الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ب- بيان معنى الآية:
الآية لغة: العلامة (1). قال تعالى: {إِنَّ آَيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَاتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آَلُ مُوسَى وَآَلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (248)} (2).
وقال تعالى عن الحواريين أنهم قالوا: {رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآَخِرِنَا وَآَيَةً مِنْكَ} (3).
وقال الأسير الموصي لقومه (4): «بآية ما أكلت معكم حيسا» .
وقال النابغة الذبياني (5):
توهمت آيات لها فعرفتها
…
لستة أعوام وذا العام سابع
جج
وتطلق الآية بمعنى الجماعة، يقال: خرج القوم بآيتهم: أي بجماعتهم (6).
قال برج بن مسهر الطائي (7):
(1) انظر: «تفسير الطبري» 1: 106، «المحرر الوجيز» 1: 47، «النهاية» مادة «آية» ، «تفسير ابن كثير» 1:18.
(2)
سورة البقرة، الآية:248.
(3)
سورة المائدة، الآية:114.
(4)
انظر قصته في كتاب «الأمالي» لأبي علي القالي 1: 6 - 7، وانظر:«المحرر الوجيز» 1: 47.
(5)
انظر: «ديوانه» ص162، «تفسير ابن كثير» 1:18.
(6)
انظر: «النهاية» مادة «آية» .
(7)
انظر: «المحرر الوجيز» 1: 47، «تفسير ابن كثير» 1:18. ومعنى نزجي: نسوق، واللقاح: ذوات الألبان، والمطافلا: النوق معها أولادها.
خرجنا من النقيين لا حي مثلنا
…
بآيتنا نزجي اللقاح المطافلا
والآية القرآنية مأخوذة من معنى العلامة، لأن الآية القرآنية علامة على وجود الله وكماله في ذاته وصفاته. كما أنها علامة للفصل بين ما قبلها وما بعدها (1).
ويحتمل أنها من المعنيين جميعًا من معنى العلامة، ومعنى الجماعة لأنها مع كونها من معنى العلامة فهي أيضًا فيها معنى الجمع، لأنها تجمع حروفًا وكلمات من القرآن» (2).
وتجمع الآية على آيات، وآيات الله تنقسم إلى قسمين: آيات كونية، وآيات شرعية.
فالآيات الشرعية هي ما يتعلق بالوحي، من كلام الله تعالى، وسميت بذلك لمباينتها كلام البشر، وعجزهم عن الإتيان بمثلها، ولأن في إصلاح هذا الوحي لمن أنزله الله عليه، حسب ما شرع الله. علامة ودلالة واضحة على أنه من عند الله ذو الكمال في ذاته وصفاته، كما قال:{وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} (3).
والآية الشرعية في الاصطلاح: هي القطعة من كلام الله - تعالى-
(1) انظر: «تفسير الطبري» 1: 106، «المحرر الوجيز» 1: 47، «تفسير ابن كثير» 1:18.
(2)
انظر: «المحرر الوجيز» 1: 47، «النهاية «مادة:«آية» .
(3)
سورة النساء، الآية:82.
ذات بداية ونهاية، منفصلة عما قبلها وعما بعدها، مندرجة تحت سورة من سور القرآن الكريم (1). وأطول آية في القرآن آية الدين {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ
…
} (2) الآية، وأقصر آية {مُدْهَامَّتَانِ} (3) باستثناء الحروف المقطعة أوائل السور.
والآيات الكونية: ما يتعلق بالخلق والتقدير، وهي تشمل كل ما خلق الله في هذا الكون من أرض وسماء، وليل ونهار، وشمس وقمر، وحجر وشجر، وجن وإنس، وحيوان، وسائر المخلوقات. لأن في إيجاد هذه المخلوقات وانتظامها علامة ودلالة واضحة على وجود خالقها وباريها، وعلى قدرته وحكمته ووحدانيته ورحمته، وكماله في ذاته وصفاته.
قال تعالى: {وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ} (4).
وقال تعالى: {وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ} (5).
وقال تعالى: {وَآَيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَاكُلُونَ * وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ*
(1) انظر: «تفسير الطبري» 1: 106، «تفسير ابن كثير» 1:18.
(2)
سورة البقرة، آية:282.
(3)
سورة الرحمن، آية:64.
(4)
سورة الروم، آية:22.
(5)
سورة الروم، آية:25.
لِيَاكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ} (1).
وقال تعالى: {وَآَيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ * وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ} (3).
وقال تعالى: {مِنْ آَيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ} (4).
وقال تعالى: {وَفِي الْأَرْضِ آَيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} (5).
****
(1) سورة يس، الآيات: 33 - 35.
(2)
سورة يس، الآيات: 37 - 39.
(3)
سورة يس، الآيتان: 41 - 42.
(4)
سورة فصلت، آية:37.
(5)
سورة الذاريات، الآيتان: 20 - 21.