الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث السادس
بيان معنى السورة والآية
أ- بيان معنى السورة:
السورة: فيها لغتان: «سورة «بدون همز. و «سؤرة» بالهمز.
أما «سورة» بدون همز فهي لغة قريش وأكثر قبائل العرب، تجمع على «سور» (1). قال تعالى:{فَاتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ} (2).
وقال الراعي (3):
هن الحرائر لاربات أخمرة
…
سود المحاجر لا يقرأن بالسور
ويجوز أن تجمع على سُوْرات، وسُوَرَات (4).
وهي مأخوذة من معنى الإبانة والارتفاع ومن معنى الإحاطة ومعنى التمام.
أما كونها مأخوذة من معنى الإبانة والارتفاع فإن السورة بائنة عن السورة الأخرى منفصلة عنها، ولأن منزلتها رفيعة وعظيمة وشريفة
(1) انظر: «المحرر الوجيز» 1: 46، «لسان العرب» مادة:«سور» .
(2)
سورة هود، الآية:13.
(3)
انظر: «ديوانه» ص122، «المخصص» 14: 201، «جمهرة اللغة» 2: 412، «مغني اللبيب» ص 45. «لسان العرب» مادة:«سور» .
(4)
انظر: «لسان العرب» مادة: «سور» .
يشرف بها القارئ ويرتفع بها من منزلة إلى منزلة (1)؛، كما قال النابغة الذبياني (2).
ألم تر أن الله أعطاك سورة
…
ترى كل ملْك دونها يتذبذب
أي: أعطاك منزلة رفيعة قصرت عنها منازل الملوك.
وأما كونها بمعنى الإحاطة فلأنها محيطة بما احتوت عليه من الآيات، ومن قرأها بكاملها أشرف واطلع على ما فيها من الآيات. كسور البلد يكون عاليًا مرتفعًا ويحيط بما في داخله من العمران من المنازل والدور والبيوت وغيرها (3)، ومن صعد عليه شاهد ما بداخله من ذلك العمران.
وأما كونها بمعنى التمام فلأنها تامة منفصلة عن السورة الأخرى، تامة بموضوعاتها وآياتها، كما تسمي العرب الناقة التامة الكريمة سورة (4).
وأما اللغة الثانية: «سؤرة» بالهمز فإنها لغة تميم وتجمع على «سُؤَر» بهمز.
والسؤرة في الأصل معناها القطعة من الشيء، والبقية منه، ومنه
(1) انظر: «مجاز القرآن» 1: 20، «تفسير الطبري» 1: 104 - 105، «مشكل إعراب القرآن» 1: 68، «المحرر الوجيز» 1: 46، «لسان العرب» مادة «سور» .
(2)
انظر «ديوانه» 56، «تفسير الطبري» 1: 105، «لسان العرب» مادة «سور» .
(3)
انظر: «تفسير ابن كثير» 1: 18.
(4)
انظر: «لسان العرب» مادة «سور» .
«سؤر الشراب» : أي بقيته.
قال الأعشى (1):
فبانت وقد أسارت في الفؤا
…
د صدعا على نأيها مستطيرا
أي: أبقت في الفؤاد.
ومعنى السؤرة من القرآن هي القطعة منه.
والقرآن من سؤرة بعد سؤرة: أي قطعة بعد قطعة، حتى كمل منها القرآن (2).
والسورة من القرآن في الاصطلاح: القطعة من كلام الله - تعالى- في كتابه، ذات بداية ونهاية معروفة، تشتمل على ثلاث آيات فأكثر.
وسور القرآن الكريم مائة وأربع عشرة سورة، أطولها سورة البقرة، وأقصرها سورة الكوثر.
(1) انظر: «ديوانه» ص143، شرح د/ محمد محمد حسين- بيروت 1983م «تفسير الطبري» 1:105. بانت: بعدت. صدع مستطير: تصدع من أوله إلى آخره. ومستطير: متفرق، منتشر. النأي: البعد. والشاعر يصف امرأة فارقته فأبقت في قلبه من محبتها ووجدت بقية.
(2)
انظر: «مجاز القرآن» 1: 2، «تفسير الطبري» 1: 105، «لسان العرب» مادة (سور)، «مشكل إعراب القرآن» لمكي 1: 68، «المحرر الوجيز» 1: 46، «تفسير ابن كثير» 1:18.