الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الذين ذكرهم الذهبي في وفيات هذه السنة. قال: وفيها توفي خالد بن يزيد المري، وخليد بن دعلج السدوسي، وصدقة بن عبد الله السمين، وعقبة بن عبد الله الرفاعي الأصم بخلف، وعقبة بن أبي الصهباء الباهلي البصريان، وعفير بن معدان «1» الحمصي، وعقبة بن نافع المعافري الإسكندراني في قول؛ والصواب في سنة ثلاث وستين ومائة، وعاصم بن عبد الحميد الفهري شيخ ابن وهب، ومعقل بن عبيد الله الجزري «2» . وفي أولها دفنوا أبا الأشهب العطاردي.
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم ذراعاًن سواء، مبلغ الزيادة سبعة عشر ذراعا وإصبع واحد.
***
[ما وقع من الحوادث سنة 167]
السنة الثالثة من ولاية إبراهيم بن صالح الأولى على مصر وهي سنة سبع وستين ومائة- فيها أمر المهدي بالزيادة الكبرى في المسجد الحرام، فدخلت في ذلك دور كثيرة وولّى البناء يقطين الأمير ومات المهدي ولم يتم بناؤه. وفيها أظلمت الدنيا ظلمة شديدة لليال بقين من ذي الحجة وأمطرت السماء رملاً أحمر، ثم وقع عقيبه وباء شديد هلك فيه معظم أهل بغداد والبصرة. وفيها حج بالناس إبراهيم بن يحيى بن محمد أمير المدينة، ثم توفي بعد عوده إلى المدينة بأيام، وتولى المدينة من بعده إسحاق بن عيسى ابن علي. وفيها عزل المهدي عن ديوان الرسائل أبا عبيد الله الأشعري «3» الذي كان وزيره
وقبض عليه في الماضية ثم أطلقه وولاه ديوان الرسائل فعزله في هذه السنة، وولى مكانه الربيع الحاجب، فاستناب الربيع فيه سعيد بن واقد «1» . وفيها جد المهدي في تتبع الزنادقة والبحث عنهم في الآفاق وقتل منهم خلائق. وفيها توفي بشار بن برد أبو معاذ العقيلي بالولاء، الضرير الشاعر المشهور، ولد أعمى جاحظ الحدقتين قد تغشاهما لحم أحمر. وكان ضخماً عظيم الخلقة والوجه مجدراً طويلا، وكان يرمى بالزندقة، ويروى عنه أنه كان يفضل النار على الأرض، ويصوب رأي إبليس في امتناعه من السجود لآدم صلوات الله عليه؛ وفى تفضيل النار يقول:
الأرض مظلمة والنار مشرقة
…
والنار معبودة مذ كانت النار
ومن شعره في غير هذا:
يا قوم أذني لبعض الحي عاشقة
…
والأذن تعشق قبل العين أحيانا
قالوا بمن لا ترى تهذي «2» فقلت لهم
…
الأذن كالعين توفي القلب ما كانا
وله فى المشورة:
إذا بلغ الرأي المشورة فاستعن
…
بحزم نصيح أو فصاحة حازم
ولا تجعل الشورى عليك غضاضةً
…
فإن «3» الخوافي قوة للقوادم
وله في التشبيهات قوله:
كأنّ مثار النّقع فوق رءوسنا
…
وأسيافنا ليل تهاوى «4» كواكبه
وفيها توفي عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس الأمير الهاشمي العباسي، وهو ابن أخي السفاح والمنصور، وجعله السفاح ولي عهده بعد أخيه