرية

- ‌الترجيح بين الأقوال:

- ‌ بيان المشروع من السكتات في الصلاة

- ‌ ما الذي يشرع قوله في سكتات الإمام

- ‌المبحث الثانيوفيه مسائل:

- ‌أ- حكم من لم يستطيع قراءة الفاتحة في الصلاة:

- ‌ب- حكم قراءة الفاتحة في صلاة الجنازة:

- ‌ج- حكم قراءة الفاتحة على المريض:

- ‌د- حكم قول «آمين» بعد قراءة الفاتحة:

- ‌هـ - حكم قراءة ما زاد على الفاتحة في الصلاة:

- ‌الخاتمة

الفصل: ‌المبحث الثامنالمواضع التي تشرع فيها البسملة

‌المبحث الثامن

المواضع التي تشرع فيها البسملة

تشرع البسملة وهي قول: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} في مواضع منها مايلي:

1 -

عند قراءة القرآن، وبخاصة عند الابتداء بأوائل السور سوى سورة براءة، لأنها آية تنزل مع كل سورة سوى براءة، ولهذا أثبتت في المصاحف مع كل سورة نزلت معها، وإن كانت ليست آية من السور مطلقًا.

2 -

في بداية الكتب والرسائل والخطب والمسائل العلمية، تأسيًا بكتاب الله تعالى، وبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كان يبتدئ بها في كتبه صلى الله عليه وسلم للملوك كما في كتابه إلى هرقل فقد ابتدأه صلى الله عليه وسلم بقوله:«بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم. . .» (1).وكذا كان الأنبياء قبله كما جاء في كتاب سليمان لبلقيس: {قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29) إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} (2). وقد درج على هذا سلف الأمة وخلفها في كتبهم ورسائلهم وخطبهم ومقالاتهم.

وقد اختلفوا في حكم كتابتها مع الشعر، فذهب بعضهم إلى كراهة

(1) أخرجه البخاري في بدء الوحي- الحديث 7، ومسلم في الجهاد- باب كتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى هرقل يدعوه إلى الإسلام- الحديث 1773.

(2)

سورة النمل، والآية: 29 - 30.

ص: 161

ذلك والمنع منه، وأجازه آخرون (1)، والذي يظهر- والله أعلم- أن الشعر لا يختلف عن النثر من حيث جواز كتابتها مع المحمود منهما، وعدم جواز ذلك مع المذموم منهما، لأن في ذلك استخفافًا بالله، وأسمائه وصفاته.

ب-وتشرع التسمية وهي قول: «بسم الله» في مواضع كثيرة منها مايلي:

1 -

عند الوضوء- فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا صلاة لمن لا وضوء له، ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه» (2).

(1) انظر «الجامع لأحكام القرآن» للقرطبي 1: 97.

(2)

أخرجه أبو داود- في الطهارة- باب في التسمية في الوضوء- حديث 101، وابن ماجه- في الطهارة- ما جاء في التسمية في الوضوء- حديث 399، وأحمد 2:418.

وطرق هذا الحديث كلها ضعيفة. لكن له شواهد من حديث أبي سعيد الخدري، وسعيد بن زيد، وأنس بن مالك وغيرهم. فقد أخرج: ابن ماجه حديث 397، وأحمد 3: 41، عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه» .

وأخرج الترمذي- في الطهارة- حديث 25، 26، وابن ماجه في الطهارة أيضًا، حديث 398، وأحمد 4: 70، 5: 382، 6: 382، والدارقطني- في الطهارة- حديث 5: 10 عن سعيد بن زيد نحوه.

وأخرج النسائي في الطهارة- حديث 76، والدارقطني- في الطهارة حديث (1) عن أنس بن مالك قال: «طلب بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وضوء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل مع أحدكم منكم ماء؟ فوضع يده في الماء، ويقول: بسم الله

» الحديث، وقد ضعف جمع من أهل العلم هذه الأحاديث كلها. قال الإمام أحمد:«ليس فيه شيء يثبت، وقال: لا أعلم في التسمية حديثًا صحيحًا» . وقال البزار: «كل ما روي في هذا الباب فليس بقوي» . وقد قواه بعض أهل العلم، فقال أبو بكر بن أبي شيبة:«ثبت لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله» . وقال ابن حجر: «والظاهر أن مجموع الأحاديث يحدث منها قوة تدل على أن له أصلًا» .

وأكثر أهل العلم على أن هذا الحديث، بمجموع طرقه وشواهده، إما حسن، وإما صحيح: منهم ابن الصلاح، والعراقي، وابن القيم، وابن كثير والسيوطي والصنعاني والشوكاني، والألباني من المعاصرين. انظر:«تفسير ابن كثير» 1: 38، «سبل السلام» 1: 70 - 71، «نيل الأوطار» 1: 159 - 161، «إرواء الغليل» حديث 81، «صحيح سنن أبي داود» حديث 90، 91 وقد استدل بهذه الأحاديث على وجوب التسمية في الوضوء بعض أهل العلم منهم الإمام أحمد في رواية له اختارها أبو يعلى وجمع من الحنابلة وإسحاق والحسن وداود وحملوا قوله في الحديث «لا وضوء» على نفي الحقيقة الشرعية والصحة والإجزاء وجمهور العلماء على أن التسمية في الوضوء سنة منهم أبو حنيفة ومالك والشافعي ورواية لأحمد اختارها بعض أصحابه كالخرقي وابن قدامة وابن تيمية وحملوا الأحاديث المذكورة على القول بصحتها- على نفي الكمال أو على الاستحباب.

ص: 162

2 -

عند الدخول في المسجد والخروج منه، فعن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل المسجد يقول: «بسم الله، والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج قال: بسم الله والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب فضلك» (1).

3 -

عند الركوب قال الله- تعالى: {وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} (2).

وجاء في حديث جابر الطويل في قصة بعيره: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: «اركب باسم الله» رواه مسلم (3).

(1) أخرجه النسائي في الصلاة- الدعاء عند دخول المسجد، حديث 771 بهذا اللفظ، وصححه الألباني. والحديث ضعيف عند أكثر أهل العلم.

(2)

سورة هود، الآية:41.

(3)

في المساقاة- باب بيع البعير، حديث 715.

ص: 163

(1) في الجهاد- ما يقول الرجل إذا ركب- حديث 2602، وصححه الألباني.

(2)

اختلف العلماء في حكم التسمية عند الذبح فذهب بعض أهل العلم إلى أن التسمية شرط لحل الذبيحة وهو رواية عن الإمام أحمد اختارها أبو الخطاب وشيخ الإسلام ابن تيمية لقوله: {وَلَا تَاكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ} الآية 121 الأنعام وغيره من الأدلة وذهب الجمهور منهم أبو حنيفة. ومالك وأحمد في المشهور عنهما إلى أنها واجبة مع الذكر للآية السابقة ولغيرها من الأدلة: وتسقط عند النسيان لقوله: {رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَانَا} قال الله قد فعلت رواه مسلم وللحديث: «إن الله تجاوز لأمتي الخطأ والنسيان» رواه ابن ماجه. وذهب الشافعي وبعض أهل العلم إلى أنها سنة واستدلوا بأحاديث ضعيفة. والأظهر والله أعلم القول الأول وهو الذي تؤيده الأدلة أما أحاديث العفو عن النسيان فليس فيها ما يدل على أن بيحة الناسي حلال بل غاية ما فيها أنه غير مؤاخذ وهذا صحيح. كما اختلفوا في حكم التسمية عند الصيد فذهب الإمام أحمد في المشهور عنه وأبو ثور وأهل الظاهر إلى أن التسمية شرط لحل الصيد وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية لقوله تعالى {فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ} سورة المائدة الآية: 4 وغيرها من الأدلة وذهب الجمهور ومنهم أبو حنيفة وإسحاق ومالك في المشهور عنه ورواية عن أحمد إلى أنها واجبة عند الذكر وتسقط عند النسيان للأدلة السابقة في التسمية عند الذبح وقيل إنها سنة وهو قول الشافعي ورواية عن مالك وأحمد رحمهم الله والراجح- والله أعلم- القول الأول.

(3)

سورة الأنعام، الآية:118.

(4)

سورة الأنعام، الآية: 119 ..

ص: 164

وقوله: {وَلَا تَاكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ} (1)، وقوله:{فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ} (2).

وعن عدي بن حاتم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أرسلت كلبك المعلم، وذكرت اسم الله عليه، فكل مما أمسك عليك» الحديث متفق عليه (3).

وأخرجا نحوه من حديث أبي ثعلبة، وفيه زيادة «وما صدت بقوسك، فذكرت اسم الله فكل» (4).

5 -

عند الأكل لحديث عمرو بن سلمة رضي الله عنه قال: كنت غلامًا في حجر النبي صلى الله عليه وسلم وكانت يدي تطيش في الصفحة، فقال:«يا غلام سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك» متفق عليه (5).

وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الشيطان يستحل الطعام، أن لا يذكر اسم الله عليه» رواه مسلم (6).

وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله، وعند طعامه، قال

(1) سورة الأنعام، الآية:121.

(2)

سورة المائدة، الآية:4.

(3)

أخرجه البخاري- في الذبائح- باب التسمية على الصيد، والأبواب بعده الأحاديث 5475 - 5477، ومسلم- في الصيد والذبائح- باب الصيد بالكلاب المعلمة- حديث 1929.

(4)

عند البخاري حديث 5478، 5488، وعند مسلم حديث 1930.

(5)

أخرجه البخاري- في الأطعمة- باب الأكل مما يليه حديث 5377 - 5378، ومسلم- في الأشربة- آداب الطعام والشراب حديث 2022.

(6)

حديث 2017.

ص: 165

الشيطان: لا مبيت لكم، ولا عشاء». رواه مسلم (1).

6 -

عند الجماع- لما رواه ابن عباس رضي الله عنهم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أما أحدكم إذا أتى أهله قال: بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا، فرزقا ولدًا لم يضره الشيطان» متفق عليه (2).

7 -

عند الخروج من البيت لما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا خرج الرجل من بيته، فقال: بسم الله توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله. قال: يقال حينئذ: هديت وكفيت ووقيت، فتتنحى له الشياطين، فيقول له شيطان آخر: كيف لك برجل قد هدي وكفي ووقي» (3).

8 -

في المساء والصباح. فعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من قال: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء، وهو السميع العليم، ثلاث

(1) حديث 2018. وفي حديث عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إذا أكل أحدكم طعامًا فليقل بسم الله، فإن نسي في أوه فليقل: بسم الله في أوله وآخره» أخرجه أبو داود حديث 3767، والترمذي حديث 1858، وصححه الألباني.

(2)

أخرجه البخاري- في الوضوء- باب التسمية على كل حال، وعند الوقاع حديث 141، ومسلم- في النكاح- باب ما يستحب أن يقول عند الجماع حديث 1434.

(3)

أخرجه أبو داود- في الأدب- باب ما يقول إذا خرج من بيته حديث5095، والترمذي- في الدعوات- باب ما يقول إذا خرج من بيته حديث 3426، وصححه الألباني. وند أحمد 1: 66 - من حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «بسم الله آمنت بالله، اعتصمت بالله، توكلت على الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله» .

ص: 166

مرات، لم تصبه فجأة بلاء حتى يصبح، ومن قالها حين يصبح ثلاث مرات لم تصيه فجأة بلاء حتى يمسي» (1).

9 -

عند النوم- فعن أبي الأزهر الأنماري: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أخذ مضجعه من الليل، قال:«بسم الله وضعت جنبي، اللهم اغفر لي ذنبي، وأخسئ شيطاني، وفك رهاني، واجعلني في الندي الأعلى» (2).

10 -

عند دخول الخلاء- فعن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ستر ما بين الجن وعورات بني آدم، إذا دخل الكنيف، أن يقول: بسم الله» (3).

(1) أخرجه أبو داود- في الأدب- باب ما يقول إذا أصبح- حديث 5088، والترمذي في الدعوات- باب الدعاء إذا أصبح- حديث 3385، وقال «حسن صحيح غريب» ، وابن ماجه- في الدعاء- باب ما يدعو به الرجل إذا أصبح، وإذا أمسى- حديث 3869. وصححه الألباني.

(2)

أخرجه أبو داود- في الأدب- ما يقول عند النوم- حديث 5054، وصححه الألباني. وفي حديث حذيفة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه قال: «اللهم باسمك أموت وأحيا» أخرجه البخاري في الدعوات حديث 6312، وأخرج مسلم نحوه من حديث البراء. وأخرج البخاري حديث 6320، ومسلم حديث 2714 - عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«إذا أوى أحدكم إلى فراشه فليقل باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه» .

(3)

أخرجه ابن ماجه- في الطهارة وسننها- باب ما يقول الرجل إذا دخل الخلاء- حديث 297، وقد روي هذا الحديث من حديث أنس وأبي سعيد وابن مسعود ومعاوية بن حيدة. وقد ضعفه جمع من أهل العلم، وصححه آخرون بمجموع طرقه وشواهده منهم الألباني. انظر «إرواء الغليل» حديث 50، «صحيح الجامع الصغير» حديث: 3604 - 3605. وقد قال الحافظ ابن حجر في «فتح الباري» 1: 244 - في كلامه على حديث أنس «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء قال: «اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث» قال ابن حجر: «وقد روى العمري هذا الحديث، من طريق عبد العزيز بن المختار عن عبد العزيز بن صهيب، بلفظ الأمر قال: «إذا دخلتم الخلاء فقولوا: بسم الله من الخبث والخبائث» وإسناده على شرط مسلم، وفيه زيادة التسمية، ولمأرها في غير هذه الرواية.

ص: 167

11 -

إذا عثر المرء أو عثرت دابته- لما رواه أبو تميمة الهجيمي عن أبي المليح بن أسامة بن عمير عن أبيه، قال: كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم فعثر بالنبي صلى الله عليه وسلم فقلت: تعس الشيطان فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تقل تعس الشيطان، فإنك إذا قلت تعس الشيطان تعاظم، وقال: بقوتي صرعته، وإذا قلت: بسم الله تصاغر حتى يصير مثل الذباب» (1).

12 -

عندما يجد المسلم وجعًا في جسده، يشرع له أن يضع يده على موضع الألم، ويُسمي، ويذكر بقية الدعاء.

لما رواه عثمان بن أبي العاص أنه شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعًا في جسده، منذ أسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم «ضع يدك على الذي يألم من جسدك، وقل: بسم الله ثلاثًا. . . الحديث» رواه مسلم (2).

13 -

عند وضع الميت في قبره - فعن ابن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا وضع الميت في القبر قال: «بسم الله، وعلى

(1) أخرجه أبو داود في الأدب- الحديث 4982 ورجاله ثقات، وأخرجه أحمد 5: 71 قال ابن كثير في «تفسيره» 1: 38 «ورجاله رجال الصحيح، ورواه النسائي في اليوم والليلة، وابن مردويه في تفسيره» والحاكم في المستدرك 4: 292 وصحح إسناده ووافقه الذهبي وصححه الألباني في «صحيح الكلم الطيب» حديث 193.

(2)

في السلام- باب استحباب وضع يده لى موضع الألم مع الدعاء- 2202.

ص: 168

سنة رسول الله» (1).

14 -

عند إغلاق الباب، وإطفاء المصباح، وعند إيكاء السقاء، وتخميرالإناء لما رواه جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«إذا استجنح الليل، أو كان جنح الليل، فكفوا صبيانكم، فإن الشياطين تنتشر حينئذ، فإذا ذهب ساعة من العشاء فخلوهم، وأغلق بابك، واذكر اسم الله، وأطفئ مصباحك، واذكر اسم الله، وأوك سقاءك، واذكر اسم الله عليه، وخمر إناءك، واذكر اسم الله، ولو تعرض عليه شيئًا» متفق عليه (2).

إلى غير ذلك من المواضيع، بل إن الذي يفهم من الحديث جابر هذا أنه ينبغي أن يذكر المسلم اسم الله على جميع أحواله، تبركًا وتيمنًا واستعانة.

أما حديث أبي هريرة الذي رواه أحمد (3)، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«كل كلام، أو أمر ذي بال، لايفتح بذكر الله عز وجل فهو أبتر، أو قال أقطع» فهو حديث ضعيف (4).

* * **

(1) أخرجه أبو داود- في الجنائز- الدعاء للميت إذا وضع في قبره حديث 3213، والترمذي في الجنائز- حديث 1550، وابن ماجه- في الجنائز- حديث 1406. وصححه الألباني.

(2)

أخرجه البخاري- في بدء الخلق- باب صفة إبليس وجنوده- حديث 3280 ومسلم- في الأشربة- الأمر بتغطية الإناء- حديث 2012.

(3)

«المسند» 1: 359.

(4)

انظر «إرواء الغليل» حديث (1)، «ضعيف الجامع الصغير» حديث 4222.

ص: 169