الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ابن الخليفة مروان الأموي في السجن، وعمرو بن ثابت الكوفي. وفي «التذهيب» قال: مات سنة اثنتين وسبعين ومائة. وغطريف بن عطاء متولي اليمن، ومحمد بن أبان بن صالح الجعفي «1» ، ومحمد بن الزبير المعيطي إمام مسجد حران، ومحمد بن مسلم، أبو سعيد المؤدب بخلف، ومحمد بن مهاجر الأنصاري الحمصي، ومهدي بن ميمون في قول، وموسى الهادي بن المهدي الخليفة، وأبو معشر نجيح السندي المدني، ويزيد بن حاتم الأزدي متولي إفريقية.
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم خمسة أذرع وثلاثة أصابع، مبلغ الزيادة سبعة عشر ذراعا وأربعة أصابع.
ذكر ولاية موسى بن عيسى الأولى على مصر
هو موسى بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس، الأمير أبو عيسى العباسي الهاشمي، «2» ولاه الخليفة هارون الرشيد إمرة مصر على الصلاة بعد عزل علي بن سليمان عنها؛ فقدم موسى إلى مصر في أحد الربيعين من سنة إحدى وسبعين ومائة وسكن بالمعسكر، وجعل على شرطته أخاه إسماعيل ثم عزله وولى عسامة بن عمرو، ثم وقع من موسى هذا أمور غير مقبولة، منها: أنه أذن للنصارى في بنيان الكنائس التي كان هدمها علي بن سليمان فبنيت بمشورة الليث بن سعد، وعبد الله بن لهيعة، وقالا: هى عمارة البلاد، واحتجا بأن الكنائس التي بمصر لم تبن إلا في الإسلام في زمان الصحابة والتابعين. وهذا كلام يتأول. وكان موسى المذكور عاقلاً جواداً ممدحاً ولي الحرمين لأبي جعفر المنصور والمهدي مدة طويلة، ثم ولي اليمن للمهدي أيضا، ثم ولي مصر لهارون الرشيد، وكان فيه رفق بالرعية
وتواضع؛ قيل: إنه دخل اليه ابن السمّاك الواعظ وذكره ثم وعظه حتى بكى بكاء شديداً، فقال ابن السماك: لتواضعك في شرفك أحب إلينا من شرفك؛ وقيل: إنه جلس يوماً بميدان مصر فأطال النظر في النيل ونواحيه، فقيل له: ما يرى الأمير؟
فقال «1» : أرى ميدان رهان، وجنان نخل، وبستان شجر، ومنازل سكنى، ودور خيل «2» وجبان أموات، ونهراً عجاجاً، وأرض زرع، ومرعى ماشية، ومرتع خيل، ومصايد بحر، وقانص «3» وحش، وملاح سفينة، وحادي إبل، ومفازة رمل، وسهلاً وجبلاً في أقل من ميل في ميل.
قلت: لله دره فيما وصف من كلام كثرت معانيه وقل لفظه. واستمر موسى بعد ذلك على إمرة مصر إلى أن عزله الرشيد عنها بمسلمة بن يحيى لأربع عشرة خلت من شهر رمضان سنة اثنتين وسبعين ومائة. فكانت ولايته على مصر سنة واحدة وخمسة أشهر وخمسة عشر يوماً. وتوجه إلى الرشيد فلما قدم عليه ولاه الكوفة مدة ثم صرفه عن الكوفة وولاه دمشق، فأقام بها مدة أيضاً وصرف عنها وأعيد إلى إمرة مصر ثانياً كما سيأتي ذكره إن شاء الله تعالى- لما «4» كانت الفتنة بدمشق بين المضرية «5» واليمانية، وهذه الفتنة هي سبب العداوة بين قيس وبين اليمن إلى يومنا هذا. وكان أول الفتنة بين المضرية واليمانية. وكان رأس المضرية أبا الهيذام «6»