الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث التاسع
فوائد البسملة، والأحكام التي تضمنتها
فوائد البسملة والأحكام التي تضمنتها كثيرة منها ما يلي:
1 -
مشروعة البداءة باسم الله على كل أمر ديني، أودنيوي، استعانة وتبركًا وتيمنًا.
2 -
إثبات اسمه تعالى «الله» الدال على أنه له كمال الألوهية والعبودية سبحانه وتعالى.
3 -
إثبات اسمي الله: «الرحمن» ، «الرحيم» ، وما تضمناه من الصفة والأثر.
قال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي (1) رحمه الله:
«الرحمن، الرحيم» اسمان دالان على أنه تعالى ذو الرحمة الواسعة العظيمة، التي وسعت كل شيء، وعمت كل حي، وكتبها للمتقين المتبعين لأنبيائه ورسله، فهؤلاء لهم الرحمة المطلقة، ومن عداهم، فله نصيب منها.
واعلم أن من القواعد المتفق عليها بين سلف الأمة وأئمتها، الإيمان بأسماء الله وصفاته، وأحكام الصفات، فيؤمنون مثلًا بأنه «رحمن رحيم» ذو الرحمة التي اتصف بها المتعلقة بالمرحوم، فالنعم
(1) في «تفسيره» 1: 33 - 34، وانظر:«بدائع الفوائد» 1: 24، «مدارج السالكين» 1: 75، «القواعد المثلى» لشيخنا الشيخ محمد بن صالح العثيمين وفقه الله ص10 - 11.
كلها أثر من آثار رحمته، وهكذا في سائر الأسماء، يقال في العليم: إنه عليم، ذوعلم يعلم به كل شيء، قدير، ذو قدرة يقدر على كل شيء».
4 -
أن اسمه تعالى «الله» هو أصل أسمائه- تعالى- تأتي بقية أسمائه تابعة له، لهذا جاء اسماه «الرحمن» و «الرحيم» تابعين لهذا الاسم.
5 -
أن اسم «الله» أعظم من اسمه «الرحمن» ولهذا قدم عليه، وأن اسمه «الرحمن» أبلغ من «الرحيم» وأخص منه من حيث اللفظ، ولهذا قدم عليه، تقديمًا للأعظم والأهم.
6 -
الاعتراف بنعمة الله - تعالى - وفضله وإحسانه، أن هذا كله من آثار رحمته المذكورة في قوله- تعالى (الرحمن الرحيم).
7 -
الجمع بين أسلوب الترهيب والترغيب، لأن في قوله (الله) دلالة على عظمة الله وقهره، وفي قوله (الرحمن الرحيم) دلالة على فضل الله، وإحسانه وإنعامه، والأول أسلوب ترهيب، والثاني ترغيب.
8 -
الدلالة على أن الاستعانة إنما تستمد من الله- تعالى، ويجب صرفها له، فهو القادر على إعانة من استعان به، وهو (الرحمن الرحيم) بعباده، أرحم من الوالدة بولدها، كما جاء في الحديث:«الله أرحم بعباده، من هذه بولدها» (1) فهو نعم النصير والمعين، ومفزع الخائفين وأرحم الراحمين.
(1) أخرجه من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه البخاري في الأدب حديث 5999، ومسلم- في التوبة حديث 2754.
9 -
إظهار مخالفة المشركين، الذين يفتتحون أمورهم باسم اللات والعزى ومناة، وغيرها من الأصنام والأنداد، من المخلوقين وغيرهم، ومن المؤسف أن نرى كثيرًا من الكتاب من المسلمين أو من المنتسبين إلى الإسلام يصدرون كتبهم وصحفهم باسم الشعب وباسم الحرية، وتقرأ الكتاب من أوله إلى آخره لا تجد فيه ذكر اسم الله.
10 -
فيها الرد على القدرية الذين يقولون: إن العبد يخلق فعل نفسه، إذ لو كان ذلك كذلك لما احتاج العبد إلى طلب العون من الله- تعالى.
11 -
أن ذكر اسم الله عون للعبد على جميع أحواله، وسبب لحصول الخير، والبركة، والحصول على مطلوبه، والنجاة من مرهوبه، بإذن الله تعالى، والسلامة من الشيطان وهمزاته وشروره، وإغاظته ودحره وطرده من أن يحول بين العبد وبين قراءته، ويوسوس له فيها، أو في وضوئه، أو أن يشاركه في أكله وشربه ودخوله وخروجه، وسائر أحواله (1).
****
(1) انظر «أحكام القرآن» للجصاص 1: 17 - 18.