الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وعبد الواحد بن غياث، وقتيبة بن سعيد، ومحمد بن خالد بن عبد الله الطّحّان، ومحمد بن الصّبّاح الجرجرائى، ومحمد بن أبى غياث الأعين، واللّيث بن المقرئ صاحب الكسائىّ.
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم أربعة أذرع وثلاثة عشر إصبعا، مبلغ الزيادة سبعة عشر ذراعا ونصف ذراع.
***
[ما وقع من الحوادث سنة 241]
السنة الثالثة من ولاية عنبسة بن إسحاق على مصر وهى سنة إحدى وأربعين ومائتين- فيها فى جمادى الآخرة ماجت النجوم فى السماء وتناثرت الكواكب كالجراد أكثر الليل، وكان أمرا مزعجا لم يسمع بمثله. وفيها ولّى الخليفة المتوكّل على الله جعفر أبا حسّان الزّيادىّ قضاء الشرقيّة فى المحرّم، وشهد عنده الشهود على عيسى بن جعفر بن محمد بن عاصم أنه شتم أبا بكر وعمر وعائشة وحفصة؛ فكتب المتوكّل إلى محمد بن عبد الله بن طاهر ببغداد: أن يضرب عيسى بالسّياط حتى يموت ويرمى فى دجلة، ففعل به ذلك. وفيها فادى المتوكّل الروم، فخلّص من المسلمين سبعمائة وخمسة وثلاثين رجلا من أيدى الروم ممّن كان أسيرا عندهم.
وفيها توفى الامام أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد بن إدريس بن عبد الله ابن حيّان بن عبد الله بن أنس بن عوف بن قاسط بن مازن بن شيبان، هكذا نسبه ولده عبد الله، واعتمده جماعة من المؤرّخين؛ وزاد غيرهم بعد شيبان فقال: ابن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علىّ بن بكر بن وائل؛ الإمام أحد الأعلام وشيخ الإسلام أبو عبد الله الشّيبانىّ البغدادىّ صاحب المذهب، مولده فى شهر ربيع الأوّل سنة أربع وستين ومائة، روى عن جماعة كثيرة مثل هشيم وسفيان بن عيينة ويحيى القطّان والوليد
ابن مسلم وغندر وزياد البكّائىّ ويحيى بن أبى زائدة والقاضى أبى يوسف يعقوب ووكيع وابن نمير وعبد الرحمن بن مهدىّ وعبد الرزاق والشافعىّ وخلق كثير، وممّن روى عنه محمد بن إسماعيل البخارى ومسلم بن الحجّاج صاحب الصحيح وأبو داود وخلق كثير. وقال عبد الرزاق: ما رأيت أفقه من أحمد بن حنبل ولا أورع.
وقال إبراهيم بن شمّاس: سمعت وكيعا يقول: ما قدم الكوفة مثل ذاك الفتى (يعنى أحمد بن حنبل) . وعن عبد الرحمن بن مهدىّ قال: ما نظرت إلى أحمد بن حنبل إلا تذكّرت به سفيان الثّورىّ. وقال القواريرىّ: قال لى يحيى القطّان:
ما قدم علىّ مثل أحمد بن حنبل ويحيى بن معين. وروى ابن عساكر عن الشافعىّ:
أنه لما قدم مصر سئل: من خلّفت بالعراق؟ فقال: ما خلّفت به أعقل «1» ولا أورع ولا أفقه ولا أزهد من أحمد بن حنبل.
قلت: وفضل الإمام أحمد أشهر من أن يذكر، ولو لم يكن من فضله ودينه إلا قيامه فى السّنّة وثباته فى المحنة لكفاه ذلك شرفا، وقد ذكرنا من أحواله نبذة كبيرة فى هذا الكتاب فى أيام المحنة وغيرها. وكانت وفاته فى شهر ربيع الأوّل منها (أى من هذه السنة) رحمه الله تعالى. وقد روينا مسنده عن المشايخ الثلاثة المسندين المعمّرين:
زين الدين عبد الرحمن بن يوسف بن الطّحّان، وعلىّ بن إسماعيل بن بردس وأحمد بن عبد «2» الرحمن الذهبىّ، قالوا: أخبرنا أبو عبد الله صلاح الدين محمد بن أبى عمر المقدسىّ أخبرنا أبو النّجيب علىّ بن أبى العباس المنصورىّ أخبرنا أبو علىّ حنبل ابن علىّ الرّصافىّ أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن الحصين أخبرنا أبو الحسين علىّ بن
المذهب أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعىّ أخبرنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل حدّثنا أبى.
وفيها توفّى الحسن بن حمّاد أبو علىّ الحضرمىّ، ويعرف بسجّادة لملازمته السّجّادة فى الصلاة، كان إماما عالما زاهدا عابدا، سمع أبا معاوية الضّرير وغيره، وروى عنه ابن أبى الدنيا وطبقته، وهو أحد من امتحن بالقول بخلق القرآن وثبت على السّنّة، وقد تقدّم ذكره فى أيام المحنة وشىء من أخباره وأجوبته لإسحاق بن إبراهيم نائب الخليفة ببغداد فى سنة ثمان عشرة ومائتين.
وفيها توفى محمد بن محمد بن إدريس، أبو عثمان العسقلانىّ الأصل المصرىّ ابن الإمام الشافعىّ رضى الله عنه. وكان للشافعىّ ولد آخر اسمه محمد توفى بمصر صغيرا وولى محمد هذا قضاء الجزيرة، وحمدت هناك سيرته، وسمع من أبيه وأحمد بن حنبل وغيرهما.
الذين ذكر الذهبىّ وفاتهم فى هذه السنة، قال: وفيها توفّى الإمام أحمد بن حنبل، والحسن بن حمّاد سجّادة، [وجبارة «1» بن المغلّس] ، وأبو توبة الرّبيع بن نافع الحلبىّ وعبد الله بن منير المروزىّ، وأبو قدامة عبيد الله بن سعيد السرخسىّ، ومحمد ابن عبد العزيز بن أبى رزمة، وأبو مروان محمد بن عثمان العثمانىّ، ومحمد بن عيسى التّيمىّ الرازىّ المقرئ، وهديّة «2» بن عبد الوهاب المروزىّ، ويعقوب بن حميد بن كاسب.
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم أربعة أذرع وخمسة أصابع.
مبلغ الزيادة سبعة عشر ذراعا وخمسة أصابع.