الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأعمال الجليلة. وكان الفضل هذا هو القائم بالتدبير في خلع الأمين وقتاله حتى تم له ذلك. وتولى الوزارة من بعده أخوه الحسن بن سهل. وكان موته بسرخس، قتله أربعة من حواشي المأمون في ليلة الجمعة ثالث شعبان في الحمام بسرخس، فتتبع المأمون قتلته حتى ظفر بهم وقتلهم. وقتل الفضل وهو ابن ستين سنة، وقيل إحدى وأربعين سنة. وفيها توفي يحيى بن المبارك بن المغيرة أبو عبد الله اليزيدي النحوي العدوي البصري، وسمي اليزيدي لأنه كان منقطعاً ليزيد بن منصور الحميري خال الخليفة محمد المهدي، كان إماماً في النحو واللغة والأدب ونقل النوادر وكلام العرب، وله تصانيف مفيدة، منها: كتاب الحيل، وكتاب مناقب بنى العباسى، وكتاب أخبار اليزيديين، وله أيضاً مختصر في النحو. ومات في جمادى الآخرة.
رحمه الله.
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم ثلاثة أذرع وعشرون إصبعاً، مبلغ الزيادة خمسة عشر ذراعا وتسعة عشر إصبعا.
***
[ما وقع من الحوادث سنة 203]
السنة الثانية من ولاية السري الثانية على مصر وهي سنة ثلاث ومائتين- فيها توجه المأمون إلى طوس فأقام بها عند قبر أبيه أياماً، وفي إقامة المأمون بطوس مات علي بن موسى الرضى العلوي ولي عهد المأمون، فدفن عند قبر الرشيد؛ واغتم المأمون لموته، ثم كتب لأهل بغداد يعلمهم بموت علي المذكور. وعلي هذا هو الذي كان المأمون عهد له وقامت تلك الحروب بسببه. ثم كتب المأمون لأهل بغداد ولبني العباس أنه يجعل العهد في بني العباس؛ فأجابوه بأغلظ جواب، وقالوا:
لا نؤثر على إبراهيم بن المهدي أحداً. ثم وقع بينه وبين إبراهيم أمور آخرها أن إبراهيم
انكسر وهرب واختفى سنين إلى أن ظفر به المأمون وعفا عنه. وفيها غلبت السوداء على الوزير الحسن بن سهل وتغير عقله فقيد بالحديد وحبس في بيت بواسط؛ وأخبر المأمون بذلك فكتب بأن يكون على عسكر الحسن بن سهل دينار بن عبد الله، وأن المأمون واصل عقيب كتابه. وفيها كانت زلزلة عظيمة سقطت فيها منارة الجامع والمسجد ببلخ ونحو ربع المدينة. وفيها اختفى إبراهيم بن المهدي الذي كان بويع بالخلافة في سابع عشر ذي الحجة وبقي مختفياً عدة سنين. وكانت أيامه سنتين إلا بضعة عشر يوماً، وخلافته لم يثبتها المؤرخون ولا عده أحد من الخلفاء، غير أنه كان بنو العباس بايعوه لما جعل المأمون العلوي ولي عهده، فلم يتم أمره وهرب واختفى. وفيها وصل المأمون إلى همذان في آخر السنة. وفيها توفى حسين بن علىّ ابن الوليد الجعفىّ مولاهم الكوفىّ المقرئ الزاهد أبو عبد الله، وقيل أبو محمد، روى عن حمزة الزيات وقرأ عليه، وكان إماماً ثقة حافظاً محدثاً. وفيها توفي علي الرّضى ابن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبى طالب، الإمام أبو الحسن الهاشمىّ العلوىّ الحسينىّ، كان إماما عالما؛ روى عن أبيه وعن عبيد الله بن أرطاة، وروى عنه ابنه أبو جعفر محمد وأبو عثمان المازني والمأمون وطائفة. وأمه أم ولد؛ وله عدة إخوة كلهم من أمهات أولاد، وهم: ابراهيم والعباس والقاسم وإسماعيل وجعفر وهارون وحسن وأحمد ومحمد وعبيد الله وحمزة وزيد وعبد الله وإسحاق والحسين والفضل وسليمان وعدة بنات. وكان علي هذا سيد بني هاشم في زمانه وأجلّهم، وكان المأمون يعظمه ويبجله ويخضع له ويتغالى فيه حتى إنه جعله ولي عهده من بعده وكتب بذلك إلى الأفاق، فاضطربت مملكته بسببه، فلم يرجع عن ذلك حتى مات علىّ