الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وادعى بابك أن روح جاويدان دخلت فيه، وأخذ بابك في العبث والفساد- وتفسير جاويدان: الدائم الباقي. ومعنى خرم: فرج، وهي مقالات المجوس، والرجل منهم ينكح أمه وأخته، ولهذا يسمونه دين الفرج؛ ويعتقدون مذهب التناسخ وأن الأرواح تنتقل من جوف إلى غيره- وعاد سليمان صاحب الترجمة إلى الخليفة من غير أن يلقى حرباً؛ فإن بابك المذكور لما سمع بمجيء العساكر هرب؛ واستمر سليمان عند المأمون الى أن كان ما سنذكره.
***
[ما وقع من الحوادث سنة 201]
السنة التي حكم في أولها السري بن الحكم إلى مستهل ربيع الأول، ثم سليمان ابن غالب إلى شعبان، ثم السري بن الحكم ثانية على مصر وهي سنة إحدى ومائتين- فيها جعل المأمون ولي عهده في الخلافة من بعده علياً الرضى بن موسى الكاظم العلوي، وخلع أخاه القاسم من ولاية العهد، وترك لبس السواد ولبس الخضرة، وترك غالب شعار بني العباس أجداده ومال إلى العلوية؛ فشق ذلك على بني العباس وعلى القواد وجميع أهل الشرق لا سيما أهل بغداد، وخرج عليه جماعة كثيرة بسبب ذلك، وثارت الفتن لهذه الكائنة؛ وكلم المأمون أكابر بني العباس في ذلك فلم يلتفت إلى كلامهم. وفيها ولى المأمون زيادة الله بن إبراهيم بن الأغلب التميمي إمرة المغرب. وفيها كتب المأمون إلى إسماعيل بن جعفر بن سليمان العباسي أمير البصرة يأمره بلبس الخضرة، فامتنع ولم يبايع بالعهد لعلي الرضى؛ فبعث اليه المأمون عسكرا لحربه فسلم نفسه بلا قتال، فحمل هو وولداه «1» إلى خراسان، وفيها المأمون، فمات هناك. وفيها خرج منصور بن المهدي العباسي أيضاً بكلواذا «2» ونصب
نفسه ثانياً للمأمون ببغداد فسموه المرتضى وسلموا عليه بالخلافة؛ فامتنع من ذلك وقال: إنما أنا نائب للمأمون. فلما ضعف عن قبول ذلك عدلوا الى أخيه إبراهيم ابن المهدي فبايعوه بالخلافة. كل ذلك بسبب ميل المأمون إلى العلوية. وجرت فتنة كبيرة واختبط العراق سنين وخطب به باسم إبراهيم بن المهدي على المنابر.
وفيها توفي عبد الله بن الفرج الشيخ أبو محمد القنطري العابد الزاهد، كان من كبار المجتهدين، كان بشر الحافي يحبه ويثني عليه ويزوره. وفيها توفي حمّاد بن أسامة ابن زيد الحافظ أبو أسامة الكوفي مولى بني هاشم، روى عن الأعمش وإسماعيل ابن أبي خالد وأسامة بن زيد الليثي وغيرهم؛ وروى عنه عبد الرحمن بن مهدي مع تقدمه وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين وعلي بن المديني وأبو بكر بن أبي شيبة وإسحاق الكوسج وغيرهم. وقال محمد بن عبد الله بن عمّار: كان أبو أسامة في زمن الثوري يعد من النساك. وفيها في ذي القعدة توفي علي بن عاصم بن صهيب الحافظ أبو الحسن مولى بنت محمد بن أبي بكر الصديق، كان من أهل واسط؛ ولد سنة ثمان ومائة، أو خمس ومائة؛ وكان محدثاً فاضلاً، روى عنه الإمام أحمد بن حنبل وطبقته، إلا أنهم قالوا: كان يخطئ فضعفوه.
الذين ذكر الذهبي وفاتهم في هذه السنة، قال: وفيها توفي أبو أسامة الكوفي، وحرمي «1» بن عمارة، وحماد بن مسعدة، وعلي بن عاصم.
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم خمسة أذرع وعشرة أصابع، مبلغ الزيادة أربعة عشر ذراعا وثمانية عشر إصبعا.