الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الذين ذكر الذهبى وفاتهم فى هذه السنة، قال: وفيها توفى إبراهيم بن يوسف البلخىّ الفقيه، وداود بن رشيد، وصفوان بن صالح الدّمشقىّ المؤذّن، والصّلت بن مسعود الجحدرىّ، وعثمان بن أبى شيبة، ومحمد بن مهران الجمّال الرازىّ، ومحمد بن نصر «1» المروزىّ، ومحمد بن يحيى بن أبى سمينة، ومحمود بن غيلان، ووهب بن بقيّة.
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم أربعة أذرع وعشرون إصبعا، مبلغ الزيادة ستة عشر ذراعا وثلاثة وعشرون إصبعا.
***
[ما وقع من الحوادث سنة 240]
السنة الثانية من ولاية عنبسة بن إسحاق على مصر وهى سنة أربعين ومائتين- فيها سمع أهل خلاط «2» صيحة عظيمة من جوّ السماء، فمات خلق كثير. وفيها وقع برد بالعراق كبيض الدّجاج قتل بعض المواشى. ويقال: إنه خسف فيها ببلاد المغرب ثلاث عشرة قرية ولم ينج من أهلها إلّا نيّف وأربعون رجلا، فأتوا القيروان فمنعهم أهل القيروان من الدخول اليها، وقالوا: أنتم مسخوط عليكم؛ فبنوا لهم خارجها وسكنوا وحدهم. وفيها حجّ بالناس محمد بن عبد الله بن داود العباسىّ. وفيها وثب أهل حمص على عاملهم أبى المغيث الرافقىّ «3» متولى البلد، فأخرجوه منها وقتلوا جماعة من أصحابه؛ فسار اليهم الأمير محمد بن عبدويه، ففتك بهم وفعل بهم الأعاجيب. وفيها توفى إبراهيم بن خالد بن أبى اليمان الحافظ أبو ثور الكلبىّ، كان أحد من جمع بين الفقه والحديث، وسمع سفيان بن عيينة وطبقته، وروى عنه مسلم بن الحجّاج صاحب الصحيح
وغيره، واتفقوا على صدقه وثقته. وفيها توفى أحمد بن أبى دواد بن جرير القاضى، أبو عبد الله الإيادىّ البصرىّ ثم البغدادىّ، واسم أبيه الفرح «1» ، ولى القضاء للمعتصم والواثق؛ وكان مصرّحا بمذهب الجهميّة، داعية الى القول بخلق القرآن؛ وكان موصوفا بالجود والسخاء والعلم وحسن الخلق وغزارة الأدب. قال الصّولىّ كان يقال: أكرم من كان فى دولة بنى العباس البرامكة ثم ابن أبى دواد؛ لولا ما وضع به نفسه من المحنة، ولولاها لاجتمعت الألسن عليه؛ ومولده سنة ستين ومائة بالبصرة. وقال أبو العيناء: كان أحمد بن أبى دواد شاعرا مجيدا فصيحا بليغا، ما رأيت رئيسا «2» أفصح منه. قال ابن دريد: أخبرنا الحسن بن الخضر قال: كان ابن أبى دواد مؤالفا «3» لأهل الأدب من أىّ بلد كانوا، وكان قد ضمّ «4» اليه جماعة يمونهم، فلما مات اجتمع ببابه جماعة منهم، وقالوا: يدفن من كان ساحة «5» الكرم وتاريخ الأدب ولا يتكلّم فيه! إن هذا لوهن وتقصير. فلمّا طلع سريره قام ثلاثة [منهم «6» ] فقال أحدهم:
اليوم مات نظام الفهم واللّسن
…
ومات من كان يستعدى على الزمن
وأظلمت سبل الآداب إذ حجبت
…
شمس المكارم فى غيم من الكفن
وقال الثانى:
ترك المنابر والسرير تواضعا
…
وله منابر لو يشا وسرير
ولغيره يجبى «1» الخراج وإنّما
…
تجبى إليه محامد وأجور
وقال الثالث:
وليس نسيم «2» المسك ريح حنوطه
…
ولكنّه ذاك الثناء المخلّف
وليس صرير النعش ما تسمعونه
…
ولكنّه أصلاب قوم تقصّف
وكانت وفاته لسبع بقين من المحرّم. وكانت وفاة ابنه محمد [بن أحمد] بن أبى دواد فى السنة الخالية. وقد تقدّم ابن أبى دواد هذا فى عدّة أماكن من هذا الكتاب فيمن تكلم بخلق القرآن.
وفيها توفى قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف، أبو رجاء الثّقفىّ، من أهل بغلان، وهى قرية من قرى بلخ. ومولده فى سنة خمسين ومائة. وكان إماما عالما فاضلا محدّثا، رحل الى الأمصار، وأكثر من السماع، وحدّث عن مالك ابن أنس وغيره، وروى عنه الإمام أحمد بن حنبل وغير واحد.
الذين ذكر الذهبىّ وفاتهم فى هذه السنة، قال: وفيها توفى أحمد بن خضرويه البلخىّ الزاهد، وأحمد بن أبى دواد القاضى، وأبو ثور الفقيه إبراهيم بن خالد، وإسماعيل بن عبيد بن أبى كريمة الحرّانىّ، وجعفر بن حميد الكوفىّ، والحسن ابن عيسى بن ما سرجس، وخليفة العصفرىّ «3» ، وسويد بن سعيد «4» الحدثانىّ، وسويد بن نصر المروزىّ، وعبد السلام بن سعيد سحنون الفقيه،