الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الذين ذكر الذهبىّ وفاتهم فى هذه السنة، قال: وفيها توفّى أحمد بن منيع، وإبراهيم بن عبد الله الهروىّ، وإسحاق بن موسى الخطمىّ «1» ، والحسن بن شجاع البلخىّ الحافظ، وأبو عمّار الحسين بن حريث، وحميد بن مسعدة، وعبد الحميد ابن بيان الواسطىّ، وعلىّ بن حجر، وعتبة بن عبد الله المروزىّ، ومحمد بن أبان مستلى وكيع، ومحمد بن عبد الملك بن أبى الشّوارب، ويعقوب بن السّكّيت.
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم خمسة أذرع وإصبع واحد.
مبلغ الزيادة ستة عشر ذراعا واثنا عشر إصبعا.
***
[ما وقع من الحوادث سنة 245]
السنة الثالثة من ولاية يزيد بن عبد الله على مصر وهى سنة خمس وأربعين ومائتين- فيها عمّت الزلازل الدنيا فأخربت القلاع والمدن والقناطر، وهلك خلق بالعراق والمغرب، وسقط من أنطاكية [ألف وخمسمائة «2» دار و] نيّف وتسعون برجا وتقطّع جبلها الأقرع وسقط فى البحر؛ وسمع من السماء أصوات هائلة، وهلك أكثر أهل اللّاذقيّة «3» تحت الرّدم، وهلك أهل «4» جبلة، وهدمت بالس «5» وغيرها، وامتدّت الى خراسان، ومات خلائق منها. وأمر المتوكّل بثلاثة آلاف ألف درهم للذين أصيبوا فى منازلهم. وزلزلت مصر، وسمع أهل بلبيس من ناحية مصر صيحة هائلة، فمات خلق من أهل بلبيس
وغارت عيون مكّة. وفيها أمر المتوكّل ببناء مدينة الماحوزة «1» ، وسمّاها الجعفرىّ «2» ، وأقطع الأمراء آساسها؛ وبعد هذا أنفق عليها أكثر من ألفى ألف دينار، وبنى بها قصرا سمّاه اللؤلؤة لم ير مثله فى علوّه وارتفاعه؛ وحفر للماحوزة نهرا كان يعمل فيه اثنا عشر ألف رجل، فقتل المتوكّل وهم يعملون فيه، فبطل عمله، وخربت الماحوزة ونقض القصر. وفيها أغارت الروم على مدينة سميساط، فقتلوا نحو خمسمائة وسبوا؛ فغزاهم علىّ بن يحيى، فلم يظفر بهم.
وفيها توفى ذو النّون المصرىّ الزاهد العابد المشهور، واسمه ثوبان بن ابراهيم، ويقال: الفيض بن أحمد «3» أبو الفيض، ويقال: الفيّاض الإخميمى؛ كان إماما زاهدا عابدا فاضلا، روى عن الامام مالك واللّيث بن سعد وابن لهيعة والفضيل بن عياض وسفيان بن عيينة وغيرهم؛ وروى عنه أحمد بن صبيح الفيومىّ وربيعة بن محمد الطائىّ والجنيد بن محمد وغيرهم؛ وكان أبوه نوبيّا. وذو النون هو أوّل من تكلّم ببلده فى ترتيب الأحوال ومقامات أهل الولاية، فأنكر عليه عبد الله بن عبد الحكم، ووقع له بسبب ذلك أمور يلزم من ذكرها الإطالة فى ترجمته؛ وليس لذلك هنا محلّ. وقال يوسف بن الحسين: سمعت ذا النون يقول: مهما تصوّر فى فهمك فالله بخلاف ذلك. وقال: سمعت ذا النون يقول: الاستغفار اسم جامع لمعان كثيرة
ثم فسّرها. ومات ذو النون فى ذى القعدة بمصر، ودفن بالقرافة، وقبره معروف بها يقصد للزيارة.
وفيها توفّى هشام بن عمّار بن نصير بن ميسرة الإمام حافظ دمشق وخطيبها ومفتيها، ولد سنة ثلاث وخمسين ومائة، وكنيته أبو الوليد السّلمىّ. وفيها توفى الحسين بن على بن يزيد الإمام الحافظ أبو علىّ الكرابيسىّ، كان يبيع الكرابيس «1» ، وهى ثياب من الكرابيس؛ روى عن الشافعىّ وغيره وروى عنه غير واحد. وفيها توفّى سوّار بن عبد الله بن سوّار بن عبد الله بن قدامة أبو عبد الله [التميمى «2» ] العنبرىّ البصرىّ، كان إماما عالما فقيها زاهدا أديبا حافظا صدوقا ثقة؛ وفيه يقول بعض الشعراء:
ما قال لا قطّ إلّا فى تشهّده
…
لولا التشهّد لم تسمع له لاء
وفيها توفّى عسكر بن الحصين أبو تراب النّخشبىّ «3» الزاهد العارف، كان من كبار مشايخ خراسان المشهورين فى العلم والورع والزهد. وفيها توفّى محمد بن حبيب مولى بنى هاشم، كان عالما بالأنساب وأيام العرب، حافظا متقنا صدوقا ثقة، مات بمدينة سامرّا فى ذى الحجة. وفيها توفّى محمد بن رافع بن أبى رافع بن أبى زيد «4» القشيرىّ النّيسابورىّ إمام عصره بخراسان؛ كان ممن جمع بين العلم والعمل والزّهد والورع، ورحل [الى] البلاد ورأى الشيوخ وسمع الكثير.